تزايدت فى الفترة الاخيرة الاخبار التى تتناقلها وسائل الاعلام التركية من المناطق الحدوية مع سوريا خاصة بعد تصاعد حدة الاشتباكات العنيفة الدائرة فى المناطق الشمالية من سوريا بين ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام "داعش" ومقاتلي "الجيش الحر" والمجموعات المسلحة الاخرى، حيث استطاع إرهابيو "داعش" بسط نفوذ واسع في بعض المناطق شمال سوريا وسيطروا على بعض البوابات الحدودية مع تركيا الامر الذي أشاع حالة من القلق فى تركيا.
ظهور "داعش" على خارصة الصراع فى سوريا أزعج كثيرين ومنهم تركيا التي ترتبط بعلاقات قوية مع مجموعات المعارضة السورية المسلحة، كالجبهة الاسلامية وكتائب الجيش الحر، ولوحظ فى الفترة الاخيرة تزايد عدد المصابين الذين ينقلوا الى المستشفيات التركية للعلاج خاصة فى مستشفيات مدينة_ كليس _ التابعة لمحافظة غازي عنتيب الحدودية مع سوريا، كما أدت الاشتباكات الى تزايد اعداد الاجئين السوريين القادمين الى تركيا ليصل حاليا الى نحو مليون لاجئ، وأيضاً أدت الى إغلاق أهم معبريين حدوديين بين تركيا وسوريا هما معبر باب الهوى وبوابة السلامة، فيما تتساقط قذائف الاشتباكات أحياناً على القرى والمدن التركية الحدوية الامر الذى اشاع حالة من الخوف والقلق لدى السكان.
ويرى مراقبون أن تمدد "داعش" فى المناطق الحدودية القريبة من تركيا سيكون له تداعيات خطيرة، ويحذر البعض من احتمال تكرار تجربة افغانستان بعد انتشار جماعات تنظيم القاعدة فيها، ولاسيّما بسبب تأثّر باكستان بما جرى مع جارتها افغانستان.
وكان الرئيس التركي عبد الله غول الذي طالب حكومة رجب الطيب أردوغان بضرورة إعادة النظر فى سياستها المتبعة تجاه سوريا، قد حذر من تبعات ما يحدث فى شمال سوريا، وقال "لا نريد أفغانستان ثانية على حدود تركيا".
وتصل حدود تركيا مع سوريا الى 900 كيلومتر ويصعب حمايتها من طرف واحد فى ظل الاوضاع القائمة حالياً فى شمال سوريا، وهذا برأي المراقبين يضع تركيا فى دائرة الخطر خاصة أن تركيا تدعم الجماعات المعارضة لـ"داعش" ونفذت في الفترة الاخيرة عمليات قصف بالطيران والمدفعية لمواقع "داعش"، وربما يدفع ذلك هذا التنظيم للقيام بعمليات انتقامية داخل تركيا.