انطلقت القمة العربية الخامسة والعشرين في الكويت اليوم تحت شعار "التضامن لمستقبل أفضل"، حيث يناقش القادة وزعماء الدول العربية ملفات وقضايا عدة، وعلى رأسها الأزمة السورية المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وافتتح القمة رئيس دورتها الحالية التي تستمر يومين، أمير الكويت صباح الأحمد الصباح في قصر بيان، حيث جرت مراسم انتقال رئاسة القمة من امير قطر تميم بن حمد الى الصباح الذين ألقيا كلمتيهما في بداية الجلسة. ودعا الصباح الدول العربية إلى نبذ الخلافات مشيرا إلى أنها تعرقل العمل العربي المشترك. وقال إن ما يحدث في سوريا كارثة إنسانية تهدد الأمن والاستقرار في العالم.
من جهته، قال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إن القضية الفلسطينية تبقى على رأس أولويات العمل العربي، داعيا إلى إنهاء الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، ومؤكدا التزام قطر بمبلغ ربع مليار دولار لإنشاء صندوق دعم القدس.
ودعا الأمير خلال كلمته في افتتاح القمة العربية السنوية الكويت، الثلاثاء، إلى "حوار مجتمعي شامل" في مصر، مشددا على "روابط الأخوة مع مصر الشقيقة الكبرى".
وتطرق إلى الملف السوري، متهما دمشق بأنها تمارس "تمويها مكشوفا" من خلال موافقتها على الحل السياسي، في حين "تلجأ إلى القوة العسكرية كأداة قتل".
وفي الكلمات، اتهم ولي عهد السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود المجتمع الدولي بـ"خداع" المعارضة السورية، خلال افتتاح القمة العربية في الكويت اليوم الثلاثاء. وقال امام القادة العرب المشاركين في القمة ان التحديات في سوريا تواجهها "مقاومة مشروعة خدعها المجتمع الدولي وتركها فريسة سائغة لقوى غاشمة حالت دون تحقيق طموحات شعب سوريا". وراى ان "الخروج من المازق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الارض وتقديم للمعارضة ما تستحقه من دعم باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري".
إلى ذلك، اكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته امام القمة العربية ان تمسك "الكيان الاسرائيلي بأسلحة الدمار الشامل وعدم التزامها بالمعاهدات الدولية يهددان الأمن الإقليمي العربي".
وعن الشان السوري اكد نبيل العربي ضرورة السعي الى تحقيق حل سلمي للأزمة السورية التي تهدد مستقبل الأمن الإقليمي العربي.
واشار الى ان مجلس الأمن لا يزال عاجزاً عن إصدار قرار لوقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا انه رغم محاولات المبعوث الاممي والعربي الخاص بسوريا الاخضر الإبراهيمي إلا أن مفاوضات جنيف 2 لم تتوصل الى حل للأزمة السورية.
كما يشارك في القمة 13 رئيساً عربياً والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي سيتحدث ايضاً في الجلسة الافتتاحية فيما يشارك آخرون بكلمات حسب جدول الأعمال.
وكانت الوفود المشاركة في القمة قد استمرت في الوصول الى العاصمة الكويتية امس، إذ وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المصري الموقت عدلي منصور، ورئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي.
كذلك وصل الى الكويت الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز ورئيس جيبوتي اسماعيل عمر جيله ورئيس الوزراء الاردني عبدالله النسور ونائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي، ورئيس المجلس الوطني الليبي العام نوري بوسهمين ورئيس مجلس الامة الجزائري عبدالقادر بن صالح وممثل سلطان عمان أسعد بن طارق آل سعيد.
بالموازاة، أوضحت مصادر خاصة لصحيفة "الحياة" أن "المضيف الكويتي حريص على انجاز ما هو ممكن وتلافي الخلافات، وهي كثيرة".
وأكدت المصادر استبعاد ملف الخلافات الخليجية من المناقشات، على ان هذا الملف "سيجد لنفسه مكانا في هامش القمة"، فيما تشير توقعات الى خروج القمة بقرارات "متواضعة جداً".
من جهته، وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قمة الكويت بأنها "ناجحة"، معتبراً ان "الارهاب يهددنا جميعاً"، ونفى بحث القمة في الخلاف بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، لكنّه استبعد في الوقت عينه في حديث لصحيفة "بوابة الأهرام" المصرية أن تتم المصالحة الآن مع قطر سواء خليجياً أو عربياً خلال القمة الحالية المنعقدة في الكويت
وفيما بقي مقعد سوريا شاغراً ولم يسلّم الى أحد، من المقرر أن يلقي رئيس "الائتلاف السوري المعارض" احمد الجربا كلمة أمام القمة، على أن يلقي المبعوث الدولي العربي لسوريا الاخضر الابراهيمي كلمة أيضاً يعرض فيها لآخر التطورات التي وصلت اليها مهمته.
وفي هذا السياق، ذكرت "وكالة الصحافة الفرنسية" مشروع القرار حول سوريا سيدعو مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته بعد فشل مؤتمر جنيف بين النظام السوري والمعارضة.