تطوران أمنيان سجلا مساء الأحد جنوبي لبنان، وكان القاسم المشترك بينهما تصدي الجيش اللبناني لاعتدائين منفصلين عند جسر الأولي على المدخل الشمالي لمدينة صيدا وآخر عند مفترق مجدليون ـ بقسطا من قبل مسلحين ما أسفر عن استشهاد رقيب في الجيش اللبناني ومقتل ثلاثة مسلحين بينهم انتحاري. وفي حادث آخر وقع على الحدود مع فلسطين المحتلة، أطلق جندي لبناني النار على دورية اسرائيلية حاولت اختراق الحدود اللبنانية، ما اسفر عن مقتل جندي اسرائيلي.
احد المسلحين القتلى عند حاجز مجدلون في صيدا
ويعد الاعتداء الذي وقع في مدينة صيدا الأخطر منذ الاشتباكات التي شهدتها المدينة مع جماعة احمد الأسير المتواري عن الانظار. وقد شرحت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني ملابسات الاعتدائين في صيدا وجاء فيه: "انه عند الساعة 21.15 من مساء الاحد أقدم رجل مسلح على تجاوز حاجز الأولي التابع للجيش اللبناني ـ شمال صيدا ورمى قنبلة يدوية باتجاهه، ما أسفر عن إصابة عسكريين اثنين بجروح. وقد رد عناصر الحاجز بالنار على الشخص المذكور ما أدى إلى مقتله.
..ومسلحان آخران عند نفس حاحز مجدلون
وعند الساعة 22.00 ولدى وصول سيارة رباعية الدفع نوع (Envoy) تقل ثلاثة مسلحين إلى حاجز الجيش في محلة مجدليون ـ صيدا، ترجل أحدهم وأقدم على تفجير نفسه بواسطة رمانة يدوية، ما أسفر عن مقتله واستشهاد أحد العسكريين وجرح أخر، وقد قام عناصر الحاجز بإطلاق النار على المسلحين الآخرين وقتلهما.
وحضر خبير عسكري للكشف على السيارة والتأكد من خلوها من أي جسم مشبوه، وباشرت الشرطة العسكرية التحقيق بإشراف القضاء المختص".
وقد ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنيا حول الحاجز عند جسر الأولي وفي منطقة مجدليون وقام بحملة مداهمات. وفي وقت لاحق اطلق الجيش النار على شخص رفض الامتثال لأوامره عند حاجز الاولي ما ادى إلى اصابة الشخص بقدميه ونقل إلى مستشفى حمود للمعالجة .
وعرف من الجرحى المواطن هشام اسكندراني الذي صودف مروه اثاء الاعتداء الاول على جسر الاولي .
وفي حادث منفصل على الحدود مع فلسطين المحتلة، أطلقت دورية من الجيش اللبناني النار باتجاه قوة جيش العدو الاسرائيلي كانت تجتاز الحدود نحو الأراضي اللبنانية قرب معبر الناقورة.
وزعم الجيش الاسرائيلي أن جنديا من الجيش اللبناني أطلق النار مساء الاحد على سيارة مدنية اسرائيلية على الحدود بين "اسرائيل" ولبنان.
وقال الجيش الاسرائيلي الذي لم يتحدث عن سقوط ضحايا أن مطلق النار هو جندي من القوات المسلحة اللبنانية. واضاف في بيان انه احتج على هذا "الانتهاك الفاضح لسيادة اسرائيل" لدى القوة الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفل).
الجندي الاسرائيل المصاب عند معبر الناقورة
واوضح ان الحادث وقع عند الساعة 18.30 بالقرب من نقطة روش هانيكرا الملاصقة للحدود مع لبنان مشيرا الى فتح تحقيق في الحادث.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الكولونيل بيتر ليرنر ان "الجيش الإسرائيلي رفع من مستوى التحضيرات على طول الحدود اللبنانية".
واضاف "لن نتساهل مع اي اعتداء وأنه الجيش الاسرائيلي يحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس ضد الذين يهاجمون "اسرائيل" ومدنييها".
وقد سادت منطقة الحدود مع فلسطين المحتلة حلة من التوتر وترافقت مع استنفار للجيش اللبناني فيما كانت الطائرات الاسرائيلية تحلق في الاجواء اللبنانية والقت قنابل مضيئة . وتحدثت وسائل الاعلام عن مقتل جندي اسرائيلي جراء اطلاق النار.
وفي وقت لاحق اقرت صحيفتا "جوريزاليم بوست " و"هأرتس" بأن جنديا اسرائيلياً قتل وقالتا أن الجندي اطلقت باتجاهه ستة رصاصات ما ادى الى مقتله.
وقال الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي، في أول تعليق على حادثة رأس الناقورة، أن القوات الدولية "تبلغت عن حادثة خطرة على طول الخط الأزرق في محيط عام رأس الناقورة".
وقال: " القائد العام لليونيفيل الجنرال باولوا سييرا قام باتصالات بنظيريه من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، ويحثهما على ضبط النفس". وأضاف: "ووفقا للمعلومات المعطاة لنا فإن الحادثة وقعت على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، وان الأطراف يتجاوبون مع اليونيفيل".
وأفادت الوكالة الوطنية أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اطلع من قيادة الجيش، على ملابسات الحادث، وأجرى اتصالا بممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريرك بلامبلي، واطلع منه على المعطيات المتوافرة عن الحادث، داعيا إلى استكمال التحقيقات لمعرفة ملابسات ما جرى.