ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أنّ "تساؤلات كثيرة أثيرت أخيراً حول السبب الحقيقي للزيارة المفاجئة التي يجريها رئيس جهاز الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان إلى الولايات المتحدة بحجة طبية يبدو أنها لم تكن مقنعة بما يكفي"، موضحةً أنّ" البعض ذهب إلى حد ترجيح أن يكون خروج بندر من السعودية ليس سوى عملية إبعاد تحت ستار إجراء عملية جراحية".
وفي مقال تحت عنوان "تمارض بندر" قالت الصحيفة "على حمى التحركات الدبلوماسية في المنطقة استعداداً لمؤتمر جنيف 2، تبدو السعودية مربكة إزاء ما يجب أن تكون عليه مواقفها من ترتيبات المرحلة المقبلة التي يقودها وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي وجون كيري"، مضيفةً "كثيرة هي الأسباب التي تدفع وراء اعتقاد كهذا. ما عاد هناك من شك بأن الفريق المسؤول عن إدارة ملف السياسة الخارجية السعودية أخفق في تحقيق الأهداف التي رسمها لنفسه منذ أكثر من عام. بات اليوم أمام مأزق حقيقي قد يؤول الى عزلة المملكة بصورة شبه كاملة. وبات المناخ العالمي مؤاتياً لتصنيف السعودية بكونها الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة، نتيجة ما أحدثته خطة بندر وديفيد بيترايوس من ويلات في المنطقة وعلى مستوى العالم؛ فمنذ إقرار الخطة في صيف عام 2012، التي كانت تستهدف إسقاط النظام السوري، تحولت سوريا الى مرتع لكل جماعات تنظيم "القاعدة"، وباتت أرضاً عالية التخصيب لولادة جماعات متطرّفة من كل الأشكال، بما جعل إمكان السيطرة على عناصرها القادمين من كل أصقاع العالم مستحيلة، الأمر الذي دفع بالاستخبارات الأوروبية إلى المسارعة الى زيارة دمشق للوقوف على الحقائق الميدانية ولتطويق تداعيات عودة عناصر القاعدة الأوروبيين".
ونقلت الصحيفة عن مصادر ترجيحها بأن" تكون إزاحة بندر، رأس الحربة في معارك السعودية في الخارج، مطلوبة من أجل تأمين أحد شروط نجاح التسوية في جنيف 2 وفي غيرها"، لافتةً الى أنه "في المعلومات المعلنة، بندر يخضع لعملية جراحية في أحد المستشفيات الأميركية، لكن جهات متعددة تشكك في أن ما هو معلن يتطابق مع واقع الحال والاعتقاد السائد أن ما رحلة "العلاج" تلك إلا مقدّمة لانسحاب تدريجي من المشهد السياسي والحديث يدور عن "تمارض سياسي" لجهة تسويغ غيابه الوشيك عن المشهد السياسي".