المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

اتفاق أولي بين السلطة الأوكرانية والمعارضة لحل الأزمة


اعلنت الرئاسة الاوكرانية الجمعة التوصل الى اتفاق بين السلطة والمعارضة والاتحاد الاوروبي وروسيا لانهاء اعنف ازمة تشهدها اوكرانيا منذ استقلالها. واوضحت الرئاسة في بيان بعد ليلة من المفاوضات بوساطة اوروبية وروسية ان "المفاوضات بين الرئيس فيكتور يانوكوفتيش ومسؤولي المعارضة، وممثلي الاتحاد الاوروبي وروسيا لحل الازمة السياسية ادت الى اتفاق سيوقع ظهرا" عند الساعة 10,00 تغ.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان مشروع الاتفاق بين السلطة الاوكرانية والمعارضة والاتحاد الاوروبي وروسيا لا يزال موضع تشاور "ولا يمكن قول اي شيء بشكل نهائي قبل الظهر".

وفي وارسو اعلنت وزارة الخارجية البولندية ان المحادثات لحل الازمة في اوكرانيا ستستانف ظهر الجمعة. وقال المتحدث باسم الخارجية ان "المفاوضات انتهت هذا الصباح، واللقاء الجديد سيعقد ظهرا" حوالى الساعة 10,00 ت.غ. واورد التلفزيون الاوكراني ان هذه التسوية تنص على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة واصلاح دستوري.


وغرقت اوكرانيا في حمام دم الخميس مع سقوط اكثر من 60 قتيلا في كييف بحسب المعارضة التي اتهمت قوات الامن باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، بينما وصل ثلاثة من وزراء الاتحاد الاوروبي على جناح السرعة في محاولة لفرض تسوية. والوزراء الثلاثة الذين اوفدهم الاتحاد الاوروبي بشكل طارئ الى اوكرانيا هم وزراء خارجية كل من فرنسا لوران فابيوس والمانيا فرانك فاتر شتانماير وبولندا رودوسلاف سيكورسكي، وقد وصلوا الخميس بعدما اوقعت دورة اولى من اعمال العنف اندلعت الثلاثاء 28 قتيلا لترتفع بذلك حصيلة القتلى الى اكثر من 100 قتيل في غضون ثلاثة ايام.

وفور وصولهم اجرى وزراء الترويكا الاوروبية محادثات مع كل من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وقادة المعارضة. وقال المتحدث باسم الوزير البولندي في تغريدة على تويتر ان "المحادثات عند الرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش ما زالت مستمرة". واضاف ان "زعماء المعارضة الاوكرانية ورئيس البرلمان وعددا من النواب متواجدون هناك. اننا نعمل".

من ناحيته، غادر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس كييف متوجها الى بكين ليل الخميس الجمعة، حسبما افاد صحافيون كانوا يرافقونه لانه "لا يستطيع ان يؤجل سفره"، حسبما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال الخميس. وفي تصريح لمحطة التلفزيون الفرنسية "آي"، قال نادال "الوزير عنده التزامات وبرنامج زيارات في الصين وهو سوف يلتقي الرئيس الصيني، اذاً لا يمكنه تأجيل سفره".

وقد حذر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الخميس الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش من ان الولايات المتحدة مضطرة لفرض عقوبات على الاشخاص القادرين على اعطاء الاوامر لاطلاق النار على المتظاهرين في كييف.

واوضح البيت الابيض في بيان ان بايدن اجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الاوكراني، "وقال بوضوح ان الولايات المتحدة مضطرة الى فرض عقوبات على المسؤولين الحكوميين المسؤولين عن العنف".

وبينما كانت الترويكا تبذل مساعيها لوقف اعمال العنف في هذا البلد، كانت العاصمة تشهد مواجهات ولا سيما في وسط كييف في ساحة "ميدان"، ساحة الاستقلال التي يحتلها منذ ثلاثة اشهر انصار المعارضة. وهذه المواجهات الدموية هي الاولى من نوعها منذ 20 عاما في دولة متاخمة للاتحاد الاوروبي.

وقال المسؤول في الاجهزة الطبية التابعة للمعارضة سيافوتسلاف خانينكو لوكالة "فرانس برس" ان "اكثر من 60 متظاهرا قتلوا، لقد قتلوا جميعا بالرصاص". وتعذر التحقق من هذه الحصيلة في الحال من اي مصدر آخر ولا سيما ان الرصاص كان ينهمر في وسط العاصمة.

بدوره، قال المجلس البلدي "هناك حتى الان 67 جثة في جهاز الطب الشرعي"، مشيرا الى ان هذه الجثث هي لمتظاهرين سقطوا بين الثلاثاء والخميس. اما وزارة الداخلية فاعلنت من جهتها عن مقتل ثلاثة شرطيين الخميس لترتفع حصيلة قتلى قوات الامن منذ الثلاثاء الى 13 قتيلا.

ودارت المواجهات التي شهدها وسط العاصمة خصوصا بين متظاهرين متشددين تسلحوا بعصي وسلاسل معدنية وحجارة اضافة الى قنابل حارقة، وقوات مكافحة الشغب التي ردت باستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ولكن الشرطة استخدمت ايضا الرصاص الحي من بنادق الكلاشينكوف بحسب ما اكد شهود عيان ووسائل اعلام وشريط فيديو نشر على الانترنت.

وفي حين اكد اطباء من انصار المعارضة ان القتلى من بين المتظاهرين سقطوا برصاص قناصة، ردت وزارة الداخلية بالاعلان عن انها بالفعل اصدرت قرارا اجازت فيه لقوات الامن اطلاق النار "وفقا لما تنص عليه القوانين" ولكنها اكدت ان اطلاق النار لا يكون الا "دفاعا عن النفس".

وردا على هذه التطورات اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي على منع تأشيرات الدخول وتجميد ارصدة الاشخاص "الملطخة اياديهم بالدماء" في اوكرانيا، كما اعلنت وزيرة خارجية ايطاليا ايما بونينو في ختام اجتماع طارئ في بروكسل. وقالت بونينو عند مغادرتها الاجتماع "لقد اتخذنا القرار بالتنسيق الوثيق مع الوزراء الثلاثة الذين يجرون مفاوضات في كييف، والمضي سريعا جدا في الساعات المقبلة لمنع تأشيرات الدخول وتجميد ارصدة اولئك الملطخة اياديهم بالدماء".

وشددت على ان "مسؤولية العنف تعود الى النظام (الاوكراني) لكن لا يمكننا ان ننكر وجود مجموعات متطرفة ومتسللين. ونحن نستهدف كل من تلطخت يده بالدم". ودعت الوزيرة الايطالية من جهة اخرى الى "حوار نقدي" مع روسيا.

كما اتفق الوزراء الاوروبيون على تخفيف اجراءات التأشيرة على "الجرحى والمنشقين" واعلنوا استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم مساعدة طبية وانسانية لاوكرانيا، بحسب الوزيرة.

وعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اجتماعا طارئا في بروكسل لبحث الوضع في اوكرانيا. ودعت وزارة الداخلية الاوكرانية سكان كييف الى عدم مغادرة منازلهم وعدم التوجه الى وسط المدينة.

كذلك حصلت تظاهرات ومواجهات في مناطق مختلفة من البلاد، خصوصا في مدن الغرب مثل لفيف التي سيطر المتظاهرون فيها الاربعاء على مخزن للاسلحة تابع للشرطة.

من جهته، ابدى البيت الابيض "صدمته" ازاء اطلاق قوات الامن الاوكرانية النار على المتظاهرين، مجددا دعوته الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الى سحب الشرطيين من وسط كييف. واكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان الولايات المتحدة "مصدومة ازاء صور قوات الامن الاوكرانية تطلق النار بالاسلحة الرشاشة على مواطنيها"، مضيفا "نحض الرئيس يانوكوفيتش على سحب قواته فورا من وسط كييف واحترام حق التظاهر السلمي، وندعو المتظاهرين الى التعبير عن آرائهم بشكل سلمي".

كما طلب المتحدث من الجيش الاوكراني "عدم الانخراط في نزاع يمكن حله بالسبل السلمية" مكررا التأكيد ان "استخدام القوة لن يحل الازمة".

وفي استمرار على النهج نفسه في تصريحاتها منذ عودة اعمال العنف في اوكرانيا، جددت الرئاسة الاميركية التأكيد ان "الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائنا الاوروبيين على محاسبة المسؤولين عن اعمال العنف واعادة اوكرانيا موحدة ومستقلة على طريق مستقبل افضل".

من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بغداد الخميس ان نظر الاتحاد الاوروبي في امكانية فرض عقوبات على السلطة الاوكرانية ليس الا "محاولة للبلطجة"، محذرا من سعي "المتطرفين والمتشددين" لاثارة حرب اهلية في هذا البلد.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في بغداد ان "القوى الغربية على راسها اوروبا والولايات المتحدة تحمل كافة المسؤولية للاطراف الحكومية، وفي الوقت نفسه لا تستنكر اعمال المتطرفين المتشددين وتهدد بفرض عقوبات".

اما رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف فاعطى مؤشرات الى نفاد صبره بشأن ما اعتبره نقصا في الحزم من جانب الادارة الاوكرانية التي تواجه احتجاجات منذ رفضها في تشرين الثاني/نوفمبر التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لمصلحة موسكو.

واستبدل الرئيس الاوكراني مساء الاربعاء رئيس اركان القوات المسلحة الذي ابدى منذ البداية ترددا في استخدام القوة العسكرية لمواجهة المتظاهرين.

وفي مؤشر على اصرار الاتحاد الاوروبي على حل الازمة، اكد دبلوماسيون ان وزراء الترويكا سيبقون في اوكرانيا وسيطلعون نظراءهم الاوروبيين في بروكسل على تطورات الوضع.

وكان يفترض ان يعود وزراء الترويكا الى بروكسل بعد الظهر للمشاركة في اجتماع طارئ للاتحاد الاوروبي حول اوكرانيا، لكنهم سيبقون في كييف "في الوقت الراهن" وعلى اتصال مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بروكسل كما قالت المصادر نفسها.

في الوقت نفسه، سيرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى كييف موفدا للمشاركة في وساطة مع المعارضة بطلب من الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش، كما افاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي للانباء عن بسكوف قوله ان "الرئيس يانوكوفيتش اقترح على رئيس الدولة الروسي ارسال مبعوث الى كييف للمشاركة كوسيط في مفاوضات مع المعارضة"، موضحا ان بوتين قرر تكليف موفده لحقوق الانسان فلاديمير لوكين بذلك.
21-شباط-2014

تعليقات الزوار

استبيان