انتحاري الشويفات فجّر نفسه قبل وصوله الهدف ... وتوقيف عدة اشخاص على ذمة التحقيق
مرةً جديدة ضرب الإرهاب المتنقل أمس لبنان من بوابة منطقة الشويفات الواقعة على تخوم الضاحية الجنوبية. أسلوب جديد امتهنه أصحاب العقول الفارغة إلاّ من القتل والتكفير والإرهاب. تسلل أحد هؤلاء الإرهابيين الى "فان" يقل ركاباً من مختلف الطوائف والمذاهب ليفرغ حقده فيه.
المعلومات الأمنية كشفت لصحيفة "الأخبار" أنّ "الانتحاري شوهد وهو يقف أمام محال "غلف مارت" في خلدة، حيث كان يحمل في يده كيساً من "الجنفيص". بقي واقفاً نحو ربع ساعة قبل أن يصعد في سيارة تاكسي يقودها الشيخ السلفي ع. غ. وبعد فترة وجيزة من انطلاق السيارة، أنزل الشيخ الانتحاري الذي صعد في سيارة "فان" متجهة إلى الشويفات. وبعدما دوّى صوت انفجار في الشويفات، ادّعى سائق سيارة الأجرة أنه ارتاب في الرجل وأنزله" بحسب مصدر أمني.
ولفتت الصحيفة الى أنّ "الأجهزة الأمنية بدأت تحقيقاتها، فأوقف فرع المعلومات الشيخ ع. غ. وابنه وشاهدين هما أحمد ن. وممدوح م. على ذمّة التحقيق، علماً بأن المشتبه فيهما الرئيسيان هما الشيخ ع. غ. وابن عمّه ز. غ.، لكون الأخير تاجر سلاح معروفاً في المنطقة التي صعد منها الانتحاري. وذكرت المعلومات أن الشيخ ع. غ. سبق أن سافر غير مرّة إلى باكستان، فيما لا تزال التحريات جارية لتوقيف ز. غ. الذي توارى عن الأنظار"، ولفتت المصادر الأمنية الى أنّ الموقوفين كانا ناشطين في صفوف مجموعات تابعة للإرهابي أحمد الأسير.
وأوضحت "الأخبار" أنّه" حتى ليل أمس، لم تكن الأجهزة الامنية قد حدّدت صلة الشيخ بالانتحاري"، لافتةً الى أنّ" الشيخ إما تربطه صلة مباشرة بالانتحاري، أو أنه يعرف من يقف خلف الأخير، لأنه تلقّى اتصالاً من شخص طلب منه توصيل الانتحاري من خلدة إلى نقطة محددة في الشويفات".
كذلك رجّحت مصادر أمنية أنّ" الانتحاري كان في طريقه إلى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كان يفترض أن يفجّر نفسه. وترددت معلومات عن كون سائق الحافلة التي وقع فيها التفجير ارتاب بالانتحاري، ما دفع الأخير إلى تفجير نفسه. إلا أن مصادر أمنية توقعت أن يكون الانتحاري قد فجّر الحزام الناسف الذي في حوزته عن طريق الخطأ".
على صعيد آخر، قالت مصادر مقرّبة من "جبهة النصرة" لـ"الأخبار" إن" منفّذ الهجوم الانتحاري الأخير في مدينة الهرمل سوري الجنسية. وكشفت أنه يُعرف بلقب "أبو عمر الأنصاري"، لكنها رفضت كشف اسمه الحقيقي، تاركة أمر الإعلان عنه لقيادة "النصرة"، وزعمت أنّ" التريّث في شأن إعلان هوية الانتحاري الآخر مرتبط بضرورات أمنية".
بدورها، صحيفة "السفير"، أشارت الى أن "لا أحد يملك جواباً في شأن هوية انتحاري الشويفات وجنسيته ولو أن وجهه مكتمل الملامح، ولا في شأن اختياره تفجير نفسه بهذه الطريقة وفي هذه المنطقة"، لافتةً الى أنّه" إذا صحت المعلومات التي تم تداولها، من خلال التحقيقات مع الموقوف (عمر أ.)، فان ثمة مجموعة من "الانتحاريين الشاردين" في طول البلد وعرضه، ينتظرون "أمر العمليات"، ومن بعدها ركوب سيارة أجرة واختيار هدف... و"كبسة زر" مجنونة!".
وفي هذا السياق، تبنت "جبهة النصرة" في بيان صدر على حساب تابع لـ"القاعدة" على "تويتر" تفجير الشويفات، زاعمةً انه "استهدف باصاً لنقل الركاب على حاجز تابع لحزب الله!".
وادعى البيان ان "العملية استهدفت باصاً لنقل الركاب على متنه " 30 راكب " تم تفجيرها امام أحد حواجز حزب الله"، وزعم "مقتل جميع الركاب "الشيعة" بالإضافة الى عناصر حزب الله الذين كانوا في الحاجز ويزيد عددهم عن 10 عناصر".
يُشار الى أنّ تفجير الشويفات الإرهابي لم يُسفر إلا عن مقتل الانتحاري وإصابة شخصين احدهما خرج من المستشفى بعد تلقيه العلاج.