أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن الكيان "الإسرائيلي" سيتلقى رداً قاسياً يندم عليه في حال ارتكابه أي عمل جنوني ضد إيران، موضحاً أن "تل ابيب تعرف جيداً ما هي القدرات التي تحظى بها ايران".
وفي مقابلة مع وكالة "CNN"، أكد روحاني إستعداد بلاده بصورة كاملة لاستمرار المفاوضات من أجل بناء الثقة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "إيران لا تخشى التهديد، وأن لغة التهديد لن تنفع الغرب في المواجهة مع ايران".
وأعرب روحاني عن إعتقاده بأنه "لو أظهرت مجموعة 5+1 إستعدادها الكامل وإرادتها السياسية وقدراتها اللازمة، فان إيران على أتم الإستعداد لتخطو الخطوة النهائية في موضوع البرنامج النووي"، مؤكداً أن "إيران لن تتنازل عن حقها في إستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية، ومن ضمنها تخصيب اليورانيوم".
ورداً على سؤال حول ما يمكن أن يكون عليه الرد الايراني حيال إعتداء "إسرائيلي" محتمل ضد المنشأت النووية الايرانية، أكد الرئيس الايراني أن الكيان الاسرائيلي "لن يقوم بمثل هذا العمل لأنه يدرك جيداً ما هو الرد الايراني الذي سيتلقاه"، وما هي القدرات التي تحظى بها ايران في المنطقة.
وأوضح الشيخ روحاني أن "الكيان الاسرائيلي لن يكون قادراً على شن أي هجوم ضد إيران، لكنه يطلق "شعارات"واهية"، مؤكداً أن "اي عمل جنوني أو حماقة ترتكبها تل ابيب ضد إيران، ستتلقى إثرها رداً موجعاً، ما يجعلها تندم على فعلتها هذه".
وحول الازمة السورية إعتبر الرئيس الايراني أن "المنطقة اليوم تواجه مشكلة كبيرة متمثلة بالارهاب"، مؤكداً أن "أخطر الجماعات الارهابية اليوم موجودة في سوريا، وشدد على "ضرورة تكاتف جميع الدول الاقليمية والعالمية لمواجهة الارهاب وايقاف نزيف الدم والمعارك الداخلية في سوريا".
قائد الحرس الثوري الايراني رداً على كيري: انصحك ان تقيس كلامك مع قدراتك وأن لا تجعل نفسك موضع سخرية
من جهته، شدد القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء محمد علي جعفري على أن "أمريكا عاجزة عن ادراك قدرات ايران الهجومية"، وذلك في معرض رده على تهديدات وزير الخارجية الامريكية جون كيري حول احتمال اللجوء الى الخيار العسكري.
وتوجه خلال تفقده لمعرض منجزات جامعة الامام الحسين (ع)، الى كيري بالقول "سيد كيري! عليك أن تعلم أن الحرب المباشرة مع أمريكا هي أفضل أمنية للرجال المؤمنين والثوريين في أنحاء العالم، فتهديداتكم تعتبر أفضل فرصة للاسلام الثوري، فقادة الاسلام قاموا باعدادنا منذ سنوات لخوض معركة كبرى ومصيرية، وأستبعد أن يسمح عقلاؤكم بأن تكون أمريكا طرفاً في هذه الحرب المصيرية، وأن ينفذوا عملياً الخيار العسكري المطروح على الطاولة والمثير للسخرية".
وأشار جعفري الى أن أمريكا تعتبر من أكثر دول العالم مديونية وأنها عاجزة عن حل مشاكلها الاقتصادية حتى أنها عطلت مؤسساتها الادارية لعدة أسابيع، مؤكداً "شمس الحضارة الامبريالية قد اقتربت من الغروب، فلا تسرّعوا بانهيار حضارتكم من خلال تكرار الاستراتيجيات الفاشلة مثل استخدام القوة العسكرية".
وأضاف "سيد كيري! ان امريكا وقوتها العسكرية صغيرة جداً وذليلة أمام أعين شعبنا المجاهد المؤمن، واذا لم تكن تمتلكُ تخصصاً في القضايا العسكرية والامنية، فاسأل خبراءكم المحنكين، هل أن أمريكا في الحقيقة تتحمل ثمن التداعيات المدمرة لاستخدام هذا الخيار ضد ايران؟".
وتابع "اعلم أن ايران لا تخشى من التهديدات الخارجية، وبالعكس فإن ذلك يعد عاملاً في انسجام المجتمع الايراني المؤمن الغيور وحلفائه الثوريين في ارجاء العالم، والأحداث التاريخية بعد الثورة أيضاً دليل على ذلك، وعلى هذا الاساس فإني انصحكم ان تقيسوا كلامكم مع قدراتكم وقدرات الطرف المقابل، وأن لا تجعل نفسك موضع سخرية المجتمع الايراني الثوري الغيور، أكثر من ذلك".
وأضاف "هل تعلم أنه يوجد آلاف المسلمين الثوريين العاشقين للثورة الاسلامية والمؤمنين بأحقيتها في انحاء العالم ينتظرون أن تنفذوا عمليا هذا الخيار المطروح على الطاولة؟ واذا كنت لا تعلم ففكر وابحث قليلاً أو على الأقل الى حين من المفترض انتظارك لرأيك المنطقي، ان تتجنب استخدام هذه العبارة المثيرة للسخرية والتي تفتقد الى الحكمة والتفكير".
لاريجاني يدعو لخطوات عملية في مواجهة تهديدات اميركا
بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران علي لاريجاني انه ينبغي اتخاذ خطوات عملية في مواجهة تصريحات وزير الخارجية الاميركي جان كيري منها زيادة الموازنة الدفاعية وتعزيز القدرات الاقتصادية وموازنة الترشيد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الزراعي وزيادة المشاريع الاعمارية.
وفي كلمة القاها أمس السبت لدى حضوره في اجتماع لجنة موائمة الميزانية، قال لاريجاني إن "البلاد تجتاز ظروفاً حساسة، حيث ان تنظيم الموازنة لا ينفصل عن الاوضاع الجارية في البلاد".
واضاف، رداً على تصريحات وزير الخارجية الاميركي جان كيري، ان "الجميع سمع تصريحاته وتلويحه بشن هجوم عسكري على الجمهورية الاسلامية الايرانية وهو ما يتطلب تفهم الحساسية واتخاذ خطوات عملية في مواجهتها".
واكد لاريجاني ضرورة اتخاذ لجنة الموائمة قرارات تثمر عن تحقيق الازدهار في القطاعات الانتاجية للبلاد ولو حصلت مثل هذه النتيجة فانها ستكون بمثابة الرد العملي على اميركا وفي غير هذه الحالة فان الاميركيين سيستمرون في التلويح بالحرب.
كما شدد لاريجاني في ذات الوقت على تعزيز القدرات الدفاعية في البلاد واعتبرها احدى اسس الحفاظ على المصالح الوطنية "وانه حين يلوح الاميركيون بالحرب فاننا ينبغي ان نرفع من مستويات جهوزيتنا عبر تعزيز قدراتنا الدفاعية".