مصادر أميركية تؤكد هروب رئيس أركان "الجيش الحر" إلى الدوحة
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين أن رئيس أركان ما يعرف بـ"الجيش السوري الحر" سليم إدريس اضطر للهروب من سورية بعد أن استولى مقاتلون متطرفون على مواقع "الجيش الحر" في شمال البلاد.
وذكرت الصحيفة أن المتطرفين سيطروا أيضا على مستودعات تحتوي على العتاد العسكري الذي كانت واشنطن تسلمه "للمجلس العسكري الأعلى التابع للجيش الحر"، والذي كان بدوره يوزّع التوريدات الأمريكية على مختلف المجموعات المقاتلة.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن "الجبهة الإسلامية" التي سيطرت على مقر "الجيش الحر"، شكلت مؤخرا ائتلافا مع جماعتي "جبهة النصر" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبطتين بتنظيم "القاعدة"، إلا أنها تُعتبر "الأكثر اعتدالا بالمقارنة مع شركائها الجدد".
وأوضح المسؤولون الأمريكيون للصحيفة أن إدريس هرب أولا إلى تركيا ثم وصل إلى الدوحة الأحد الماضي، مؤكدين بذلك تصريحات متحدث باسم "الجبهة الإسلامية".
وقال اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين إن المخازن التي استولت عليها الجبهة، كانت تحتوي على مختلف الأنواع من العتاد الأمريكي، منها أجهزة فتاكة وغير فتاكة، مثل سيارات عسكرية مزودة بأجهزة أمريكية الصنع وأجهزة اتصال.
ومن المعروف أن إدريس وفريقه كانوا يتسلمون أسلحة من دول أخرى مثل السعودية. وأوضحت الصحيفة أن النفوذ المتنامي لـ"الجبهة الإسلامية" دفع بالأمريكيين وحلفائهم الى إجراء محادثات مباشرة مع ممثلي "الجبهة"، بغية إقناعهم بتأييد مؤتمر "جنيف-2" الخاص بسورية المقرر يوم 22 يناير/كانون الثاني.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن "الجبهة" عرضت مساعدتها في الدفاع عن مقر "الجيش الحر" والمخازن ضد الجماعات الأكثر تشددا، لكن مقاتليها بعد وصولهم إلى الموقع قالوا إنهم يفرضون سيطرتهم الكاملة عليها، واستولوا عليها دون قتال.
من جهتها، قالت مصادر أمريكية لـCNN إن مصير اللواء سليم إدريس، رئيس "هيئة أركان الجيش الحر"، يلفه الغموض بعد الهجوم على مقر للجيش الحر قرب تركيا من قبل جماعة مسلحة متشددة قامت بالاستيلاء على مخزن الأسلحة فيه، كما نفت الخارجية الأمريكية معرفتها بمكان وجوده، رغم إشارتها إلى "الاتصال به" بعد الهجوم.
وقال عدد من المسؤولين الأمريكيين إنهم لا يعرفون مصير إدريس الذي يحظى بدعم الغرب، مضيفين أنه قد يكون خارج سوريا. من جانبها، قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن واشنطن، التي علقت تقديم المساعدات غير القتالية للمتشددين السوريين بعد سقوط المقر، "على تواصل مع إدريس و"قيادة الجيش الحر لبحث الوضع وما يمكن القيام به".
ولدى سؤالها عن مكان وجوده وما إذا كان في تركيا أم أنه نجح في العودة منها إلى سوريا قالت بساكي: "ليس لدي معطيات جديدة حول مكان وجوده."