وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها "ان اختصار الأزمة اللبنانية بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية فيه الكثير من الظلم للحقيقة وتقزيم للأزمة وتغييب مقصود للأسباب الحقيقية لحالة اللااستقرار والتوتر السائدة في لبنان".
واضافت ان "ما يجري على الساحة اللبنانية محاولة خطيرة لضرب صيغة التعايش التي يتميز بها لبنان وخلق واقع جديد يضع الأطراف والطوائف اللبنانية في مواجهة فيما بينها وربما بما يؤدي الى تقسيم هذا البلد الصغير الى دويلات صغيرة او على احسن تقدير تحويله الى دولة بنظام فيدرالي بين ولايات او محافظات قائمة على اسس الانتماء للطائفة او العشيرة او الميليشيا".
واعتبرت "تشرين" ان "معركة الرئاسة ليست سوى واجهة لهذه المواجهة المطلوبة تقاد من الخارج بقوة ضغط هائلة وبإسهام داخلي لم يعد خافيا على احد". وأضافت الصحيفة انه "اذا فشل اللبنانيون ومعهم العرب في التوصل الى مرشح توافقي فإن الذنب يقع اولا على الإدارة الأميركية ومن تمثله وما تمثله وكذلك من يمثلها في الداخل وينطق باسمها ويستقوي بها".
لكنها اعتبرت ان "الأزمة اللبنانية ـ وهي من صنع خارجي ـ جزءا من ازمة المنطقة (...) وتظل هامشية وثانوية امام الهم العربي الكبير والكارثة الكبرى التي تنتظرهم في حال استمرت حالة التشرذم والتمترس وراء الإقليمية بمفهومها الضيق والضار وتناسوا الاستحقاقات العديدة والخطيرة التي تتهددهم حاضرا ومستقبلا."