تتواصل المعارك في الانبار غربي العراق حيث تكثف القوات العراقية هجماتها لإعادة الأمن وفرض سيطرتها على مناطق يتواجد فيها مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) وتمكنت من استعادة مناطق رئيسة مهمة في الرمادي، فيما قال قائد عسكري كبير "انهينا كل استعداداتنا وننتظر الكلمة النهائية التي يجب ان تأتي من رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه." وبالتزامن مع هذه العمليات، لقي ثلاثة عشر شخصاً مصرعهم جراء هجمات ارهابية في مناطق مختلفة من العراق.
وقد دخلت قوات من الشرطة وعناصر من الجيش بمساندة قوات عشائرية في أعنف اشتباكات جنوبي مدينة الرمادي. وأفاد ضابط في الشرطة عن تقدم لاستعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين، وأن هذه العمليات الميدانية تتم باشراف مباشر من وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي".
وبحسب مصادر في الشرطة، فقد استعادت القوات الحكومية اثر هجوم شنته اجزاء من مناطق رئيسية في الرمادي ضمنها منطقة الملعب وشارع ستين والحميرة والبو جابر.
ويأتي هذا الهجوم غداة إعلان وزارة الدفاع عن شن هجوم جوي ومدفعي على حي الصناعي في مدينة الفلوجة، وهي عملية نادرة منذ اندلاع المواجهات في داخل هذه المدينة الخارجة عن السيطرة تماما.
وقال مسؤول أمني كبير لـ"رويترز" يوم الأحد "صدرت الأوامر ببدء قصف المدينة بالمدفعية والطائرات لإكتشاف القدرات المحتملة للمسلحين داخل الفلوجة ومحاولة العثور على فجوة للنفاذ الى المدينة."
واضاف "تتمركز قوات ومقاتلون عشائريون في مواقعهم على مسافة 15 دقيقة فقط خارج الفلوجة." وقال المسؤول إن المسلحين زرعوا قنابل في الطرق الرئيسية المؤدية للمدينة وان الجيش سيستخدم طرقا بديلة للدخول.
وقال قائد عسكري كبير "انهينا كل استعداداتنا وننتظر الكلمة النهائية التي يجب ان تأتي من المالكي نفسه."
وذكر مسؤولون امنيون في وقت سابق يوم الأحد ان المالكي تلقى اتصالات هاتفية من سفراء العديد من الدول في المنطقة تحثه على عدم اقتحام المدينة.
وبموازاة العمليات العسكرية، صعد الجماعات الارهابية من اعتداءاتها الارهابية حيث نفذت سلسلة هجمات اسفرت عن مصرع 13 شخصاً. وقد قتل عشرة أشخاص بينهم خمسة من عناصر الأمن في هجمات متفرقة استهدفت حواجز امنية ومدنيين في بغداد وشمالها.
وقال اللواء الركن محمد الدليمي قائد الفرقة 12 التي تنتشر في محافظة كركوك ان "مسلحين ينتمون الى تنظيم (داعش) هاجموا نقطة تفتيش العاكولة التابعة لقضاء الحويجة (40 غرب كركوك) ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود واصابة نقيب".
إلى ذلك اعلن الضابط العراقي اعتقال مساعد أمير الدولة الاسلامية في العراق والشام في كركوك.
من جهة اخرى، افاد عقيد في الشرطة ان "مسلحين مجهولين اغتالوا شخصين احدهما يعمل في مصرف وآخر في وزارة العلوم والتكنولوجيا، في هجومين منفصلين في جنوب وغرب بغداد".
وقتل مهندس يعمل في منشأة الطاقة الذرية، في هجوم مسلح لدى مروره بسيارة حكومية في منطقة جسر ديالى القديم، في جنوب بغداد، وفقا للمصدر.
كما قتل شرطي وأصيب ثلاثة من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي في منطقة التاجي، شمال بغداد، بالتزامن مع مرور دوريتهم، وفقا لذات المصدر.
الى ذلك عثرت دورية للشرطة على جثة امرأة مقتولة خنقا وتحمل اثار تعذيب في منطقة السيدية، في غرب بغداد. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قتل جندي وأصيب ثلاثة اخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في ناحية الشورى جنوب المدينة.
وفي مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) قال مصدر في الشرطة ان "انفجار عبوة ناسفة مزروعة داخل منزل في حي حزيران، في جنوب المدينة، ادى الى مقتل صاحب المنزل واصابة زوجته بجروح".
واضاف كما "اصيب شخصان بجروح في هجوم مسلح استهدف سيارتهم المدنية وسط كركوك". واكد الطبيب محمد عبد الله في مستشفى كركوك حصيلة الضحايا.