الرئيس الفنزويلي يدعو اميركا مجدداً للحوار والمعارضة تتحضر للنزول الى الشارع
يواصل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو دعوته لإخراج بلاده والولايات المتحدة الأميركية إلى "مستويات جديدة" و"تجنب دخولها في طريق مسدود"، في وقت تصر المعارضة على استخدام الشارع وسيلةً للعرض مطالبها.
مادورو تساءل في حديث لقناة "سي إن إن" الأميركية إذا ما أرادت جماعة ما تغيير الحكومة الدستورية لهذا البلد. وأجاب أن الدولة سترد وسوف تستخدم كل الإجراءات التي يسمح بها القانون لاستعادة النظام.
وردّاً على سؤال حول الإحتجاجات الشديدة في فنزويلا، أكد مادورو أن المحتجين يمثلون "أقلية" في البلاد، مشيراً إلى أنه يدعو الولايات المتحدة إلى الإحترام والحوار، مذكراً أنه اتخذ قراراً بتعيين سفير جديد لبلاده في الولايات المتحدة. وأضاف أن على الولايات المتحدة أن "تخرج من الطريق المسدود" في العلاقات مع فنزويلا وأمريكا اللاتينية.
يذكر أن مادورو كان قد اقترح على أوباما الشهر الماضي تعيين مبعوثين لإجراء مفاوضات، وذلك على خلفية طرد ثلاثة من موظفي القنصلية الأميركية في فنزويلا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية آنذاك إن واشنطن "تدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها وفق المادة 9 لاتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والمادة 23 لاتفاقية فيينا حول العلاقات القنصلية".
ميدانياً، تسعى المعارضة الفنزويلية عرض قوتها اليوم السبت بدعوة من ابرز قادتها حاكم ولاية ميراندا انريكي كابريليس، في تظاهرات احتجاج على نقص المواد الاساسية. وكان كابريليس الذي هزم امام الرئيس نيكولاس مادورو بفارق 1,5 نقطة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان/ابريل 2013، دعا في الايام الاخيرة على حسابه على تويتر الى "تعبئة وطنية كبيرة ضد نقص المواد الاساسية الذي يؤثر على كل الفنزويليين".
وتأتي هذه الدعوة الى التظاهر في اجواء من التوتر منذ ان بدأ طلاب الاحتجاج على حكومة مادورو مطلع شباط/فبراير حول قضايا غياب الامن ثم التضخم فنقص المواد الاساسية. وادت التظاهرات اليومية التي تخللتها في معظم الاحيان اعمال عنف الى سقوط عشرين قتيلا وحوالى 300 جريح والاستياء من ممارسات عدد كبير من رجال الشرطة. والى جانب هذه التظاهرات، دعا تحالف الوحدة الديموقراطية المعارض ايضا الى تجمعات في اليوم العالمي للمرأة.
في المقابل، اعلن الرئيس مادورو عن "يوم وطني كبير مع المرأة" لكن من دون ان يوضح ما اذا كانت هذه التظاهرة ستجري مع تجمعات المعارضة كما حدث حتى الآن. وما زال جزء من الشارع الفنزويلي في حالة تعبئة منذ اكثر من شهر، لكن اكبر تجمع بدعوة من كابريليس شارك فيه عشرات الآلاف من الاشخاص جرى في 22 شباط/فبراير في كراكاس.
بدورها، قالت المحللة السياسية في الجامعة الكاثوليكية مرسيدس بوليدو دي بريسينيو إن "كابريليس متحفظ جداً على التعبئة لانه يعرف كيف يبدأ ذلك لكنه لا يعرف كيف سينتهي. لكنه الطريق الوحيد امامه وانتشر في جميع انحاء البلاد وهو ادرك ذلك".
واضافت ان دعوة السبت الى التظاهر بقرع الاواني (وهو تقليد يسمونه في اميركا الجنوبية "كاسيرولاسوس" يقضي بالتعبير عن الاستياء عبر قرع اواني الطبخ)، يمكن ان يشكل فرصة لتتمكن قطاعات شعبية "تحتج بصمت" حاليا من الانضمام الى الحركة الاحتجاجية والتظاهر في الاحياء الفقيرة من دون الخوف من اعمال انتقامية من "المجموعات" التشافية. وهذه المجموعات التي تضم مدنيين مؤيدة للحكومة، متهمة بمهاجمة تظاهرات المعارضين باسلحة نارية.
وقالت المحللة نفسها ان "نقص المواد الاساسية والتضخم هي من المشاكل الاجتماعية التي تواجه اكبر الانتقادات بينما يبدو احتمال حلها في الامد القريب ضئيلا".