المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

كيف سيطر الجيش السوري على قلعة الحصن في ريف حمص؟


حسين مرتضى

بعد أقل من ثلاثة أيام على الانجاز الاستراتيجي الذي حققه الجيش السوري في يبرود في جبال القلمون، استطاع الجيش السوري اقتحام بلدة الحصن في ريف حمص الغربي والسيطرة على قلعتها الاثرية.

الانجاز العسكري في يبرود أرخى بظلاله على عرسال اللبنانية، وامتد تأثيره حتى وصل بلدة الحصن في حمص، حيث أعاد الى الواجهة منطقة عكار اللبنانية، بالذات بعد الحديث عن محاولة المسلحين اللبنانيين الانسحاب باتجاهها، فبعد القصير وتلكلخ ويبرود، جاء دور قلعة الحصن ليستكمل الجيش السوري تضييق الخناق على المسلحين على طول الحدود اللبنانية السورية شمالا وشرقا الامر الذي جعل المساحة الجغرافية الممتدة من العاصمة دمشق حتى اللاذقية على البحر المتوسط، خالية تماماً من المجموعات المسلحة، ما عدا بعض الجيوب الامنية التي لا تؤثر بشكل حقيقي على سيطرة الدولة السيطرة على هذه المنطقة.

العمليات العسكرية التي امتدت من الزارة حتى جبال عيرون بعد السيطرة على بلدة الحصرجية وتلالها، وحيث استطاع الجيش السوري إحكام الطوق حول بلدة شويهد والحصن من خلال تثبيته لمرابض مدفعية على تلال الحكية، ما سهل على القوات المتقدمة السيطرة على تلال مزارع بلال والتي تعتبر أعلى نقطة في تلك المنطقة، ما أتاح السيطرة بالنار والرؤية على بلدة الشويهد، واطباق الحصار عليها وعلى بلدة الحصن.


في الوقت نفسه، استمر الجيش السوري في تكرار سيناريو الكمائن للمجموعات المسلحة التي تحاول الانسحاب نحو الاراضي اللبنانية، كمين جديد نصب بالقرب من الجانب السوري لمجرى النهر الكبير في منطقة البقيعة السورية، حيث حاولت مجموعة مؤلفة من 50 مسلحاً لبنانياً الفرار نحو وادي خالد، إلّا أن الجيش السوري كان في انتظارها، كما استطاع الجيش السوري نصب عدة كمائن في مختلف المناطق التي يمكن للمجموعات المسلحة الفرار منها بالذات في منطقة معبر الحاج نديم في تلكلخ، وبالقرب من جهة محطة شاليش، ومن محور بلدة بساس وباتجاه بلدة عناز، في هذه الاثناء بدأت تصل الى المجموعات المسلحة الانباء عن مقتل ما يسمى بالقائد العسكري لتنظيم جند الشام المدعو فيصل داود عقلة المكنى بـ أبو حسين الجزائري خلال الاشتباكات على اطراف بلدة الحصن، ما سرع في انهيار معنويات المجموعات المسلحة، كون الجزائري من اهم قادة تنظيم جند الشام، والذي كان معتقلاً في سجن رومية واستطاع الفرار منه بتاريخ 13-10-2012  نحو منطقة الزارة.

المعنويات المنهارة، والحصار الخانق، جعل المجموعات المسلحة وبالذات تنظيم جند الشام، ارسال الرسائل للجيش السوري، عبر اجهزة اللاسلكي تارة، وتارة عبر شخصيات من شمال لبنان، تعلن فيها استعدادها للانسحاب نحو الاراضي اللبنانية، وتطلب معبراً امناً لوصولها لمنطقة عكار، لكن الجيش السوري كان مصمماً على استمرار العملية العسكرية، وعدم خروج أي من المسلحين حي، وبدأت باللاعداد لخطة الدخول لبلدة وقلعة الحصن.

الخطة اعتمدت على الكثافة النارية التي تحققها وحدات الاسناد الناري بالذات في محيط القلعة، كون ارتفاعها سيشكل عامل قوة بيد المسلحين المتمترسين داخلها، وبالفعل بدأت وحدات الاسناد الناري باستهداف كل ما يتحرك في محيط القلعة، فيما كانت وحدات الاقتحام تدخل من بلدة الشويهد نحو الاحياء الجنوبية والشرقية لبلدة الحصن، ودارت الاشتباكات.

بدأت قوات الاقتحام بالتقدم عبر عدة محاور لتصل الى حي الميدان داخل بلدة الحصن، عندها قرر المدعو خالد رياض المحمود المكنى بابو سليمان المهاجر الطرابلسي "الدندشي" الانسحاب ومن معه من القلعة، عبر طريق فرعي اسفل جدار القلعة، إلّا ان الرصد التابع لقوات الاقتحام استطاع رصد تحرك للمجموعات المسلحة في القلعة وبدأ بالترقب، وأعد الكمين الذي استطاعت وحدات الاسناد الناري من تحقيق اهدافه، ما ادى الى اصابة ما يسمى بامير القلعة الدندشي اصابت خطير، وبقي ينزف حتى الموت، وكانت الضربة القاضية للمجموعات المسلحة التي انهارت ودب الرعب في صفوفها، وبدأت بالفرار تاركة خلفها اسلحتها والياتها، بعد فقدانهم لاي عمق جغرافي يسعون للفرار اليه في المنطقة.

بالموازاة، اكد مصدر عسكري لـ"العهد" أن الانجاز الاستراتيجي في قلعة الصحن ومحيطها، يعني أن خط الامداد الذي كان يبدأ من وادي خالد نحو تلكلخ السورية ومن ثم الى عمق الاراضي السوري قد انقطع تماماً وما تبقى هو عبارة عن منافذ بسيطة لا يستطيع من خلالها المسلحون النفاذ مرة ثانية، ما يعني قطع شرايين الحياة عن المسلحين.

بسيطرة الجيش على منطقة الحصن وقلعتها، والتي تشرف على وادي النصاري بقراه جميعها، والذي كان يعاني من اعتداءات المجموعات المسلحة، يمكننا اعتبار انتهاء اخر نقطة لتواجد المسلحين في ريف حمص الغربي، ما سيعزز من ضبط الحدود السورية اللبنانية، والالتفات نحو الريف الشرقي لحمص والممتد نحو محافظة حماة.
21-آذار-2014

تعليقات الزوار

استبيان