المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

العراق: ترقب في الفلوجة قبل اقتحام محتمل للجيش


يعيش سكان مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار، غربي العراق، حالة من الترقب، مع إكمال الجيش استعداداته للقيام بعملية عسكرية فيها، لتعقب عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وأكدت مصادر في وزارة الدفاع العراقية، أن الهجوم المرتقب لقوات الجيش على الفلوجة لقتال المسلحين "لن يتم قبل إخلاء المدينة من سكانها المدنيين"، لتجنب وقوع ضحايا من جراء القتال.

وأضافت المصادر أن القوات العراقية تنتظر الضوء الأخضر بعد أن أكملت استعداداتها لدخول المدينة التي تبعد نحو 60 كيلومتراً غربي العاصمة بغداد.

وأفادت مصادر قبلية أن نحو 70 بالمائة من الفلوجة باتت تحت سيطرة "القاعدة"، فيما تقع 30 بالمائة تحت سيطرة العشائر. ونصب مسلحو تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية"، نقاط تفتيش على الشوارع الرئيسة في الفلوجة.


وساد هدوء معظم أنحاء الفلوجة، قبل العملية العسكرية المتوقعة للجيش، الذي يحاصر المدينة من مداخلها الرئيسية الثلاث لليوم الثاني على التوالي. وتجددت الاشتباكات في منطقة ذراع دجلة شرقي الفلوحة، بين وحدات من فرقة التدخل السريع التابعة لعمليات محافظة الأنبار، ومسلحي "القاعدة".

ووصف قائد عمليات الأنبار اللواء رشيد فليح منطقة ذراع دجلة بأنها تأوي أخطر المجموعات المسلحة التي تنتمي أو تتحالف مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وفي الرمادي عادت الحياة إلى طبيعتها، خاصة في أحياء الملعب وشارعي 60 و20 وسط المدينة، وفي الأسواق التجارية الرئيسية، مع حضور لافت لأبناء العشائر مدعومين بقوات الشرطة المحلية وقوات سوات (التدخل السريع). وأفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين فرقة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب ومسلحي "القاعدة"، في منطقة الصوفية التي تعتبر المعقل الأخير لمقاتلي "القاعدة" في الرمادي، انتهت بطرد المسلحين.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا أمس الاثنين، عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد "الإرهابيين" لتجنيب المدينة القصف وأخطار المواجهات المسلحة. وأصدر المالكي القائد العام للقوات المسلحة تعليمات إلى قوات الجيش التي تحاصر الفلوجة "بعدم ضرب الأحياء السكنية في الفلوجة".

في غضون ذلك، اتصل نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مؤكداً له وقوف لأميركا إلى جانب العراق في معركته ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وأصدر البيت الأبيض بياناً أعلن فيه عن اتصال بايدن بالمالكي، وذكر ان "نائب الرئيس (الأميركي) شدد على ان الولايات المتحدة تقف مع العراق في معركته ضد داعش". وعبّر بايدن عن قلقه على العراقيين الذين يعانون على أيدي "الإرهابيين"، مشيداً بالتعاون بين القوات الأمنية العراقية والقوات المحلية والقبلية في محافظة الأنبار.

من جهته، أكد المالكي أهمية العمل الوثيق مع القادة والمجتمعات السنية بالعراق، "بغية عزل التطرف". واتفق الجانبان على استمرار تعميق الشراكة الأمنية الأميركية ـ العراقية، بموجب اتفاق إطار العمل الاستراتيجي بين البلدين.


هذا وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تسرع مبيعاتها من السلاح وتعجل بتسليمها للعراق لمساعدته في محاربة الجماعات التابعة لـ"القاعدة" في إطار استراتيجية لعزل الجماعات المسلحة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين إن الولايات المتحدة تتطلع لتزويد العراق بشحنات إضافية من صواريخ "هيل فاير" بحلول الربيع المقبل على أقرب تقدير. وأضاف أن الولايات المتحدة ستزود العراق أيضاً بعشر طائرات استطلاع دون طيار طراز "سكان ايغل" في الاسابيع القادمة و48 طائرة طراز "رافين" في وقت لاحق هذا العام لمساعدته في ملاحقة الجماعات التابعة لـ"القاعدة".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الحرب الأميركية الكولونيل ستيفن وارن ان الولايات المتحدة قررت تسريع تسليم صواريخ وطائرات مراقبة من دون طيار الى العراق لمساعدة السلطات في هذا البلد على مواجهة المقاتلين المرتبطين بتنظيم "القاعدة". وقال:"سنسرع تسليم مئة صاروخ اضافي من نوع هلفاير كي تكون جاهزة للتسليم الربيع المقبل".


وصواريخ "هلفاير" التي صنعت في البداية كصواريخ مضادة للدروع يمكن اطلاقها أيضاً من مروحيات أو طائرات. أما الطائرات من دون طيار "سكان ايغل" التي يعتبر سعرها غير مرتفع فإن طول جناحيها لا يتجاوز الثلاثة امتار وهي قادرة على الطيران لمدة 24 ساعة. وتعتبر هذه الاسلحة جزءاً من عقود سبق أن وقعت مع بغداد.

وسبق أن تم تسليم 75 صاروخاً من نوع "هلفاير" إلى السلطات العراقية في منتصف كانون الاول (ديسمبر)، بحسب ما أفاد مسؤولون في الادارة الاميركية. وأضاف الكولونيل وارن أن واشنطن "تعمل عن كثب مع العراقيين للاتفاق على استراتيجية تكون كفيلة بعزل المجموعات المرتبطة بالقاعدة وتمكين العشائر التي تتعاون مع السطات العراقية من طرد هذه المجموعات من المناطق المأهولة".

وكرر المتحدث الأميركي الموقف المعروف بعدم الرغبة ابداً في ارسال قوات اميركية الى العراق. وقال المتحدث باسم "البنتاغون" ايضاً ان الولايات المتحدة تقدم معلومات الى العراقيين عبر نحو مئة عسكري اميركي لا يزالون في مقر السفارة الاميركية في بغداد، موضحاً في الوقت نفسه انه لا يوجد تنسيق على المستوى التكتيكي أي على مستوى المعارك على الارض.

وفي لندن، أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هيو روبرتسون، أن بلاده تدعم الحكومة العراقية في حربها ضد الارهاب، ودعا إلى وضع حد لأعمال العنف في محافظة الأنبار. وقال روبرتسون: "أشعر بقلق بالغ إزاء العنف في محافظة الأنبار، وبشكل خاص التقارير التي تفيد بأن تنظيم القاعدة سيطر على اجزاء من مدينة الفلوجة، وستقف الحكومة البريطانية جنباً إلى جنب مع الحكومة العراقية في مكافحة هذا التهديد والتهديدات الارهابية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة". واضاف أن "جميع جهود التصدي للارهاب تحتاج إلى دعم من أوساط المجتمع المحلي وعملية سياسية شاملة".

وشدد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا على "أهمية حماية المدنيين واعادة الاستقرار إلى محافظة الأنبار"، مشيراً إلى أن الغالبية الساحقة من سكانها "تريد أن تعيش في عراق مسالم ومزدهر ومستقر".
07-كانون الثاني-2014

تعليقات الزوار

استبيان