لحود: المقاومة واقع يشرعه الاحتلال والعدوان ولا يسع أي حكومة أن تتغاضى عن هذا الحق
رأى الرئيس اميل لحود أمام زواره أن "أخطر وأدهى ما يحصل في الاجتماعات المتكررة والعقيمة لصوغ البيان الوزاري، هو التوقف عند بند المقاومة بالاعتراض أو التحفظ، ما يبعث برسالة تطمين واضحة الى العدو الاسرائيلي بأن لبنان منقسم على ذاته بموضوع المقاومة وتاريخها وانجازاتها وريادتها، وأن ورقة قوية اسقطت من يد لبنان بوجه "اسرائيل" في احتلالها وعدوانها".
وأكد الرئيس لحود "ان هذا الكلام لا يحتمل محاكمة نيات، بل هو توصيف حال، ذلك ان العدو الاسرائيلي ورعاته يبحثون، منذ زمن الانتصار عام 2006، عمن يردع المقاومة عنهم ويزيل توازن الرعب ويفقد المقاومين المجاهدين هالة تكلل رؤوسهم الشامخة في مقاومتهم واستشهادهم، كما يكدّون الجهد منذ زمن للتعويض عن انهزام مشروعهم في سوريا البطلة، حيث تكسب الدولة معاركها الميدانية عسكريا وديبلوماسيا في التصدي للحرب الارهابية الكونية التي تخاض ضدها"، مشدداً على ان "لبنان واللبنانيين لن يكونوا يوما مطية للعدو الاسرائيلي لبلوغ اهدافه العدوانية والاستيطانية والتوطينية، وسلام الاستسلام الذي يسعى اليه الكيان الغاصب عن طريق توسل يهودية الدولة العبرية لترحيل "عرب اسرائيل" الى الضفة وتوطين فلسطينيي الشتات في دول اللجوء ومنها لبنان".
وأضاف لحود إن "محاولات ضرب المقاومة اتخذت اشكالا مختلفة، حتى أنها طرقت ابواب القمم العربية في نهايات عهده، الا انها لم توفق في ذلك، بسبب وجود قرار رسمي واضح من أعلى الهرم في السلطة اللبنانية"، مشيراً الى أن "قوة المقاومة تكمن في سرية عملها وتكاملها مع الجيش الوطني الباسل وليس باندماجها فيه".
ورأى أن "هذا التكامل، كما التنسيق الحاصل من جرائه مع الجيش على الارض لدحر العدوان وإزالة الاحتلال، هو المقصود من هذه الحملة التي تتوسل البيان الوزاري لاعطاء صورة زائفة عن الانقسام، في حين ان الشعب واحد، وهو الذي يستولد أبطال الجيش والمقاومة، ذلك ان لبنان لا يستوردهم من بلد او كوكب آخر"، وقال "على الجميع ان يعلم ان المقاومة واقع يفرضه ويشرعه الاحتلال والعدوان، وانه لا يسع اي حكومة في أي دولة تحترم ذاتها ويقع جزء من اراضيها تحت نير الاحتلال، او ان سيادتها مستباحة بشتى انواع العدوان من دولة عدوة ان تتغاضى عن مثل هذا الحق الطبيعي الذي تعطف عليه الشرائع والمواثيق الدولية والعربية على انواعها. كفانا خدمات للعدو، من حيث ندري أو لا ندري، ولنذهب الى بيان يعبر عن روافد قوتنا ووحدتنا وتمسكنا بثوابتنا ومسلماتنا الوطنية".
وهنأ لحود "راهبات معلولا المعتقلات منذ اكثر من ثلاثة اشهر على تحريرهن من الخاطفين الارهابيين والتكفيريين بعد ان اشتد الخناق عليهم بفعل بطولات الجيش العربي السوري والمقاومين الاشراف على ثغور وطننا، على أمل ان يعدن الى ديرهن في معلولا بعد ترميمه وعودة الأمن الشرعي السوري، في القريب العاجل، راسخا في المنطقة التي يقع فيها. لا بد، في هذا السياق، من شكر الأمن العام اللبناني على جهوده التي انسحبت من أعزاز الى يبرود، بتعاون جلي وصادق من الدولة السورية ووساطة من دولة عربية لا تزال تبحث عن تموضع جديد بعد انهيار المؤامرة على سوريا. ان الفرحة ستكتمل باطلاق المطرانين الجليلين سالمين".