المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

بعد تسع ساعات من المقاومة والصمود... الوشحة شهيداً


روان أحمد

لم تجد والدة الشهيد الفلسطيني معتز الوشحه من بلدة بيرزيت القريبة من رام الله كلمات تودعه بها سوى " الله يرضى عليك يُمّا ... أنت اليوم عريس... اليوم عرسك يُمّا"، وحينما حاولت رفع العلم الذي غطى وجهه لتودعه وداعها الأخير منعها أبناؤها، فالمشهد أقسى من أن تتحمله.

معتز الوشحه، استشهد الخميس الماضي في بيته بعد قيام قوات الاحتلال بمحاصرته لأكثر من تسع ساعات بعد رفضه تسليم نفسه، وحينما تمكنوا منه أطلق الضابط المسؤول عن العملية النار عليه من مسافة الصفر، 14 رصاصة أدت إلى تفجر رأسه بالكامل.

وتروي والدة الشهيد التي كانت أقوى ممن حضر لمواساتها، لموقع "العهد الاخباري"، تفاصيل استشهاد ولدها، "كان قراره بألا يسلم نفسه لهم ... قال لن أسلم نفسي للأنذال... قرر أن يستشهد فهنيئا له بها".

تقول الأم "اقتحموا المنزل الساعة السادسة فجرا، وعبر مكبرات الصوت طلبوا منا جميعا أن نخرج من المنزل، وحينما خرجنا اكتشفنا أنهم كانوا قد هدموا الطابق الأول من المنزل وحرقوا الشقة القريبة علينا، وما إن خرجنا حتى قيدوا أبنائي جميعا وطلبوا منا تسليم معتز".


وتتابع "قلنا لهم إننا لا نعرف إن كان معتز بالمنزل أم أنه خرج حينما خرجنا جميعا لكن الضابط أصر أن لديه معلومات أنه بقي في الداخل طلب مني أن أطلب منه الخروج، بالفعل صرخت بأعلى الصوت "هي يا معتز أطلع يما" إلا أنه لم يخرج".

في هذه الأثناء كان الخوف يمنع جنود الإحتلال من الدخول إلى المنزل، فقاموا بقصفه بالصواريخ والقذائق وأطلقوا القنابل بداخله ما أدى إلى احتراقه بالكامل، فطلبت قوات الاحتلال من الدفاع المدني الفلسطيني الدخول لإخماد الحريق والطلب من معتز تسليم نفسه، إلا أنه رفض أيضا.

شقيق الشهيد رامز يتحدث لـ"العهد"، كيف رفض معتز تسليم نفسه، ويضيف "معتز كرر لقوات الاحتلال "أنا لا أسلم نفسي للأنذال". هو فضّل الشهادة بعزة وكرامه".


وتتهم قوات الإحتلال الشهيد معتز بالوقوف وراء سلسلة من عمليات إطلاق النار على قوات الإحتلال على الحواجز وعلى الطريق الممتد بين نابلس ورام الله.

معتز الابن الخامس في العائلة الذي اعتقل أكثر من مرة بحجج مختلفة أبرزها "مقاومة الإحتلال"، كان من الشباب الناشط في المقاومة الشعبية، يتواجد كل أسبوع في المسيرات المناهضة للجدار ومصادرة الأراضي لصالح الإستيطان في مناطق التماس.

صحيح أن جنود الإحتلال خلفوا وراءهم بيتاً مهدماً ومحروقاً، إلا أن والدة الشهيد لم تكترث لتعب سنوات عمرها في بناء المنزل. تشير إلى أن معتز استكمل بناء شقته في المبنى العائد لأبنائها والمؤلف من ثلاث طبقات استعدادا للزواج من فتاه أحبها من مدينة القدس.

وتختم الوالدة قائلة "حرقوا البيت وهدموه ... لا يهمنا سنبني غيره... البناء يعوض ولكن معتز اللي ما بتعوض ... الله يرحمه هو اختار أن يزف شهيدا وأنا أحترم قراره ولن أحزن عليه، سأنظر كل يوم إلى صورته وأقول "الله يرضى عليك يُما".
03-آذار-2014

تعليقات الزوار

استبيان