يوم مصري طويل كان أمس، تردد فيه اسم عبد الفتاح السيسي في أكثر من مورد بدءاً من ترقيته مشيراً وصولاً إلى اجتماع المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية التي فوضته الترشح إلى الانتخابات الرئاسية بالاجماع وانتهاء بالبيان الرسمي الذي دعا السيسي إلى الاستجابة لرغبة الشعب المصري في الترشح لانتخابات الرئاسة معتبرا انه "تكليف والتزام".
هي خطوات متسارعة، لكن يبدو أنها مدروسة بدقة من شأنها تمهيد الطريق لاعلان السيسي قراره رسميا الترشح لمنصب الرئاسة، وبذلك تبدأ مرحلة جديدة من حياة مصر مع عسكري جديد بات في نظر الكثيرين من ابناء الشعب المصري وكأنه المنقذ.
حتى اللحظة لم يعلن السيسي بنفسه نيته صراحة في الترشح للمنصب الاعلى في البلاد، لكن المجلس اعتبر في بيان له مساء الاثنين ان "الإرادة العليا لجماهير الشعب هى الأمر المطاع والواجب النفاذ فى كل الظروف".
وقال المجلس في بيان أنه "لم يكن فى وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع بإحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية وهي تعتبره تكليفا وإلتزاما".
واعتبر المجلس ان "ثقة الجماهير (في السيسي) نداء يفرض الاستجابة له في إطار الاختيار احر لجماهير الشعب".
عبد الفتاح السيسي
ودعا المجلس "السيسي أن يتصرف وفق ضميره الوطني ويتحمل مسئولية الواجب الذي نودي إليه وخاصة أن الحكم فيه هو صوت جماهير الشعب في صناديق الإقتراع"، مؤكدا انه "في كل الأحوال يعتبر أن الإرادة العليا لجماهير الشعب هي الأمر المطاع والواجب النفاذ في كل الظروف".
واوضح البيان ان السيسي تقدم بالشكر للجيش الذي ترك "له حقه فى الإستجابة لنداء الواجب وضرورات الوطن".
وكان سبق صدور البيان ،اجتماع للمجلس الاعلى للقوات المسلحة قالت وكالة الشرق الاوسط المصرية أنه فوض بالاجماع وزير الدفاع الترشح فى الانتخابات الرئاسية".
واوضح البيان ان الاجتماع الذي يضم كبار قادة الجيش الاثنين "ناقش تطورات الاوضاع الامنية خاصة في شمال سيناء، إلى جانب البحث في قضايا اخرى منها موضوع مطالبة جموع الشعب لوزير الدفاع الترشح في الانتخابات الرئاسية" وفق ما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.
وجاء هذا الاجتماع بعد إعلان الرئاسة المصرية ترقية الفريق اول عبد الفتاح السيسي إلى مشير وهي أعلى رتبة في الجيش المصري.
وفي حال وافق السيسي على الترشح للرئاسة فمن شبه المؤكد أن يفوز بها إذ انه يحظى بشعبية جارفة منذ أن عزل الجيش الرئيس الاخواني السابق محمد مرسي في تموز/يوليو الماضي.ويعد السيسي الرجل الاكثر شعبية في مصر حيث يعتبر في نظر الكثيرين الزعيم القادر على انهاء حالة عدم الاستقرار السياسي والعنف التي تضرب البلاد منذ العام 2011. كما أن من شأن انتخاب السيسي أن يعيد البلاد الى حكم المؤسسة العسكرية بعد ثلاث سنوات من ثورة المصريين على حسني مبارك العسكري السابق الذي حكم البلاد لنحو ثلاثة عقود.
ويتوقع المصريون أن يعلن السيسي ترشحة للرئاسة رسميا خلال الايام المقبلة بعد أن اعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور الاحد اجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية خلافا لخريطة الطريق التي اعلنت عقب عزل مرسي وتقضي باجراء الانتخابات التشريعية اولا. كما أنه سيكون على السيسي، الذي يتهمه انصار مرسي بتنفيذ "انقلاب على الشرعية"، مواجهة معارضة عنيدة وشبة تمرد.
ويقول مقربون من السيسي انهم يتوقعون ان يعلن ترشحه قريبا، لكن فقط حين يكون واثقاً من قدرته على توفير الاستقرار للبلاد واصلاح الاقتصاد المتضرر من ثلاثة اعوام من الاضطرابات.
وبحسب لواء في الجيش طلب عدم ذكر اسمه فإن السيسي "يريد توحيد الناس، واستعادة الامن ومركز مصر الدولي".