العراق: تعزيزات عسكرية لاستعادة الرمادي والفلوجة
بغداد ـ عادل الجبوري
وصلت تعزيزات عسكرية إضافية تابعة للجيش العراقي إلى محافظة الأنبار، في وقت سيطر مسلحو العشائر على مدينتي الفلوجة والرمادي وشهدت المدينتان اشتباكات بين الشرطة ومسلحين مرتبطين بـ"القاعدة".
مصدر في قيادة عمليات الأنبار أكد وصول ثلاثة أفواج مدرعة تتألف من 160 آلية عسكرية بين دبابة ومدرعة إلى مقر قيادة العمليات في الرمادي قادمة من بغداد. وأضاف أن هذه الآليات ستنشر ابتداء من ليلة اليوم الخميس في أرجاء مدينة الرمادي لاستعادة السيطرة عليها وطرد المسلحين منها.
في هذه الأثناء أفاد مصدر في شرطة الرمادي بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الشرطة ومسلحي "القاعدة" في قضاء كبيسة غربي محافظة الأنبار. يأتي ذلك في وقت انتشر فيه مسلحون من أبناء العشائر في شوارع الرمادي مدججين بالسلاح لفرض السيطرة على المدينة وحماية الدوائر الأمنية والحكومية.
كما قامت اللجان الشعبية بقيادة علماء الدين وشيوخ العشائر في مدينة الفلوجة بتشيكل لجان مسلحة بقيادة أحد الضباط الكبار من المدينة لحماية الدوائر الحكومية والمحال التجارية ومنع المظاهر المسلحة من خارج هذه اللجان داخل المدينة.
وشهدت كل من الرمادي والفلوجة اشتباكات بين أبناء العشائر ومسلحي "القاعدة" اللذين تسللوا إلى المدينتين عقب الانفلات الأمني الذي تلا تدخل الجيش العراقي وقوات "سوات" لفض اعتصام الرمادي.
هذه التطورات دفعت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى التراجع عن قرار سحب الجيش من مدن الأنبار، معلنا عن إرسال قوات إضافية إلى هذه المحافظة التي تشهد مدينتاها الرئيسيتان، الفلوجة والرمادي، مواجهات بين مسلحين والقوى الأمنية.
وقال المالكي حسبما جاء في خبر عاجل على تلفزيون "العراقية" الحكومي: "لن نسحب الجيش بل سندفع بقوات إضافية استجابة لمناشدات أهالي الأنبار وحكومتها".
الشيخ ماجد علي السليمان امير قبائل الدليم، من جهته دعا ابناء عشائر الانبار الى مساندة ودعم القوات المسلحة ومواجهة الزمر الارهابية في محافظة الانبار للقضاء عليها بعد ان عاثت في الارض، وجاءت دعوة الشيخ السليمان بعد قيام مجموعات ارهابية بالهجوم على عدد من مراكز الشرطة في المحافظة اثر انسحاب قوات الجيش منها.
يأتي هذا في وقت كشف رئيس مجلس انقاذ الانبار الشيخ حميد الهايس عن دخول قيادات من دول عربية الى محافظة الانبار مؤخرا لدعم ومساندة وتوجيه المجموعات الارهابية التابعة لـ "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، مشيرا الى ان الاوضاع الامنية في المحافظة تثير الكثير من القلق.
وقال الهايس في تصريحات صحفية "ان المجموعات المسلحة وعناصر القاعدة وبعض المغرر بهم من ابناء المحافظة قاموا بالاعتداء على المراكز الامنية وقوات الشرطة المحلية ما الى وقوع خسائر بشرية بصفوف الشرطة"، كاشفاً عن ان "قيادات عربية من داعش دخلت للمحافظة وتقود الان العمليات الارهابية فيها".
وفي نفس السياق جدد محافظ الانبار احمد خلف الدليمي دعوته الجيش الى الدخول مجددا لمواجهة الجماعات الارهابية، التي استغلت انسحاب القطعات العسكرية بعد فض ساحات الاعتصام، وراحت تعمل على فرض هيمنتها على المحافظة، والاعتداء على المؤسسات الحكومية.