المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

ماذا فعل الوفدان السعوديان في إسلام أباد؟


اسلام أباد ـ روح العباس حسين

على غرار الشرخ المتفاقم بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميريكية، تشهد العلاقات السعودية الباكستانية تناميا متسارعا، مع العلم بأن العلاقة بين البلدين هي علاقة طيبة على المستويات كافة، حيث اعتبر البعض أن السعودية من أبرز الاطراف المؤثرة على باكستان بسبب المصالح والمنافع المشتركة.

فتحت عنوان "القواسم التاريخية والدينية المشتركة بين البلدين"، زار الأراضي الباكستانية وفدان سعوديان وصفهما الإعلام الباكستاني "بالوفدين عاليي المستوى ومن مختلف المجالات والاختصاصات"، منذ بداية العام الحالي وفي غضون فترة لا تتجاوز الشهرين، ما يطرح تساؤلات عدة خاصة على صعيد سير العلاقات بين البلدين.

وقد أبرم الجانبان خلال هاتين الزيارتين اتفاقيات عدة في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والعسكرية، أبرزها اتفاقية استثمار للأراضي الباكستانية لصالح المملكة بهدف تطوير المجال الزراعي السعودي عبر زيادة محصوله.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون سياسيون أن هذا الاستثمار ليس إلا ستارة للعمل الاستخباراتي السعودي في باكستان وذلك لترسيخ قواعد الإرهاب والتكفير من خلال دعم حركة "طالبان" بوجود النفوذ السعودي في باكستان، إذ ان الأراضي المستثمرة ستكون ملجأ لـ"طالبان" ومعسكرات تدريبها و مخابئ قياداتها وتأتي هذه الاتفاقية في الوقت الذي تعاني فيه "طالبان" من العمليات العسكرية ضدها.


في حين يعتبر محللون آخرون أن هذا الاستثمار يصبّ في مصلحة الحكومة الباكستانية لما سيعود عليها من مردود مالي، كما سيعود بالفائدة على الشعب الباكستاني بسبب الأيدي العاملة التي ستنشط من خلال الأعمال الزراعية، ما سيخفف من نسبة البطالة، إلا أن الإعلام الباكستاني كان قد وصف هذه التحليلات بالمادية البحتة إذ لم يعمد المحللون للتفكير بمسوّغات هذا الاستثمار خاصة لاستغناء الدولة السعودية عن هكذا استثمارات بوجود العائدات المالية الضخمة الناتجة عن النفط والغاز.

كما جرى خلال هاتين الزيارتين توقيع اتفاقية عسكرية لتبادل الأسلحة والخبرات العسكرية، حيث تحدثت وسائل الإعلام المحلية عن اتفاقية سرية تمّت بين البلدين تهدف لتسليح المعارضة السورية من خلال الحكومة الباكستانية بشكل تكون فيه الأخيرة في الواجهة الإعلامية لأن ما سيقّدم للمعارضة السورية لن يكون من أسلحة الجيش الباكستاني، إنما هو تقدمة من المملكة العربية السعودية التي قامت بتسليح باكستان بالعتاد تمهيداً لارساله للإرهابيين في سوريا.

ولكن سرعان ما نفت ذلك الحكومة الباكستانية على لسان المستشار الخاص لرئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي سرتاج عزيز، إذ اعتبر أن هذه الاتهامات تهدف لنشر التفرقة بين الدول الإسلامية، وتحدث عن الروابط الأخوية والأيدولوجية التي تربط الشعبين الباكستاني والسوري ، مؤكدا على حق الشعب السوري في اختيار حكومته وسلطته دون أي تدخل، وشدد على دعم الحكومة الباكستانية لمحادثات جنيف تحقيقا للسلام في سوريا.

وأضاف "إن باكستان دولة مسؤولة وما جاء في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام عن بيع أسلحة باكستانية إلى السعودية أو صفقات بيع أسلحة للمعارضة السورية لا أساس له"، متهماً بعض وسائل الإعلام بفبركة الأخبار، ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية وبعد ضغوط كبرى عليها اضطرت لأن تغيّر سياساتها وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية.
03-آذار-2014
استبيان