تقارب لافت بين "فتح" و"حماس" بشأن تجاوز الانقسام.. و"الاعتقال السياسي" العقبة الحاضرة رغم غيابها عن المباحثات
فلسطين المحتلة - العهد
اقترب "قطار المصالحة" الفلسطينية من محطته الحاسمة، في ضوء ما أعلنه المتحدث باسم حركة "فتح" فايز أبو عيطة عن أن حركته ستبحث مع "حماس" خطوات عملية لتشكيل حكومة وفاق وطني. وكان باسم نعيم مستشار العلاقات الخارجية لرئيس الحكومة في قطاع غزة إسماعيل هنية، صرّح بأن مهمة هذه الحكومة ستقتصر على ثلاثة ملفات أساسية، هي: إعادة إعمار غزة، وإعادة توحيد المؤسسات الرسمية، والتحضير للانتخابات.
وأكدت أوساط فصائلية لموقع "العهد" أن "القطاع سيشهد خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة المزيد من الاتصالات والمحادثات بين طرفي الانقسام من جهة، وبقية القوى والأحزاب من جهة ثانية". ولم تغب الشخصيات المستقلة عن المشهد، حيث بحث وفد يمثلها برئاسة رجل الأعمال المشهور منيب المصري مع هنية آخر المستجدات على صعيد إنجاز المصالحة.
وأشاد الوفد بالقرارات التي اتخذها رئيس الحكومة من أجل إنهاء الانقسام، لاسيما إطلاق سراح عدد من كوادر "فتح"، والسماح لقيادات من الحركة بالعودة للقطاع، وتسهيل زيارة نواب عنها.
عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" جمال محيسن ـ والذي يزور غزة حالياً ضمن وفد قيادي رفيع المستوى ـ رأى أن مثل هذه الزيارات تخلق الأجواء الإيجابية اللازمة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع "حماس". وقال لمراسل "العهد": " بعد هذه السنوات من المعاناة، ينبغي على الجميع إدراك حقيقة واحدة مفادها أنه لا مجال لإقصاء أي طرف على الساحة الفلسطينية، فكيف يكون الحال إذا ما كنا نتحدث عن قوتين كبيرتين"، مشيراً الى ان "المطلوب بشكل واضح الذهاب باتجاه الإسراع في تحقيق المصالحة لتجنيب شعبنا المزيد من الويلات، فيكفيه ما يقاسيه على أيدي الاحتلال الغاشم".
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" موسى أبو مرزوق، أكد جدية حركته في إتمام المصالحة. وفي تصريح له عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، قال :"نعم حماس تريد رفع الحصار عن غزة وهذا واجب على الجميع، وحديث البعض عن أنها تسعى خلف إنهاء الانقسام لتحقيق ذلك مرفوض".
وعلى الرغم من هذا الحراك، إلا أن ملف "الاعتقال السياسي" ما زال حاضراً بكل تفاعلاته، حيث أعلن عدد من الطلبة المحسوبين على "الكتلة الإسلامية" –والمعتقلين لدى جهاز الأمن الوقائي في محافظة الخليل شروعهم بإضراب مفتوح عن الطعام، بهدف وضع حد لاعتقالهم وتعطيل حياتهم الجامعية.
وتعقيباً على ذلك، قال النائب عن كتلة "التغيير والإصلاح" فتحي قرعاوي : "إن استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة مرفوض ومخالف للقانون".