كيف سيطر الجيش السوري على ثكنة الدفاع الجوي في حلب؟
حسين مرتضى
مخالفاً كل توقعات الدول الداعمة للمجموعات المسلحة بعد معركة كسب، استمرّ الجيش السوري في عملياته العسكرية في الريف الشرقي لحلب، بعد أن بسط سيطرته على عدة مناطق استراتيجية كان أهمّها، تلة وثكنة الدفاع الجوي الاستراتيجية، ومن ثم بلدة الطعانة المجاورة.
زمام المبادرة التي ما زال يمتلكها الجيش السوري في أغلب المناطق، تجلّت بأقوى صورها، حين جدد الجيش السوري تكتيكاته العسكرية، وبدأ بتنفيذ فكرة قضم التلال والمناطق المرتفعة، في ريف حلب الشرقي، ومن ثم استدراج المسلحين الى فك كماشة ضمن مناطق معزولة جغرافياً عن بعضها، ومقطوعة عن طرق الامداد جميعها، ما يجعل حلب وريفها، تحت مرمى نيران الجيش السوري، وقدرته العالية على المناورة بالوسائط و النيران.
العملية العسكرية الممتدة منذ فترة، بدأت بالسيطرة على جميع التلال المطلة على الريف الشرقي والشمالي الشرقي، حيث استطاع الجيش السوري، بعد تأمينه لمطار حلب الدولي، السيطرة على تلة النبي يوسف وتلة الشيخ لطفي، موسعاً إنتشار قوات المشاة ومنح المدرعات قدرة أعلى على المناورة النارية، تلك التلال جعلته الاقرب الى تلة المجبل والتي تشرف بالنار على محيط السجن المركزي، في الوقت الذي قطع من خلال سيطرته عليها جميع طرق الامداد بين المدينة الصناعية وشمال شرق حلب وتحديداً بلدة المسلمية، والتي تعتبر احد اهم خطوط الامداد القادم من الريف الواصل الى تركيا.
كيف سيطر الجيش السوري على ثكنة الدفاع الجوي في حلب؟
في الجهة المقابلة كان الجيش السوري، قد سيطر على عدة تلال ومناطق، تشرف على القسم الجنوبي للمدينة، مثبتاً قواته في تلة الشويحنة، ضامناً بذلك سيطرته النارية على مناطق عدة أهمها منطقة الشيخ سعيد وحي الراشدين، وتقدّم باتجاه حي الشيخ خضر والصاخور وهنانو، كما سيطر على تلة الـ 57 وتلة الغالية، ليزيد اطباق فك الكماشة على المسلحين في شرق وشمال شرق حلب، وبذلك يكون الجيش السوري قد قسم حلب الى مربعات قتالية فصل فيها المحور الشرقي عن المحور الغربي، ما سيتيح له الافضلية النارية، والقدرة على توسيع رقعة العمليات الى المحور الغربي.
أما العمليات العسكرية بعد السيطرة على بلدة الشيخ نجار الاستراتيجية، فكانت تسير وفق خطة مدروسة تماماً، وبالتزامن مع فرضه السيطرة على مداخل مدينة حلب من الجهة الشرقية، بدأ الجيش السوري بالتقدم نحو تلة وثكنة الدفاع الجوي، حيث انطلقت العملية مساء من خلال استهدافات قامت بها وحدات الاسناد الناري، معتمدة على الغزارة النارية، وتشتيت القوة الدفاعية للمجموعات المسلحة، التي لم تستطع الصمود طويلاً في التلة ومحيطها، لتبدأ قوات المشاة التابعة للجيش السوري بالتقدم نحو التلة، في حين بدأت المجموعات المسلحة الفرار نحو بلدة الطعانة القريبة. لم يتوقف الجيش السوري فبعد تثبيت قواته في أعلى التل وتنظيفه بشكل كامل لكتيبة الدفاع الجوي، التابعة للواء 80، استمر في التقدم نحو بلدة الطعانة، ليشملها في التنظيف، حيث استعاد السيطرة عليها خلال اقل من ساعتين، بعد عملية نفذت من عدة محاور.
ويكمن الهدف الاستراتيجي للجيش السوري بسيطرته على بلدة الطعانة، في قطع الطريق الجديد والقديم المؤدي إلى مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، والاشراف الناري على باقي اجزاء المنطقة الصناعية، حيث تقع بلدة الطعانة على طريق مدينة الباب القديم، وتشرف بالرؤية على الطريق الجديد، وتقع جنوب شرق المدينة الصناعية المتاخمة لبلدة الشيخ نجار، كما تطل تلك البلدة على قرى عدة في المحور الجنوبي، وهي جب عبشة وبرلهين والزعلانة، وفاح، وعلى صوامع القمح الواقعة في بلدة بلاط، كما تطل من المحور الشرقي على بلدة تل مكسور.
ويقترب الجيش السوري بسيطرته على بلدة الطعانة وتلة كتيبة الدفاع الجوي الاسترايتيجة، من محيط السجن المركزي، ما يساعد على التصدي لأي محاولة هجوم باتجاه السجن، والسيطرة النارية على مناطق واسعة تساعده في عملياته القادمة وبالذات اكمال فك الحصار عن سجن حلب المركزي.