المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

حداد عام وهدنة في أوكرانيا بعد الاضطرابات


تشهد شوراع كييف "هدنة" بعد الاضطرابات الأخيرة التي اودت بحياة 28 شخصاً وجرح المئات. وفي أجواء الحداد، أعربت الحكومة عن استعدادها للحوار مع المعارضة حول مسألتي تشكيل الحكومة والاصلاحات الدستورية. وعلى وقع الاشتباك الداخلي ، احتدم اشتباك المصالح بين روسيا من جهة والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي من جهة اخرى ،فموسكو حذرت من التدخل الغربي في اوكرانيا فردت بروكسيل بتحذير السلطة الاوكرانية من الاستخدام المفرط للعنف وتدخل الجيش بينما قامت واشنطن بمنع منح تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة عن  20 مسؤولاً أوكرانياً تعتبرهم مسؤولين عن انتهاك حقوق الانسان خلال الاضطرابات الاخيرة.

وقد أعلن وزير الخارجية الأوكراني بالوكالة ليونيد كوجارا أنّ" السلطات مستعدة للتباحث مع المعارضة حول مسألتي تشكيل حكومة مشتركة وإجراء إصلاحات دستورية".

وجاء هذا الاعلان بعد إعلان المعارضة الأوكرانية التوصل الى اتفاق هدنة خلال مفاوضات مع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش لإنهاء المواجهة الدموية.

وقال كوجارا في مقابلة أجرتها معه الـ "CNN"، إنّ" طرح مسألة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في أوكرانيا لا يتفق مع الواقع"، مضيفاً "انتخب الرئيس يانوكوفيتش في عام 2010 بطريقة شرعية. وأعتقد أن طرح مسألة الانتخابات الرئاسية المبكرة في المقام الأول لا يتفق مع الواقع. كما اعرب عن استعداد الحكومة لمناقشة التشكيلة العامة للحكومة وإجراء إصلاحات دستورية".


في غضون، ذلك أعلنت وزارة الصحة الأوكرانية صباح اليوم ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات الى 28 قتيلا بعد وفاة عدد من المصابين في مستشفيات العاصمة. وأوضحت أن  "445 شخصا أصيبوا بجروح ونقل 287 منهم الى المستشفيات".

بدورها، أعلنت وزارة الداخلية أنّ" 10 من عناصرها لقوا مصرعهم في المواجهات مع المحتجين، كما لقي صحفي مصرعه الثلاثاء برصاص مجهولين اعتدوا عليه وسط كييف خلال الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين.

وفي محاولة لضبط الاوضاع الامنية وحالة الفلتان، بدأ جهاز الأمن الأوكراني ومركز مكافحة الإرهاب الأوكراني عملية أمنية لمكافحة الإرهاب .  وقال بيان صادر عن رئيس جهاز الأمن الأوكراني ألكسندر ياكيمينكو  أنه "أبلغ الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بقرار إجراء عملية مكافحة الإرهاب"، موضحاً أنّ" الأحداث الأخيرة في أوكرانيا أظهرت تصاعد المواجهات وزيادة استعمال الأسلحة من قبل جماعات متطرفة".

وأشار ياكيمينكو إلى قيام المتشددين بإضرام النار في مساكن خاصة ومحاكم والاستيلاء على مبان حكومية ومراكز أمن ووحدات عسكرية ومخازن أسلحة".

وأوضح المسؤول الأمني الأوكراني أن ّ"مجرمين تمكنوا خلال اليوم الأخير فقط من الاستيلاء على 1.5 ألف قطعة من الأسلحة النارية و 100 ألف قطعة من الذخيرة"!

وسبق ذلك تعيين الرئيس يانوكوفيتش قائدا جديدا لأركان الجيش هو يوري ايلين خلفا لفولوديمير زامانا وفق قرار نشره موقع الرئاسة الالكتروني، من دون ان يحدد سبب هذا التعيين.

كما اعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية الأربعاء ان الجيش الاوكراني يستطيع استخدام اسلحته والحد من التنقل في اطار تدابير مكافحة الارهاب التي اتخذتها السلطات للتصدي لـ"المتطرفين" الموجودين بين المتظاهرين.

وقالت الوزارة في بيان ان "القوات لها الحق في استخدام اسلحتها في اطار عملية مكافحة الارهاب"، مضيفة انه يحق للجنود ايضا "الحد من تنقل السيارات والمشاة او حظره". ويستطيع الجنود ايضا التحقق من الهويّات وتوقيف الاشخاص الذين ارتكبوا "اعمالا غير قانونية".

وأعلنت السلطات الأوكرانية الخميس يوماً للحداد الوطني بينما عادت الأمور في العاصمة الى حالة من الهدوء النسبي، إذ بدا المحتجون وممثلو السلطات على حد سواء مصدومين بالمستوى الذي وصلت إليه أعمال العنف.

وظل التوتر سائدا في ميدان الاستقلال حيث يعتصم المحتجون المناهضون للحكومة منذ تشرين الثاني الماضي، وعلى الشوارع المؤدية إليه، حيث نشرت قوات الأمن والقوات الخاصة حواجز عديدة بعد إزالة المتاريس التي سبق أن أقامها المحتجون.

وعلى وقع احتدام المواجهات داخل أوكرانيا، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب الى التخلي عن الاتهامات الموجهة للسلطات الأوكرانية والى إدانة المتطرفين.

وقال الكرملين في بيان أن" بوتين أكد في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أهمية تخلي الدول الغربية عن سياسة الاتهامات الموجهة للقيادة الأوكرانية وأهمية إدانة القوى المعارضة المسؤولة عن تدبير أعمال إرهابية ومتطرفة"، واصفاً الأحداث في أوكرانيا بأنها محاولة انقلاب.

من جهته، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض موسكو لمحاولات التدخل الخارجي في الأزمة الأوكرانية محمّلاً المتطرفين وزعماء المعارضة والساسة الغربيين مسؤولية الفوضى.

وقال "نحن نؤكد على أن الأزمة في أوكرانيا يجب أن تحلّ في إطار الصلاحيات الدستورية للسلطة الحالية ونحذّر من محاولات التدخل في شؤونها الداخلية"، مضيفاً انّ "مثل هذه المحاولات لاحظناها أكثر من مرة ويبدو أن شركاءنا الأوروبيين تدخلوا أكثر من المطلوب".

وحمّل لافروف الغرب والمعارضة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أنّ" موسكو حذرت أكثر من مرة من تطور الأحداث على ما هي عليه الآن"، وأعرب عن أسفه لخرق الاتفاقات التي تم التوصل إليها نتيجة النوايا الطيبة التي أبدتها السلطة واستعدادها لإيجاد حلول وسط للخروج من الأزمة".

من ناحيتها، اتخذت واشنطن إجراءات ومنعت منح تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة عن 20 عضوا في الحكومة الاوكرانية واشخاص اخرين تعتبرهم مسؤولين (...) عن الانتهاكات في مجال حقوق الانسان والمرتبطة بما قالت إنه "قمع سياسي في اوكرانيا". واوضح انه في حال "تقدم هؤلاء بطلب للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة فسوف يرفض طلبهم" ولكنه لم يكشف عن لائحة المسؤولين الاوكرانيين المعنيين بهذا الاجراء.

إلى ذلك حذر حلف شمال الاطلسي اوكرانيا من اعادة النظر في تعاونه مع هذا البلد اذا تدخل الجيش ضد المعارضة. وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في بيان "ادعو بالحاح الحكومة الاوكرانية الى تفادي اي عنف جديد". واضاف "اذا تدخل الجيش ضد المعارضة فان علاقات اوكرانيا مع حلف شمال الاطلسي ستتاثر بشدة".
20-شباط-2014

تعليقات الزوار

استبيان