وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الى بلجيكا، المحطة الثانية في جولته الاوروبية لحضور قمة للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، وسط اجراءات أمنية مشددة. وقال مسؤول في البيت الابيض إن "الرئيس الاميركي وقادة الاتحاد الاوروبي سيجددون خلال القمة عزمهم على مواجهة روسيا في اوكرانيا مع اعطاء دفع لاتفاق التبادل الحر بين ضفتي الاطلسي".
واضاف ان "اوباما سيتطرق خلال خطاب يلقيه بالمناسبة ايضاً الى ما اسماه خطر ما تقوم به موسكو بالنسبة الى الاوكرانيين". وكان اوباما هدد بفرض عقوبات إضافية ومؤثرة على روسيا في حال تم تصعيد النزاع في اوكرانيا، مشيراً في ذات الوقت الى أن "واشنطن تفضل التوصل الى حل دبلوماسي مع موسكو بشأن الازمة". من جهتها، اعلنت موسكو انها غير آبهة بقرار إبعادها من مجموعة الدول الصناعية الكبرى.
وسعت روسيا والغرب أمس إلى وضع حد فاصل مؤقت للأزمة الأوكرانية بعد أن اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاؤه على تأجيل عقوبات اقتصادية أشد إلا إذا أقدمت موسكو على خطوات أبعد من السيطرة على القرم.
ووصف أوباما روسيا بأنها "قوة إقليمية"، وقال إنها ليست التهديد الأول للأمن الوطني للولايات المتحدة. وأضاف أنه لن يتم إخراج روسيا من القرم بوسائل عسكرية ولكن ضم روسيا لشبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود ليس "أمراً محسوماً" لأن المجتمع الدولي لن يعترف بذلك الضم.
وسخر الكرملين من قرار أوباما وحلفائه الغربيين بمقاطعة قمة لمجموعة الثماني في سوتشي في حزيران/يونيو القادم وعقد قمة لمجموعة السبع بدون روسيا لكنه قال إنه حريص على مواصلة الاتصال بشركاء روسيا في مجموعة الثماني.
وقال ديمتري بسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة "انترفاكس" للأنباء "الجانب الروسي لا يزال مستعداً لإجراء هذه الاتصالات على جميع المستويات بما في ذلك أعلى مستوى. نحن مهتمون بهذه الاتصالات."
وأبدت روسيا بادرتين للمصالحة بعدما قال نائب وزير الاقتصاد الروسي إن أكثر من 70 مليار دولار ربما هربت من روسيا في الربع الأول من العام الحالي. واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأوكراني اندريه ديشيتسيا لأول مرة رغم أن روسيا لا تعترف بالحكومة الجديدة في كييف.
كذلك سمحت موسكو لمراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ببدء العمل في أوكرانيا بعد جدل مطول بشأن تفويضها إذ تقول روسيا إنه لا يشمل منطقة القرم.
يشار الى انه عقب سيطرة قوات تؤيد روسيا على المنشآت العسكرية الاوكرانية في القرم، حصل اتفاق بين وزارتي الدفاع في اوكرانيا وروسيا حول تسهيل خروج العسكريين الاوكرانيين من القرم، وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف إن "وزارتي الدفاع في روسيا وأوكرانيا اتفقتا بشأن عملية نقل العسكريين الأوكرانيين الموجودين حالياً في القرم من أراضي شبه الجزيرة".
وأوضح غيراسيموف للصحفيين الأربعاء أن العسكريين الراغبين في مواصلة الخدمة بالقوات المسلحة الأوكرانية وأفراد عائلاتهم سيغادرون القرم بالقطار.
واضاف غيراسيموف: "ان جميع العسكريين الذي أبدوا الرغبة في مواصلة الخدمة في القوات المسلحة الأوكرانية موجودون حالياً خارج القواعد العسكرية وهم تركوا أسلحتهم تحت الحراسة ويستعدون لمغادرة القرم بشكل منظم". وأوضح أن مركزاً لتسجيل هؤلاء العسكريين افتتح في سيفاستوبول، وبحلول 25 آذار/مارس جرى تسجيل 1.5 ألف عسكري أوكراني.
وتابع الجنرال الروسي أن العسكريين الأوكرانيين بعد مغادرتهم القرم سيتوجهون الى القاعدة العسكرية الأوكرانية في محطة "نوفوأليكسييفكا"، حيث سيتم إرسالهم الى أماكن خدمتهم الجديدة. وأكد غيراسيموف أنه تم رفع العلم الروسي فوق جميع القواعد والمنشآت العسكرية الأوكرانية في القرم وعددها 193.
وفي هذا الاطار، تسعى اوكرانيا على ما يبدو إلى تأزيم الأمور، عبر طرح خلافها مع روسيا على الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان طرح السلطات الحالية في كييف مشروع قرار حول وحدة الاراضي الاوكرانية على الجمعية العامة للامم المتحدة سيصعب البحث عن حل سياسي-ديمقراطي للازمة الاوكرانية.
وقال غاتيلوف: "بالفعل، من المخطط اجراء اجتماع للجمعية العامة للامم المتحدة في 27 آذار/مارس، سيطرح فيه الاوكرانيون مشروع قرار يخص وحدة الاراضي الاوكرانية. وبالطبع فإن موقفنا منه سلبي لأقصى حد، فهو في جوهره ومحتواه يكرر المشروع المماثل الذي استخدمنا ضده حق النقض في مجلس الامن، ولا يعكس الواقع السياسي المتشكل، وبمقدوره فقط تعقيد البحث عن تسوية سياسية وديمقراطية للازمة".
وأكد انه حتى في حال اقرار الجمعية العامة لهذا مشروع القرار هذا فإنه لن يؤثر بشكل من الاشكال على موقف موسكو من الازمة الاوكرانية ومسألة انضمام القرم الى روسيا.