تستعد قوات عراقية لشن هجوم كبير لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة، من مسلحين موالين لتنظيم "القاعدة"، فيما نزحت آلاف العائلات من أهالي المدينة إلى الحبانية والصقلاوية المجاورتين، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة.
وأسفرت الاشتباكات في مدن محافظة الأنبار عن مقتل نحو 90 شخصا. وأفاد قائد عمليات محافظة الأنبار رشيد فليح في اتصال هاتفي أن وحدات الجيش تحتشد على تخوم الفلوجة، من منافذها الشمالي والجنوبي والغربي تمهيدا لاقتحامها خلال ساعات، دون أن يحدد موعدا دقيقا لبدء العملية العسكرية فيها.
من جانبه، دعا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، اليوم الاثنين، قوات الجيش الى عدم ضرب الاحياء السكنية في الفلوجة، داعياً عشائر واهالي المدينة الى طرد "الارهابيين" من احيائهم حتى لا تتعرض الى اخطار المواجهة المسلحة.
وقالت قناة العراقية شبه الرسمية في خبر عاجل بثته، ان "القائد لقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أكد على أن الحكومة لن تتراجع في عملياتها العسكرية في الأنبار، حتى تقضي على الجماعات الإرهابية في المحافظة، داعياً عشائر واهالي الفلوجة الى طرد الارهابيين من المدينة حتى لا تتعرض احيائهم الى اخطار المواجهة المسلحة".
ويسيطر مسلحو ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبط بالقاعدة، على أجزاء من الفلوجة، بينما يقول مسلحون من عشائر الأنبار إنهم سيطروا على المدينة التي تشهد اشتباكات.
ويغلق مسلحو القاعدة المنفذ الشرقي من مدينة الفلوجة، بينما لا تزال المنافذ الجنوبية والشمالية والغربية تشهد اشتباكات مع مسلحي العشائر مدعومين من الشرطة العراقية.
وتعاني المدينة أزمة إنسانية تطورت من نقص إمدادات المواد الغذائية والتموينية والوقود إلى قطع ماء الشرب عن المنازل، كما شكا أطباء بمشافي الفلوجة من نقص الأدوية، ونفاذ مخزون الدم اللازم لعلاج المصابين جراء الاشتباكات.
وأفادت مصادر قبلية أن أغلب أحياء المدينة تعيش حالة فوضى عارمة بسبب غياب الأمن والخدمات. واستولى مسلحو القاعدة على سيارات الشرطة ليتجولوا بها في شوارع المدينة، وينصبوا نقاط تفتيش، حتى المساجد التي يتجاوز عددها 100 مسجد أصبح معظمها تحت سيطرتهم.
أما في مدينة الرمادي المجاورة، فقد حقق الجيش العراقي مدعوماً بمسلحين من العشائر، تقدما في المناطق التي كان يسيطر عليها منذ الخميس الماضي مقاتلو "القاعدة".
وذكرت مصادر قبلية أن منطقة الجزيرة شرقي الرمادي تشهد اشتباكات بين مسلحي عشائر "البو بالي" والشرطة المحلية من جهة ومسلحي "القاعدة" من جهة أخرى.
ويوم أمس الأحد، أعلنت قوات الأمن العراقية أنها تمكنت من قتل وجرح العشرات من مسلحين ينتمون لتنظيم "القاعدة" في عمليات مشتركة لمسلحي العشائر وقوات الأمن.