اوكرانيا: مسلحون يسيطرون على مبان رسمية في القُرم
ارتفعت نسبة التوتر في شبه جزيرة القرم التي تتمع بحكم ذاتي جنوبي أوكرانيا بعد سيطرة مسلحين على مبان رسمية ورفعوا عليها الاعلام الروسية، وجاء هذا التوتر بعد صدامات وقعت في سيمفروبول بين متظاهرين موالين لروسيا ومناصرين للسلطات الاوكرانية الجديدة.
وإلى جانب التوتر الداخلي، برز توتر اضافي بين السلطة الجديدة وموسكو، إذ حذر الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الخميس اسطول البحر الاسود الروسي المتمركز في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم من اي "عدوان عسكري " في ما يبدو أنه رد على اعلان وزارة الدفاع الروسية أن المقاتلات المرابطة في الدائرة العسكرية الغربية دخلت مرحلة التأهب في إطار اختبار جاهزية القوات المسلحة التي اعلنها فلاديمير بوتين امس .
تسارع عذع التطورات الميدانية ترافق مع استكمال المعارضة الاوكرانية ترتيب السلطة الجديدة بعد سيطرتها على رئاستي الجمهورية ومجلس النواب، وتعيين ارسيني ياتسنيوك الأوروبي التوجه، رئيسا للوزراء، والذي يفترض أن يصادق البرلمان على تسميته اليوم.
وقد سيطر عشرات المسلحين صباح الخميس على مقار حكومة وبرلمان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي جنوب أوكرانيا، ورفعوا الاعلام الروسية عليها.
وقال رئيس وزراء القرم اناتولي موهيليوف أن حوالي 50 رجلاً يحملون الاسلحة وصلوا خلال الليل ومنعوا الموظفين صباح الخميس من دخول المباني. وتابع ان السلطات المحلية تستعد لاتخاذ اجراءات من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
بدوره، أعلن وزير الداخلية الاوكراني بالوكالة ارسين افاكوف عن وضع مجمل قوات الشرطة ومن بينها القوات الخاصة في حال استنفار. وكتب على صفحته على موقع "فيسبوك" أن "المحرضين يتحركون" ويجب الحفاظ "على اعصاب باردة".
وتعد جمهورية القرم اكثر منطقة اوكرانية اعتراضاً على السلطات الجديدة التي نشأت في كييف بعد الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الاسبوع الفائت. وافادت "فرانس برس" أن المسلحين في القرم حصنوا المباني وسط حصار من الشرطة التي تحاول أن تبعد كل المعترضين الذين يحاولون تنفيذ هجوم مضاد لفك الحصار.
وكانت وقعت مواجهات في سيمفروبول بين متظاهرين موالين لروسيا ومناصرين للسلطات الاوكرانية الجديدة، فيما استبعد رئيس البرلمان المحلي اي نقاش حول احتمال الانفصال. كما تجمع اكثر من 5000 شخص في عاصمة المنطقة سيمفروبول وانقسموا الى متظاهرين موالين لروسيا طالبوا باستفتاء على وضعها من جهة وتتر مصممين على الدفاع عن وحدة اراضي اوكرانيا من جهة اخرى. وعثر بعد الصدامات على جثة رجل قرب مبنى البرلمان يبدو انه توفي جراء ازمة قلبية.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن المقاتلات المرابطة في الدائرة العسكرية الغربية دخلت مرحلة التأهب وذلك في إطار اختبار جاهزية القوات المسلحة تنفيذا لأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وحذر الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف الخميس اسطول البحر الاسود الروسي المتمركز في مدينة سيباستوبول في شبه جزيرة القرم من اي "عدوان عسكري".
وقال تورتشينوف متحدثا في البرلمان "اتوجه الى قادة اسطول البحر الأسود: على جميع العسكريين ان يبقوا على الاراضي المنصوص عليها في الاتفاقات. وان اي تحركات قوات مسلحة سيعتبر عدوانا عسكريا".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الاميركية جون كيري أن اي تدخل عسكري الروسي في اوكرانيا سيكون "خطأ فادحا". وقال "اعتقد انه لا يوجد ادنى شك ومن اي نوع كان بان اي تدخل عسكري ينتهك سيادة اوكرانيا ووحدة اراضيها سيكون خطأ فادحا" واضاف في تحذير الى موسكو "من المهم بالنسبة لبلد غالباً ما اعرب وبقوة عن رفضه لأي تدخل اجنبي في ليبيا وفي وسوريا وفي اي مكان اخر، ان ياخذ بالاعتبار هذه التحذيرات في الوقت الذي يدرس فيه خياراته في اوكرانيا التي تتمتع بالسيادة".