من ناحية القول انها بلاغ رقم واحد، أرفض هذه التسمية لأنها مبادرة ندية وباللغة التي استعملناها، لدى الفريق الآخر ما هو لنا، فالمبادرة تتضمن المشاركة ومحاولة إنصاف وتصحيح لأخطاء جسيمة مرتكبة، في قانون الانتخاب، وضد المهجرين، إضافة الى كل الأمور الأخرى المذكورة فيها.
هي مبادرة الساعات الأربع والعشرين الأخيرة لأننا قلنا إن مفعولَها ينتهي اليوم الساعة العاشرة ليلا، لأن الوضعَ غدا سيكون مختلفاً تماماً: لن يكون هناك رئيس للجمهورية وموقفنا سيكون موقفاَ آخر. لذلك حددنا أن مفعولها ينتهي الساعة العاشرة مساء اليوم لكي نفسح في المجال أمام رئيس الجمهورية ليتخذ الموقف الذي يجده مناسبا، وفقا لما يكون قد حدث في هذا اليوم. وآسف أيضا لكون الذين علقوا على المبادرة ورأوا أنها تحتاج الى تعديل دستوري، يبدو أنهم لا يعرفون التقاليد اللبنانية الديمقراطية ولا كيفية الوصول الى تفاهم ولا الأصول الدستورية.
أولا، نقول إن تسمية الرئيس لا تحتاج الى تعديل دستوري، فدائما ما تتم تسمية الرئيس ويُوافَق عليه بانتخابه في المجلس النيابي. فأين الخطأ الدستوري؟
ثانيا، قلنا تسمية رئيس الحكومة وسيُوافَق عليه بالاستشارات، أين المخالفة الدستورية؟ ولجهة المدة، لم يعدل أحد مدة رئيس الجمهورية ولكن المطلوب رئيس يقوم بمهمة استثنائية لإعادة الديمقراطية الى سكة الدولة لأن الديمقراطية فُقدَت مع حكومة السنيورة، وفُقدَت الشرعية. هي إعادة تكوين للسلطة في شكل شرعي، رئيس يُنتخَب وهو الذي سيترك الحكم عند انتهاء المهمة. إذا ليس لذلك علاقة بالمخالفة الدستورية.
شرحنا سبب الفترة وشرحنا المضمون، وكيف سنتعامَل من الآن فصاعدا بعضنا مع بعض في الحكم، بندية ومشاركة وتوازن، وبخلاف ذلك، لن تقوم علاقة سليمة بين مكونات المجتمع اللبناني.
اما من ناحية الغد فقد اتخذوا قرارا بأن حكومة السنيورة ستتولى تصريف الاعمال، انا اتذكر انه بعد 11 تشرين استمروا شهرين يصرفون الاعمال وبعد ذلك كانوا اكثر حكومة تتخذ القرارات والمراسيم والتشريعات، هذا العمل التمويهي لن يمر وانا انبه اصدقاءنا في المعارضة من الحيل التي يستعملونها دائما لتثبيت امر واقع، فإذا مع الاسف الشديد انا اقول ان المبادرة تنتهي الساعة العاشرة ورئيس تكتل الموالاة الذي قال انها لا تحمل شيئا جيدا سوى تنحي العماد عون عن الترشيح، اقول له انني عائد بعد الساعة العاشرة للترشيح وغدا سيكون امر اخر. واتمنى على حلفائنا في المعارضة ان يتعاملوا مع الاخرين على اساس انني مرشح ومرشح ثابت في المعادلة الجديدة.
اما بالنسبة إلى الذين لاحظنا في خطابهم السياسي اليوم انفتاحا وحبا للحوار وللسلم الاهلي فنحن نريد ان تقترن هذه الاقوال بخطوات عملية سياسية وبخيارات واضحة، اما ان نقف في الصف نفسه ونكرر هذا الكلام فهذا من باب توزيع الادوار، لا نريد توزيعا للادوار بل خطوات عملية والخروج من الصف الذي لا يقبل بالحوار ولا يقبل بالانفتاح على الآخر وعلى السلم الاهلي. هذا ما اردت ان اقوله للمواطنين لان غدا سيكون امر اخر وامور اخرى كثيرة نتمنى ان نواجهها بكل هدوء لكي نصل الى المبتغى، فنحن لا يمكن ان نقبل استمرار الوضع الاقتصادي او الاجتماعي او السياسي ولا بقاء حكومة تغتصب السلطة.
واذكر الحكومة ان الحكومة، اعتبارا من غد ونظرا إلى انها اصلا فاقدة للشرعية ستزيد لا شرعيتها باغتصاب دور الرئاسة وهذا ما يرتب مسؤولية قضائية وجزائية في المستقبل على الجميع، واتمنى على الوزراء ان يفهموا الاستنتاج المناسب.
س: بعد الساعة العاشرة إذا لن تكون الابواب مفتوحة لهذه المبادرة؟ ج: اتمنى على الجميع الا يتصلوا بعد الساعة العاشرة. المبادرة سقطت وقد اسقطوها عن سابق تصور وتصميم، إذ لا يمكن ان ترفض مبادرة كهذه خلال نصف ساعة وتعلل باسباب خاطئة.