المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

بعد استشهاد ناشطين: الشارع القطيفي في السعودية يؤكد استمرار الحراك


كان يوم العوامية أمس دامياً وطويلاً.. البلدة التي تحتضن عدة أبار للنفط والغاز شمال محافظة القطيف، تعد معقل الثوار ومنطلق الاحتجاجات المستمرة منذ فبراير/شباط 2011 وحتى اليوم، وباتت موضع الحدث الأهم والأكثر سخونة في المنطقة الملتهبة، ومنذ سنوات ثلاث لا يكاد يمر على البلدة شهراً دون حادثة تستقطب اهتمام الاعلام المحلي والدولي.

البلدة التي تئنّ تحت الفقر والحرمان والاهمال المتعمد قدمت 12 شهيداً وعشرات الجرحى والمعتقلين، إلّا أنها ترفض التوقف عن مواصلة الاحتجاج والرفض وتصرّ على رفع راية المطالب الشعبية في المنطقة، ما يجعلها معرضة دائما للاستهداف من قبل القوات الأمنية والعسكرية.

وصباح أمس، اقتحمت القوات الأمنية السعودية "حي الديرة" وسط بلدة العوامية معقل الاحتجاجات المستمرة منذ فبراير/شباط العام 2011.
 
وأدى وابل النيران المنهمر من عشرات المدرعات والعربات المصفحة الى استشهاد شابين ومصرع رجلي أمن بحسب تصريحات المتحدث باسم الداخلية السعودية.
 

واقتحمت القوات السعودية منزل عائلة الشاب "أحمد علي عبدالرحيم الفرج" بحثاً عن شقيقه "محمد" المطلوب على قائمة 23 التي أصدرتها الداخلية السعودية في فبراير 2012.
 
وذكرت شهود عيان أن القوات الأمنية طوقت المنطقة بعشرات الجنود المدججين بالأسلحة الرشاشة وبدأوا اطلاق النيران العشوائية بشكل مكثف ما أدى لاستشهاد الشاب "علي أحمد علي عبدالرحيم الفرج" 22 عاما.
 
وتسببت المداهمة العنيفة الى استشهاد الاعلامي "حسين علي مدن الفرج" 34 سنة أثناء محاولته توثيق تفاصيل الاقتحام بكاميرته.
 
ونتج عن هذه المداهمة أضرار مادية بليغة شملت تحطيم زجاج السيارات واختراق الرصاص جدران المنازل وإتلاف الأثاث والممتلكات الخاصة وانتهاك حرمة البيوت.

وفي التفاصيل، أن الشهيد حسين الفرج خرج من تلقاء نفسه لتوثيق الحدث بكامرته الخاصة وخلع ملابسه البيضاء ليشير للقوات الأمنية أنه مسالم ولا يحمل سلاحاً فرشقوه بزخات من الرصاص حيث مزقت جسده 11 رصاصة وارتفع شهيداً بحسب تغريدة الحقوقي علي الدبيسي عضو الجمعية الأوروبية لحقوق الإنسان.
 
كما أفادت المصادر أن الشاب "علي أحمد الفرج" استشهد أثناء اقتحام القوات منزل أسرته ومحاولته صدهم حتى لا يدخلوا على النساء والأطفال ويروعوهم.
 
على صعيد ردود الأفعال من قبل الشارع السعودي على الشبكات الاجتماعية، فقد تفاوتت ما بين الاستنكار والشجب والتأكيد على استمرار الحراك بصورته السلمية، فيما البعض من المحسوبين على النظام حرض على المزيد من القتل في حق كل من يطالب بحقوقه المشروعة.
 
وأصدرت "مجموعة التضامن الإسلامية" بياناً في الحادثة وأعربت عن "الحزن والأسى لفقد الشهيدين الفرج.

وأكدت المجموعة عبر بيانها مسؤولية قوات الأمن السعودية عن مقتل الشهيدين وانتهاك حرمة المنازل، منددة بالانتهاكات السافرة والمتكررة من اقتحام البيوت وترويع النساء والأطفال وسفك الدماء المحرمة.
 
وطالبت المجموعة عبر بيانها "بفتح تحقيق دولي لكل ما حصل في المنطقة من قتل متعمد وممنهج وتشويه للحقائق في الإعلام السعودي الرسمي، فعلى المجتمع الدولي أن يبادر بإجراءات ملموسة وحاسمة لوقف إراقة الدماء ورصد المجازر التي تستهدف أهل المنطقة"
 
بدوره، أصدر ائتلاف الحرية والعدالة أبرز المجموعات الناشطة في الحراك الثوري في المنطقة بياناً أكد فيه استمرار مسيرة النضال السياسي ضد النظام السعودي الذي وصفه بالمحتل، مشدّداً على وجود "مشروع مرسوم وهدف واضح نسعى للوصول إليه عبر محطات أساسية في سبيل الحرية والكرامة والخلاص".
 
وأوضح البيان أن "لغة الشجب والاستنكار المكتوبة أو المنطوقة لن تجلب للشعب نصراً أو تدفع عنهم عدواناً أو توقف اعتداءات السلطة الجائرة وإن البكاء والعويل ليس وارداً في قاموس الأحرار وطلاب الحرية والانعتاق من العبودية والاحتلال".
 
وعن دور المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، أوضح البيان أن الائتلاف لا يعول عليهما ووصفهما بالعين الواحدة العوراء.
 
وأشار البيان إلى سياسة النظام السعودي في اغتيال وتصفية القادة والنشطاء أو اختطافهم وتغييبهم واخفاء مصيرهم، كما حصل للشهيد القائد الميداني مرسي الربح الذي قضى على يد القوات الأمنية السعودية، والمناضل السياسي ناصر السعيد الذي اختطف من لبنان منتصف السبعينات من القرن الماضي على يد المخابرات السعودية والذي يُعد من أوائل المعارضين لنظام الحكم السعودي منذ  نشوئه العام 1932.

وختم ائتلاف الحرية والعدالة بيانه "تتابع قافلة الشهداء لن يزيدنا سوى إصراراً وثباتاً واستقامة على طريق الجهاد والكفاح حتى ننال من الله سبحانه إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، وهي تاج يهديه الله لعباده المخلصين".
21-شباط-2014

تعليقات الزوار

استبيان