بعد إضرابه الأسطوري... سامر العيساوي حرا إلى القدس
روان أحمد
..وتحقق له مطلبه بالإفراج عنه والعودة إلى مسقط رأسه في القدس المحتلة. تهاوت كل محاولات الإحتلال النيل من عزيمته وإجباره على الموافقة على إتفاق بإبعاده إلى الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية حينا، أو إلى خارج البلاد أحيانا أخرى.
سامر العيساوي، صاحب أطول إضراب في تاريخ البشرية أفرج عنه مساء اليوم ليعود إلى القدس منتصراً على سجانه، الذي كان ينوي إعادته إلى سجنه 20 عاما بلا تهمه ولا ذنب يذكر.
بدأت حكاية العيساوي (34 عاما) حينما أفرج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بعد إعتقال دام عشر سنوات ليعود إلى بلدته العيسوية في القدس، وبعد أشهر أعيد إعتقاله بحجه خرقه لبنود صفقة التبادل وزيارته رام الله.
العيساوي يخضع لفحوصات طبية
هذه التهمة التي أصر العيساوي على رفضها، ورفض بنود الإتفاقية بتحديد إقامته ما بين مدينة القدس المحتلة وباقي مدن الضفة الغربية، كانت عقوبتها ـ بحسب الإحتلالـ إعادته لإكمال حكمه القديم بالسجن 20 عاما إضافية لإكمال حكمه القديم بالسجن 30 عاما.
ولم يكن رفض العيساوي كلمه أطلقها في المحكمة أمام القاضي الصهيوني، إنما موقف أعلن عنه من خلال اعلان إضرابه حتى يتم التراجع عن الحكم ضده وإطلاق سراحه، فكان التاريخ الأصعب والأطول في تاريخ البشرية لأكثر من 9 أشهر.
وفي أول تصريح له من أمام بوابه السجن الذي قضى فيه فترة سبعة أشهر بعد فك إضرابه، قال العيساوي "إن الإفراج عنه جاء ليثبت من جديد أن إرادة الأسرى أقوى من إرادة جبروت الإحتلال وقوانينه العنصرية، وأنه كما أنتصر هو ورفاقه الأسرى الذين أضربوا عن الطعام، سينتصر باقي الأسرى، لأنهم إرادة هذا الشعب".
وقال العيساوي موجها حديثه لكافة الفصائل الفلسطينية والقيادات: "أن هؤلاء الأسرى القابعين وراء القضبان سجنوا واعتقلوا في سبيل تحرير الوطن وعليهم هم تحمل مسؤولية العمل على إطلاق سراحهم" وأضاف:" أن الجميع يعرف أن الطريقة المثلى لتحرير الأسرى هي من خلال خطف الجنود الصهاينة ومبادلتهم مع الأسرى لتحريرهم، وعلى العالم كله أن يعرف أن الفلسطينيين يواجهون الإرهاب الإسرائيلي كي يعيشوافي أرضهم".
العيساوي حراً بين اهله
وكانت سلطات الإحتلال الصهيوني أخرت إطلاق سراح العيساوي لأكثر من خمس ساعات عن الموعد المحدد، وسلمت عائلته إخطارا بمنع إقامة الإحتفالات لإستقباله وقامت بمحاصرة بلدته جنوبي مدينة القدس.
ويرغم هذا الإخطار، استقبل الآف المقدسيين من محافظة القدس المحتلة العيساوي وحملوه على الأكتاف وهتفوا باسمه واشادوا بانتصاره على السجان الصهيوني.
من جهته قال الشيخ خضر عدنان، مفجر ثورة الإضراب عن الطعام في سجون الإحتلال والذي كان قد إضرب في الصليب الأحمر الدولي في رام الله 12 يوما تضامنا مع العيساوي "أن محاولة الاحتلال منع فرحتنا بالبطل المقدسي الحر سامر العيساوي نصر جديد لإرادة وحق شعبنا على باطل الاحتلال".
وتابع خضر:" عودة العيساوي إلى القدس دليل جديد على أن الإضراب عن الطعام وسيلة فعالة للأسرى لنيل حرياتهم والإنتصار على السجان والقيد، و أن لا مستحيل مع الإرادة الحقيقية، وعلينا جميعا أن نتذكر هذه النماذج".