أعرب الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان عن قلقه من الاعتداءات التركية على الأراضي السورية والأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية في مدينة كسب في ريف اللاذقية التي يقطنها عدد كبير من الأرمن مذكرا بـ "الجحافل العسكرية التركية" التي اضطرت الأرمن لمغادرة كسب مرتين عامي 1909 و1915.
ونقل المكتب الصحفي للرئاسة الأرمينية عن الرئيس سركيسيان الموجود حاليا في زيارة عمل إلى هولندا قوله "نشكر السلطات السورية على الخطوات التي تتخذها لحماية الأرمن في كسب الذين اضطروا لمغادرة وطنهم مرتين ويتعرضون لمحاولة ثالثة نتيجة أعمال الجحافل العسكرية التركية". وأضاف "إننا نذكر بصورة جيدة جميعا تاريخ كسب الطافح بالأحداث المأساوية لطرد الأرمن خلال المئة سنة الأخيرة" معيدا إلى الأذهان أن "السكان الأرمن في كسب اضطروا لمغادرة وطنهم مرتين نتيجة لأعمال الجحافل العسكرية التركية".
وتابع سركيسيان "إنه يجري اليوم للمرة الثالثة نزوح الأرمن من كسب وهذا ما يخلق خطرا بالغا على آليات حماية الأقليات" مؤكدا وجوب أن "يدرك الجميع انه ينبغي لهذه المقارنات التاريخية ممارسة تأثير على جميع الأطراف".
ولفت الرئيس الأرميني إلى أنه كلف الممثلين الأرمن في مكاتب الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك بطرح هذه المسألة في المنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإصرار على مسالة الحماية المضمونة لحقوق الأرمن في مدينة كسب وعودتهم اليها مبينا أن السفارة الأرمينية في دمشق تعمل على برنامج لمساعدة الأرمن في كسب وأن هذا البرنامج سينفذ بالحجم الكامل.
وكانت وزارة الخارجية الأرمينية أدانت الاعتداءات التركية على الأراضي السورية، وقالت إننا نشعر بالقلق إزاء الوضع المترتب هناك حيث جرى إجلاء الأرمن من كسب إلى اللاذقية.
ونددت الهيئة الوطنية الأرمينية العالمية في بيان أصدرته في بيروت بما تعرضت له منطقة كسب السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية من هجوم عنيف من المجموعات التكفيرية الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي والتي أدت الى نزوح سكانها الآمنين الى مدينتي اللاذقية والبسيط.
وانتقدت الهيئة بشدة الاعتداء التركي السافر على الأرض السورية ودعم الحكومة التركية للمجموعات الارهابية في عدوانها على السكان الآمنين في كسب وغيرها من المدن السورية، مشيرة إلى أنه "منذ أشهر طويلة نحذر المجتمع الدولي من التهديدات السافرة التي يطلقها الإرهابيون المتطرفون ضد الأقلية المسيحية في سورية".
وشددت الهيئة على أن هذه الهجمات الشرسة ضد مدينة كسب والقرى المجاورة لها ذات الأغلبية السكانية الأرمنية "ليست إلا أحدث مثال على العنف الذي تقوده تركيا" داعية كل الدول المؤثرة بالأزمة في سورية إلى استخدام الوسائل المتاحة لوقف هذا الإرهاب ضد المدنيين العزل في كسب ليصبح بمقدور الأهالي العودة إلى منازلهم سالمين آمنين.
ولفتت الهيئة إلى أنه خلال المئة عام الأخيرة من الوجود الأرمني في هذه المنطقة أجبر هؤلاء السكان على النزوح من كسب ثلاث مرات متتالية وفي كل مرة كانت تركيا هي المعتدية داعية المجتمع الدولي إلى كبح تركيا ومنعها من الاستمرار في عملياتها العدائية ضد الشعب الأرمني.
وكشفت الهيئة عن أن الاعتداء الإرهابي والاجرامي المسلح على كسب اضطر 670 عائلة أرمنية إلى النزوح والتمركز في مدينتي اللاذقية والبسيط المجاورتين.
بدوره أصدر البرلمان الأرميني بيانا قال فيه النواب "إنه نتيجة العمليات العسكرية التركية في منطقة كسب السورية اضطر السكان الأرمن لترك منازلهم ونحن في البرلمان الأرميني نعتبر ذلك حالة قصوى من حالات خرق حقوق الإنسان جماعيا".
وأضاف النواب في بيانهم "إننا ندين بشكل صارم تصرفات القوات المسلحة التركية التي تعتبر في جوهرها تحديا جديدا لعمليات الإبادة الجماعية السابقة بحق الجالية الأرمنية في الشرق الأوسط". ودعا النواب الأرمن في بيانهم السلطات السورية والتركية لإجراء تحقيق في الأحداث في منطقة كسب مطالبين بإرسال مراقبين من الأمم المتحدة إلى المنطقة.
كما طالب النواب الحكومة الأرمينية بالتحرك لاتخاذ الخطوات الضرورية وحثوا الجاليات الأرمينية في الشتات على توحيد الجهود للدفاع عن الأرمن السوريين وقالوا إن "الأحداث الجارية في منطقة كسب أذهلت الأرمن في كل العالم".