الشيخ قبلان طالب السياسيين بالتعقل والحكمة في التعاطي مع الشأن الوطني
الوكالة الوطنية للاعلام 24/11/2007
قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ضمن الدرس اليومي حول مفاهيم الحج الذي يلقيه في قاعة الوحدة الوطنية في المجلس، "ان لبنان يعيش الحزن مع شعبه مع انسداد الأفق وإضفاء الكآبة بغياب فسحة الأمل والرجاء، حيث لم يستطع النواب أمس التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مما جعل اللبنانيون يعيشون الخوف والهواجس على مستقبل بلدهم الذي دخل في دائرة المجهول، اذ سلم المواطن في لبنان اموره الى الاقدار التي قد تحمل المصلحة او الضرر الى هذا البلد وشعبه".
واعتبر قبلان "ان ما جرى بالأمس كان متوقعا"، متمنيا "ان يتعظ اللبنانيون مما جرى فيتحركوا من جديد ويتواصلوا في ما بينهم، فيحكموا المنطق والمصلحة العامة على كل المصالح الخاصة، فالاختلاف بين اللبنانيين محطة سيئة تحتم عليهم ان يتبصروا ويتأملوا في واقعهم، فيضعوا حدا لكل التجاوزات والسكوت عن عيوب الآخرين، لان العيوب كثيرة عند الجميع واشتركوا فيها على حد سواء. لذلك علينا كرجال دين ان نقدم النصيحة لمصلحة الوطن والمواطن. فلا يجوز ابدا ان نختلف على شخص الرئيس ومن خلاله نضيع بلدنا، بل علينا ان نحافظ على البلد وعلى شخصية الرئيس، اذ ان وجود رئيس بدون بلد وبدون وطن كالجسم من دون رأس، فلا بد ان يكون الرأس على جسم معافى وسليم حتى يحرك الرأس الجسم باتجاه صحيح، ولبنان لا بد ان يكون له رئيس يحكمه، يكون بمثابة الرأس من الجسد، ونحن نريد ان يكون للبنان رئيسا واحدا على رأس الدولة، لاسيما وان بلدنا يحكمه الكثير من الرؤوس".
وتابع: "اننا نريد رئيسا يكون مرجعية أساسية لتدبير الأمر وحل ألازمات وإدارتها بحكمة وروية، فهذا الرئيس نريده قطب رحى وثقلا ومرجعية لحل كل الامور، اما وقد اكمل الرئيس لحود ولايته فإننا نوجه الشكر له على ما قدمه من إنجازات ،اذ جمع الجيش واحتضن المقاومة وتعاون معها ومد يد العون لها، وانفتح على أشقائه العرب، وكان متفاهما معهم وقد أدى مهمته الوطنية على أكمل وجه ويستحق منا كل تقدير، اما ان توجه الشماتة للرئيس لحود فهذا غير مقبول ومن الأمور المعيبة التي تسيء لصاحبها. فالرئيس لحود أدى مهماته الوطنية بصمت ورسوخ وعزم ولم يتوان عن خدمة الوطن، فأراد ان يسلم الأمانة إلى خلفه فهو قام بما عليه من واجب، وترك موقع الرئاسة دون مشاكل ومتاعب، وهو يستحق منا كل تهنئة وتقدير لما أنجزه فسلم الأمانة دون ان يجد الأمين بعده، وكم كنا نتمنى ان يأتي صاحب الأمانة ليخلص البلد من التشنجات والأزمات".
ودعا قبلان "اللبنانيين الى التحلي بالقيم الوطنية والأخلاقية"، متمنيا "التوفيق لأصحاب المساعي الخيرة في مهامهم الوطنية لتقريب وجهات النظر وحل الإشكالات والخلافات، لا سيما وأننا لا نزال نشعر بالخوف والاضطراب من ترك الأمور على حالة من التردي، ولقد فعل الرئيس لحود امرا حسنا اذ سلم الجيش زمام المبادرة، وقيادة الجيش أمينة ولها أياد بيضاء ومواقف صحيحة وسليمة، من هنا نطالب الجيش كما طالبه قائده بان يتمسك بوحدتنا الوطنية ويسهر على امن الوطن ووحدته، ونرفض ان يحمل أي لبناني أي سلاح ضد أخيه اللبناني، لان أي بندقية ترفع ضد اللبناني هي بندقية خيانة وعلى اللبنانيين التعاون مع جيشهم حتى نخرج من الخوف والاضطراب، ونطالبهم بالعودة الى ربهم والتفكير في مصلحة وطنهم فيحفظوا أمانة الله في وطنهم، وعلى الجيش والقوى الأمنية ان يحفظوا هذا الوطن من الداخل والعدو الخارجي".
وطالب "السياسيين بالتعقل والحكمة في التعاطي مع الشأن الوطني"، معتبرا "ان الرئيس نبيه بري ربان سفينة ماهر أدار ألازمة بعقلانية وتبصر وحكمة، من هنا ندعوه الى الا ينتظر الى الأسبوع المقبل، فاذا كان هناك بارقة أمل قبل يوم الجمعة فليدعو لانتخاب رئيس جديد للبنان لاننا نخاف من حصول طوارىء واحداث لا تحمد عقباها، وعلى اللبنانيين الاستفادة من الاهتمام الدولي بلبنان فيتحركوا بفعالية وبهدوء وعقلانية لانقاذ لبنان من هذا المطب الذي اوقعنا بلدنا فيه، فلبنان بلد مميز ويجب ان نحافظ عليه ليظل محصنا ينعم بالتوافق والتعاون بين بنيه، فنعمل لمصلحة بلدنا ولخير العرب والمسلمين ونعمل ليظل لبنان بلد الخير والجمال، وعلى النواب التوافق على انتخاب رئيس مخلص ووطني بنصاب الثلثين حتى يحفظوا لبنان من كل الطوارىء. فلبنان لا يقوى الا بوحدة بنيه وتعاونهم".