زيارة أبي لضريح ياسوكوني تثير غضب بكين وسيول
نذر توتر جديد في علاقات اليابان مع جاراتها الصين وكوريا الجنوبية، ظهرت فور الإعلان عن زيارة قام بها رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي، إلى معبد ياسوكوني الذي يُعتبر رمزاً للسياسة العدوانية التي اتبعتها طوكيو في فترة سابقة من تاريخها.
الحكومة الصينية أدانت الزيارة وأعلنت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أن "الزيارة غير مقبولة تماما للشعب الصيني".
وذكرت الوزارة أن بكين تعتير هذه الزيارة، وهي الأولى لرئيس وزراء ياباني منذ 2006 ، "إهانة فظة لمشاعر الشعوب التي عانت من الحرب (العالمية الثانية) وتحد سافر للعدالة التاريخية والإنسانية".
وفي سيول، قال وزير الثقافة الكوري الجنوبي يو جين ريونغ للصحافيين "لا يمكننا الا ان نعبر عن اسفنا وغضبنا من زيارة رئيس الوزراء الى ضريح ياسوكوني (...) على الرغم من قلق وتحذيرات جارات" اليابان.
واضاف ان "الزيارة (...) هي سلوك عفا عليه الزمن يضر بشكل اساسي بالعلاقات بين الجنوب واليابان وكذلك بالاستقرار والتعاون في شمال شرق آسيا".
واشنطن هي الأخرى اعتبرت في بيان صادر عن سفارتها في طوكيو ان زيارة ابي لياسوكوني "ستفاقم التوتر" في المنطقة.
وقالت السفارة الاميركية ان "اليابان حليفة ثمينة وصديقة. ومع ذلك، تشعر الولايات المتحدة بخيبة امل لان الحكومة قامت بهذه الخطوة التي ستفاقم التوتر مع جيران اليابان".
واضافت ان "الولايات المتحدة تأمل في ان تجد اليابان وجاراتها طرقا بناءة للبحث في قضائي الماضي الحساسة وتحسين العلاقات وتشجيع التعاون لمصلحة السلام والاستقرار الاقليمي وكلها اهداف مشتركة بيننا".
وتخشى الولايات المتحدة وقوع اي حادث مسلح بيت اليابان والصين حول جزر سنكاكو التي تديرها طوكيو وتطالب بها بكين.
وتوجد في المعبد قوائم بأسماء جميع اليابانيين الذين سقطوا في ميادين القتال منذ منتصف القرن التاسع عشر، كما أنه بات يرمز لـ 2.5 مليون قتيل ياباني في الحرب العالمية الثانية، بينهم من اعتبرهم المجتمع الدولي مجرمي حرب.
وعادة ما تثير تلك الزيارات من جانب القادة السياسيين غضب دول الجوار، إذ تنظر تلك الدول إلى هذه الزيارات باعتبارها تمجيدا لسياسة طوكيو العدوانية أثناء الحرب.
اليابان حاولت على الإثر تهدئة الأمور، فأعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي أن زيارته لمعبد ياسوكوني المثير للجدل تشكل خطوة رمزية ضد الحرب ولا ترمي الى استفزاز الصين وكوريا الجنوبية. وقال: "اليوم أنهي عامي الأول في السلطة وأردت ان أؤكد عزمي على ألا يعاني أحد من الحرب مجددا"، لافتا الى أن هذه الزيارة "لم تهدف الى المساس بمشاعر الصينيين والكوريين الجنوبيين".
وشدد ابي على أن زيارته لم تكن مكرسة لإحياء ذكرى الجنود اليابانيين فحسب، بل وجميع العسكريين من كل القوميات الذين سقطوا في الحرب العالمية. وأضاف أنه يريد أن يوضح موقفه بشأن زيارات قيادة البلاد لمعبد ياسوكوني لزعيمي الصين وكوريا الجنوبية شخصيا.