استئناف المفاوضات بين الحكومة الباكستانية و’طالبان’
اسلام أباد ـ روح العباس حسين
استأنفت الحكومة الباكستانية مفاوضاتها مع حركة "طالبان"، الأربعاء الماضي، بعدما أوقفتها لمدّة أسبوعين بسبب عدم التزام الحركة بالشرط الأساسي المتمثّل بوقف عمليات اطلاق النار بين الطرفين. وكانت طالبان قد قتلت 23 مظليّا من الجيش الباكستاني بالتزامن مع المرحلة الأولى للمفاوضات وهي الفترة الممتدة من 17 الى 25 من الشهر الفائت، أي في فترة لم تتجاوز العشرة أيام.
وأعقب المباحثات مع "طالبان" خطاب شديد اللهجة من المؤسسة العسكرية يوضّح عواقب عدم التزام الحركة بشروط المفاوضات. ففي اجتماع لقيادة الجيش في مقر القيادة ترأسّه رئيس أركان الجيش راحيل شريف يوم الجمعة الماضي في العاصمة اسلام أباد، أكد شريف استمرار الضربات الجوية على مخابئ ومراكز الارهابيين في حال تواجد أيّ خرق لاتفاقية وقف اطلاق النار، كما أعرب عن ارتياحه من الغارات الجوية التي استطاعت استهداف مراكز طالبان، ردا على العمليات الارهابية التي نفذتها الحركة في الفترة الأخيرة.
وفي السياق نفسه، أبدى وزير الدفاع خواجه عاصف استعداد الجيش الباكستاني لشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد طالبان بحال فشل المفاوضات، مؤكداً أن الحكومة الباكستانية لن تتردد في استهداف مراكز الارهابيين، كما لن تتردد في ارسال قوات عسكرية الى المناطق القبلية ان لم تلتزم طالبان بوقف اطلاق النار المعلن، مشددا على أن وقف اطلاق النار يجب أن يكون كاملا ولن يتم الاعتراف بالمفاوضات بحال خرق هذه الشروط.
وفي المقلب الآخر، انتقد رئيس لجنة حركة طالبان مولانا سميع الحق تصريحات وزير الدفاع خواجه عاصف، معتبراً أن على المسؤولين تجنّب التصريحات التي تفسد عملية الحوار، كما أبدى انزعاجه وأسفه من عدم توافر اجماع وتوافق وطني للحوار مع طالبان، ورأى أن الحوار هو الحلّ الوحيد لوقف الاقتتال بين الحكومة الباكستانية والحركة.
وردا على كلام مولانا سميع الحق، قال المتحدث باسم حزب صوت الشهداء السيناتور فيصل رضا عابدي ان شرط وقف العمليات العسكرية بين الحكومة الباكستانية والحركة كان بندا أساسيا في المرحلة الأولى من المفاوضات، الا أن هذا الشرط قد تمّ انتهاكه من قبل حركة طالبان، مشيرا الى أن طالبان هي التي لم تستطع ضبط عناصرها والزامهم بقرارات القيادة، ومؤكدا أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستبوء بالفشل بحال استمرار العمليات الارهابية بشكل عبثي.
وفي كلام لرئيس الوزراء نواز شريف خلال اجتماع لمناقشة التطورات الأمنية الداخلية، قال: ان البلد يعيش حالة من العبث الأمني ولا بد من تطوّر البلاد من خلال بسط الأمن والسلام ولا يتمّ ذلك الا عبر القضاء على الارهاب، وعلّق على استئناف المباحثات مع طالبان بقوله ان الحوار مع طالبان له هدف واحد و هو التخلّص من الارهاب وان لم تنجح هذه المفاوضات، فللحكومة الباكستانية أساليبها في استئصال الارهاب... قاصدا بذلك الحلّ العسكري.
على أن آخر ما يجري على الساحة الباكستانية هو تعهد "طالبان" باحترام اتفاقية وقف اطلاق النار بحسب ما جاء في رسالة عمر خالد الخراساني القيادي في الحركة الى قيادة الجيش، حيث أكد أن حركته لن تشن أي هجوم أو عملية ضد الحكومة الباكستانية والجيش، نافياً اتهام الحركة بالتخطيط لقتل مشرف، ومعتبرا أن وسائل الاعلام الى جانب الأجهزة الأمنية تسعى لتضليل الرأي العام، من دون أن يوضّح خراساني دوافع الأجهزة الأمنية لتضليل الرأي العام.