ردٌّ قاسٍ من الجيش السوري على مسلحي بلدة "مورك" في ريف حماه
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى معارك كسب وريف اللاذقية والقلمون، يشهد ريف محافظة حماه الشمالي معارك شرسة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة المتواجدة في بعض مناطق الريف الحموي.
أبرز تلك المعارك تجري بهدف السيطرة على مدينة "مورك " التي يساهم تأمينها من قبل أحد الطرفين بشكل كبير في بسط السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين العاصمة السورية دمشق مع الشمال السوري وتحديداً محافظة حلب.
المعارك في "مورك" ومحيطها تتزامن مع معارك أخرى تجري في ريف إدلب الجنوبي، ولا يمكن فصل المعركتين في إدلب وحماة، إذ أنهما تجريان لهدف واحد وهو السيطرة على الاتوتستراد الدولي، الهدف الذي يمثل في حال تحقيقه من أحد الأطراف المتصارعة تغييراً في ميزان القوى.
"مورك" التي تبعد عن مدينة حماة نحو ثلاثين كيلومتراً إلى الشمال شهدت أحداثاً متعاقبة ومتسارعة خلال الأيام الأخيرة بعد إصرار الجيش السوري على استرجاع الطريق الدولي، وهذا ما جعله يسعى لاقتحام المدينة التي يتحصن بداخلها المسلحون.
مصادر ميدانية، كشفت لموقع "العهد الاخباري"، أن المسلحين، الذين يسعون إلى استغلال ما يعتبرونه انشغال قوات الجيش السوري بالقتال على جبهة ريف اللاذقية والحدود السورية ـ التركية، تلقوا خلال الأيام الأخيرة رداً قاسياً من الجيش السوري على اعتقاداتهم وذلك من خلال تكثيفه استهداف مواقعهم ومعاقلهم في مورك ومحيطها وسعيه بشكل واضح إلى دخول المدينة وبسط سيطرته عليها وذلك من خلال المحورين الجنوبي والشرقي للمدينة.
وتيرة الاشتباكات ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قصف الطيران الحربي السوري تجمعات المسلحين في كل من الجهة الجنوبية لمورك وبلدات الحويجة وقبر فضة ولحايا المجاورة ما أدى الى مقتل العشرات منهم اضافه الى تدمير مقراتهم وعتادهم، الأمر الذي أعلنت عنه التنسيقيات المعارضة في تلك المنطقة، كما ان المكتب الإعلاميّ لتحالف المهاجرين والأنصار الناطق باسم مسلحي ريف حماة نقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصريحاً لمن أسماه القيادي في لواء "المجد" المقاتل في "مورك" كمال أبو المجد، جاء فيه: أن المقاتلين يسعون إلى تجنب أخطاء وقعوا بها سابقاً وأدت إلى خسارتهم للكثير من المعارك والمواقع".
المعارك التي تجري في ريف إدلب الجنوبي، وتحديداً في مدينة خان شيخون، تؤثر بشكل كبير على معركة مورك، ولكن الأيام القادمة قد تحمل تطورات تساهم في تغيير العناوين، خاصة في ظل إدراك الجيش السوري لأهمية الحسم في معركة "مورك" الأمر الذي سيساهم حتماً في السيطرة على أتوتستراد دمشق ـ حلب الدولي.