بيت لحم تحيي عيد الميلاد وبابا الفاتيكان: المهمشون هم أول من يفهم رسالة المسيح
احتفل العالم ليل أمس بميلاد نبي الله عيسى المسيح (ع) باحتفالات وقداديس شهدتها الدول الغربية والعربية.
وأحيت كنائس سوريا والعراق وباكستان المناسبة رغم الظروف الأمنية الصعبة التي تمرّ بها المنطقة ولاسيّما في ظلّ تهديد الوجود المسيحي.
وفي بيت لحم في فلسطين المحتلة مهد السيد المسيح (ع)، انطلقت عند منتصف الليل الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد عيد ميلاد بمشاركة أبناء فلسطين من أتباع الكنائس الغربية وسياح وحجاج أجانب توافدوا إلى الديار المقدسة لحضور هذه المناسبة.
وترأس بطريرك اللاتين في القدس وسائر الأراضي المقدسة فؤاد طوال قداس منتصف الليل في كنيسة المهد في بيت لحم، حيث قال في عظته "إننا نعيش في الأرض المقدسة وضعا صعبا لا يبدو له حل في القريب العاجل .. وضعا صعبا نلمس آثاره على جميع سكان الأرض المقدسة وعلى المسيحيين مثل غيرهم هذا الواقع الموءلم يثير في نفوسنا تساوءلات عديدة ويبث في قلوبنا مخاوف كثيرة حول مستقبل وجودنا وحول مصيرنا في هذه الأرض".
وأضاف البطريرك طوال: "نحن بحاجة إلى جواب الإيمان على هذه التساؤلات والمخاوف .. الجواب ليس في الهجرة والرحيل ولا في القوقعة والانغلاق .. الحل هو أن نبقى هنا وأن نعيش هنا وأن نموت هنا .. أرضنا مقدسة وتستوجب البقاء فيها لأن بقاءنا دعوة إلهية وبركة وامتياز لنا جميعا"، وتابع "من هذا المكان المقدس نستذكر جميع مآسي البشرية في القارات الخمس من الحروب الأهلية في إفريقيا إلى الهزة الأرضية في الفلبين مرورا بالأوضاع الصعبة في مصر والعراق والمأساوية في سورية دون أن ننسى أهلنا في فلسطين الأسرى والسجناء وذويهم الذين يعيشون بقوة الأمل والفقراء الذي خسروا أرضهم أو اقتلعت أشجارهم أو هدمت بيوتهم بحجة عدم الترخيص والعائلات التي تنتظر قرار لم شملها والعاطلين عن العمل وجميع من يعانون من الظروف القاسية".
ووجه البطريرك طوال نداء ملحّاً "إلى من يزرعون العنف والدمار بقوة السلاح بأن يعيدوا النظر في من يعتبرونه اليوم عدواً يجب التخلص منه ويكفوا أيديهم عنه لأنه أخ لهم في الإنسانية"، وقال "انبذوا السلاح واذهبوا للقاء الآخر بالحوار والتسامح والمصالحة وأعيدوا بناء العدالة والثقة والأمل من حولكم".
وفي العراق، أقام المسيحيون ليل أمس قداس عيد الميلاد في كنيسة مار يوسف في أربيل ابتهاجاً ببدء احتفالات عيد ميلاد السيد المسيح (ع). وتجمع الآلاف من المسيحيين داخل الكنيسة وفي حدائقها بحضور عدد كبير من القساوسة لأداء المراسم وايقاد شعلة الميلاد.
ومن الفاتيكان، أكد البابا فرنسيس في قداس ليلة الميلاد، أن "المهمشين" هم اول من يفهم رسالة يسوع المسيح، داعياً المسيحيين الكاثوليك الى "عدم الخوف" من الايمان، وذلك في أجواء من العنف في افريقيا والشرق الاوسط.
وفي اول قداس للميلاد يترأسه منذ بداية حبريته قبل تسعة اشهر ونصف، قال البابا في عظته أن المسيح "نصب خيمته بيننا واشع منه العفو والحنان والرحمة".
وخلافا لسلفه البابا بنديكتوس السادس عشر، لم يشر البابا فرنسيس الى قضايا مطروحة للنقاش في المجتمع، بل تحدث عن "ظلمات العالم" في مواجهة "نور الله".
واستمر القداس الذي ترأسه البابا بعد وصوله الى الكنيسة مع ثلاثين كاردينالاً وأربعين أسقفاً، أكثر من ساعتين.
وكان القداس تقليدياً وتخللته تراتيل باللاتينية وانتهى قبل منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء.