أشاد آية الله العظمى سماحة الامام السيد علي الخامنئي بالمشاركة الشعبية في مختلف مراحل الثورة الاسلامية منذ انتصارها حتى اليوم لاسيما مشاركته الواسعة في المسيرات المليونية في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، مؤكدا انها برهنت تمسك الشعب بنظامه وولائه للاسلام.
وقال سماحته في خطابه الذي القاه اليوم الجمعة امام اهالي مدينة مشهد المقدسة في الحرم الرضوي الشريف ان المشارکة الواسعة لابناء الشعب في الانتخابات التي جرت خلال سنوات الثورة تعني ان السيادة الشعبية الدينية قد ترسخت وتوطدت في البلاد وان الدولة الاسلامية نجحت في تأصيل ومأسسة السيادة الشعبية الدينية.
وفي مستهل کلمته سال الإمام الخامنئي "الله تعالى ان يمن على جميع الايرانيين والمسلمين بحياة مفعمة باليمن والبرکة"، متمنيا ان يکون العام الجديد العام الذي يستحقه الشعب الايراني. واکد سماحته ان العام الايراني المنصرم شهد تحقيق الملحمة السياسية حقا حيث شهد في نصفه الاول اجراء الانتخابات الرئاسية وفي نصفه الثاني المسيرات الواسعة التي اقيمت بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية.
واشار الى المؤامرات التي يحيكها الاعداء ضد الشعوب الاسلامية، مؤكدا ضرورة أن "تتزود هذه الشعوب بالقوة للدفاع عن نفسها أمام المتغطرسين وقوى الشر الاستعلائية التي تريد ابتزاز الشعوب بسبب ضعفها".
وقال سماحته " ان الشعب الذي لايتسلح بالقوة فإنه سيهزم أمام هؤلاء الذين يستخفون به ويستضعفوه وبالتالي سيسحقونه لأنه لايقدر الدفاع عن نفسه"، معتبراً ان "طبيعة العالم الذي نعيش فيه يتم ادارته وفق الأفكار المادية التي يتعرض في اطارها القوي للضعيف ويهدر كرامته وينقض عليه".
واضاف سماحته ان "قوة الشعب ليست فقط في اسلحته العسكرية المتطورة، رغم انها ضرورية ولكنها ليست كافية لجعل الشعوب قوية"، مؤكداً ان توافر ثلاثة عناصر الاقتصاد والثقافة والعلم في اي بلد يجعله بلدا قويا"، مؤكداً أن "حقائق المجتمع الدولي لا تسير وفق ما تريد امريكا".
وتابع "فاما العلم فقد جرى الحديث عنه كثيرا على مدى الاعوام 10-12 الماضية وقد ترك ذلك بحمد الله اثره حيث ان البلاد تقدما على الصعيد العلمي. واما الحقلين الاقتصادي والثقافي فانهما يحتاجان الى اهتمام اكثر من اللازم من اجل ان نجعل اقتصاد البلاد بشكل لايتاثر ولايتاثر الوضع المعيشي للشعب بقرارات تتخذ من قبل دول اخرى. وهذا هو اقتصاد المقاومة بعينه وقد ابلغنا الشهر المنصرم سياسته الكلية".
واوضح سماحته ان اقتصاد المقاومة هو الاقتصاد الذي لايتأثر بالاجراءات والتقلبات العالمية ولا بالسياسات الاميركية وغير الاميركية ويستند الى الشعب. واثار سماحته تساؤلات حول اقتصاد المقاومة الاول حول كنه وماهية اقتصاد المقاومة وخصوصياته الايجابية والسلبية، كما تساءل ثانيا عما اذا كان اقتصاد المقاومة الذي نرفع شعاره امرا قابلا للتحقيق ام انه مجرد اوهام وخيال؟ واما السؤال الثالث الذي اثاره فهو عن مستلزمات تحقيق اقتصاد المقاومة ان كان امرا قابلا للتحقيق؟ واكد ان "اقتصاد المقاومة هو انموذج علمي يتناسب مع متطلبات البلاد وليس مقتصرا على ايران".