تعاظم القلق الغربي من المسلحين الاجانب في سوريا
يوماً بعد أخر يزداد هلع الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، من المسلحين الأجانب الذين غزو سوريا لقتال الحكومة السورية. وتعابير "القلق" التي كانت مكتومة، باتت اليوم علنية وتترد على ألسنة المسؤولين الغربيين بصوت مرتفع. وفي هذا السياق أدلى مدير "المخابرات الوطنية الأمريكية" جيمس كلابر بمعلومات جديدة أمام جلسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي قد تعبر عن حزء من الحقيقة عندما تحدث عن وجود ما يزيد على سبعة آلاف مقاتل أجنبي من نحو 50 بلدا بينها دول كثيرة في أوروبا والشرق الأوسط."!
هذا التقدير الاميركي، ربما يكون الاقل، إذ ان هناك تقديرات أخرى تشير إلى اضعاف هذا الرقم بمرتين او ثلاث وربما أكثر من ذلك ،لكن اهمية التقدير الاميركي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن "القلق" بات حقيقة واقعة بأن هناك" مخاطر حقيقية" تتهدد الدول الغربية التي هيأت وساندت ووفرت الدعم لهذا الحشد من الإرهاب المتعدد الجنسيات من أجل اسقاط الحكم والدولة في سورياّ.
في إفادته أمام الاجتماع السنوي للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ أكد كلابر التهديدات الأمنية العالمية معتبراً ان هذا العدد "يمثل مبعث قلق كبير ليس لنا فحسب بل للدول التي ينتمون اليها"،مشيراً الى "ان وكالات المخابرات الأمريكية رصدت ظهور "مجمعات تدريب" لهؤلاء المسلحين " واضاف كلابر ان "بعض المتشددين االمنتمين إلى "جبهة النصرة " يطمحون لمهاجمة الولايات المتحدة ذاتها".
أجهزة المخابرات الأمريكية التي لم تذكر علناً هذا الرقم سابقاً رغم وروده في تقارير سريّة، ليس إلا رأس جبل الجليد، فرئيس هيئة الاستخبارات الاسرائيلية أفيف كوخافي تحدث عن 30 ألف مسلح اجنبي يقاتلون في سورية، فيما تحدثت تقارير مراكز الدراسات عن ارقام مماثلة بينها تقرير للمركز الدولي لدراسة التطرف في كينغس كولج في لندن، تحد عن أكثر من 11 ألف مسلح أجنبي من أكثر من 70 دولة".
وللأمم المتحدة تقديراتها أيضاً، فمبعوثها والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تحدث عن أكثر من 40 ألف مقاتل اجنبي فقط في سوريا.
هذه الارقام من شأنها أن تثير قلق الدول الغربية،إذ أن عودة هؤلاء المسلحين إلى بلادهم ستنعكس على الاستقرار الأمني فيها إذ أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صراحة عن وجود 700 شاب فرنسي وأجنبي غادروا الاراضي الفرنسية للمشاركة في المعارك في سوريا، في ظاهرة وصفها بـ"المقلقة".
وفي سياق متصل تحدث الباحث في المركز الدولي بشأن الحركات المتشددة في جامعة كينغز كولدج في لندن شيراز ماهر عن 200 و366 بريطانيا توجهوا الى سوريا للقتال!.
وفي خطوة تؤكد الخوف لا بل الهلع الغربي من هذه الظاهرة ، ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، سحبت الجنسية البريطانية من 20 مواطنا بريطانيا ذهبوا للقتال في سوريا ضمن اجراءات تتبعها الحكومة لمنع عودة "الجهاديين البريطانيين" إلى البلاد. وأكد مسؤول سابق في الخارجية البريطانية، إن عملية تجريد "الجهاديين البريطانيين" الذين يقاتلون في سوريا من جنسيتهم "عملية جارية سراً".
وتشر تقارير استخباراتية واعلامية إلى أن العرب والأوروبيين يشكلون الجزء الأكبر من المسلحين الأجانب في سوريا، وذلك بنسبة تصل الى 80%، يليهم مقاتلون من جنوب شرق آسيا، وأميركا الشمالية وإفريقيا والبلقان ودول الاتحاد السوفياتي السابق.
إفادة مدير المخابرات الأميركية ربما تكون تبريراً لما ستسلكه الادارة الاميركية لاحقاً تجاه هذه الظاهرة التي ساهمت في صنعها وربما ستحذو حذو بعض الدول الاوروبية التي بدأت التنسيق مع الاجهزة الامنية السورية وفق ما اشار إليه نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد في مقابلة أجراها مع الـ"بي بي سي" إلا أن وزيرا الخارجية الامريكي والفرنسي أكدا انهما لا يعلمان شخصيا بمثل هذه الاتصالات، لكنهما لم يذهبا الى حد نفي حدوثها.