المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

مستقبل أسود ينتظر حوش شهابي في القدس


القدس - شذى عبد الرحمن

جنود مسلحون، ومتاريس وحواجز شرطية، هو ما عليك أن تمر به للوصول إلى بيتك في حوش شهابي، النقطة الثانية والوحيدة، التي يطل منها حائط البراق بحجارته الملاصقة لباب الحديد من الجهة الغربية للمسجد الأقصى، في بلدة القدس القديمة.

مريم الشهابي (60) عاما، تطل من نافذة منزلها المحاصر بكاميرات المراقبة لتستكشف طريقها قبل الخروج من المنزل، خوفا من مباغتتها والاعتداء عليها، تقول عن إحدى الاعتداءات التي تعرضت لها " دخلت الحوش بعد انتهاء صلاة العشاء، كان الحوش فارغا، ولا يوجد فيه سوى مجموعة مستوطنين، الذين حاصروني وانهالوا علي بالضرب".

وتبين أنها توجهت لشرطة الاحتلال لتقديم شكوى ضد المعتدين، معتمدة على كاميرات المراقبة المنصوبة في المكان، والتي وثقت الحادث، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب ولم تلاحق المعتدين، "عند مرور الأطفال، يعرقلونهم حتى يقعوا على الأرض ويضربونهم ويخيفونهم، لا يوجد أحد سلم من اعتداءاتهم".

عشرات المستوطنين والسياح يتوافدون إلى حوش شهابي يوميا، فيؤدون صلوات تلمودية وينظمون حفلات تهويدية صاخبة في الأعياد اليهودية طوال الليل والنهار، لتحرم أهالي الحوش من النوم والراحة والتنقل بأمان.


تعلق مريم "يوقفونا ويأخذون هوياتنا عند دخولنا أو خروجنا، وبأيام أعيادهم لا نستطيع النوم بالليل أو بالنهار من صراخهم"، مشددة على أنهم يهددونهم باستمرار بالاستيلاء على المنازل وحرمانهم منها إلى الأبد.

عن صمودها وثباتها في الحوش بالرغم من الاعتداءات اليومية، تقول مريم "إنه وطننا وأرضنا مستحيل أن نفرط فيه حتى لو هدوه فوق رؤوسنا"، لافتة إلى أن أولادها تزوجوا وسكنوا أيضا في الحوش للدفاع عنه وحمايته.

وكباقي منازل البلدة القديمة، يعاني بيت آمال من التشققات بجدرانه المهددة بالانهيار بأية لحظة، تقول آمال، "وضعنا دعامات حديدية خارجية للمنزل إلا أن المستوطنين فككوه بالليل وصادروه ".

باب الحديد المؤدي لباحات المسجد الأقصى والملاصق للحوش يغلق بأمر عسكري في الأعياد اليهودية، التي يرتفع عدد الوافدين من المستوطنين إلى المئات، تعلق مريم،"يريدون الوصول للمسجد الأقصى، يصادرون ما حوله ويطردوننا ليصلوا إليه، بعدما سلبونا كل ما نملك".

مستقبل محفوف بمزيد من التهويد وتغير الملامح هو ما ينتظره حوش الشهابي، أحمد شهابي (30) عاما أحد شبان الحي يوضح ، أن عمالا من بلدية الاحتلال حاولت مرارا ترميم الحائط، ما استدعى توجه أهالي الحوش إلى محكمة الاحتلال ورفع قضية لإيقاف المساس بالمكان.

ويؤكد أنه وبعد أسبوع من قرار صدر عن محكمة الاحتلال بعدم المساس بالمكان، عاد عمال البلدية، لينفذوا عمليات ترميم وتصليح بالجهة المقابلة للحائط ما يشير إلى احتمالية القيام بعمليات هدم في المكان وتوسيعه بهدف استيعاب المزيد من المستوطنين.

انهيارات أرضية سابقة وقعت في الحوش، نتيجة للحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال أسفل البلدة القديمة، ويبين شهابي أنه يوجد نفق أسفل الحوش يربط عددا كبيرا من الأنفاق، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تخطط لعمل مدخل للأنفاق هُنا لربطه مع الجزء الآخر لحائط البراق.

ويوضح شهابي أن الحوش عقار مملوك لعائلة شهابي، وهو وقف اسلامي ذُرّي تابع لدائرة الأوقاف الإسلامية، التي تتولى العقار، وتقوم بطواقمها الفنية والقانونية بمتابعة شؤونه، إلا أن ذلك لم يشفع له لدى سلطات الاحتلال الساعية لتهويده وإغلاقه يومي الجمعة والسبت حيث ترتفع بشكل كبير اعتداءات المستوطنين على أهالي الحوش.

سلطات الاحتلال قسمت مدخل الحوش إلى قسمين بالمتاريس والحواجز ومنحت المساحة الكبيرة للسياح والمستوطنين في حين أعطت الجزء الأصغر لأهالي الحوش، الذين يدقون اليوم ناقوس الخطر، محذرين من مساعي المستوطنين الساعية للاستيلاء الكامل عليه ما يهدد الجبهة الغربية للمسجد الأقصى.
29-آذار-2014

تعليقات الزوار

استبيان