الرئيس لحّود ثمّن تضحيات المقاومة "التي يسقط لها شهداء على درب الكرامة الوطنية"
ثمّن الرئيس العماد اميل لحود امام زواره "تضحيات المقاومة الرائدة التي يسقط لها شهداء على درب الكرامة الوطنية والعربية، سواء بالاغتيال الجبان، او على ساحات الشرف، ما يدل على التقاء مصالح ثابت بين العدو الاسرائيلي والجماعات المسلحة المتطرفة التي تقاتل في سوريا، بهدف تفكيك المنطقة وانشاء دويلات عرقية ودينية تبرر وجود اسرائيل وتجعلها الاقوى من بينها".
وأضاف "لم يفهم القتلة ان المقاومة الرائدة تزخر بالرجال القادة، على ما قال يوما سماحة السيد حسن نصرالله، وان سقوط الشهداء من القادة الامنيين والمقاومين الابطال من شباب المقاومة انما هو تحفيز للخط المقاوم والممانع على الاستمرار، وصولا الى الانتصار. من المؤسف حقا ان نفقد قادة وشبابا نضرا على درب الشهادة، الا انه من المؤسف اكثر ان لا يتحقق اجماع وطني وعربي على المقاومة التي ترفع جبين الامة العربية جمعاء".
وأكد الرئيس لحود "أن ارادة القتال والشهادة في سبيل الحق لا يمكن ان يتصدى لها اعتى الجيوش او الارهاب الكوني الاعمى والحاقد والذي تحركه غرائز الانتحار اي الاضمحلال وليس بالتأكيد الاستشهاد في سبيل قضايا الامة المحقة في لبنان وسوريا وفلسطين"، مشيراً الى "اننا ننحني جميعا امام هذه القافلة من الشهداء التي تزيدنا تصميما على متابعة المسيرة ذاتها مهما بلغت التضحيات، ذلك ان في كل شهادة نفحا لحياة في جسد الامة".
وفي هذا السياق، شدد لحود على "ان اليأس بلغ من اعداء الخط المقاوم والممانع مبلغا كبيرا، ولا سيما بعد انتصارات الميدان في سوريا وصمود الوحدة اللبنانية امام موجات الارهاب والانتصارات الديبلوماسية التي حققها الحلفاء في المحافل الدولية، وان اليأس قاتل بذاته".
وقال "يكفي ان ننظر الى الاستحقاقات المتزامنة لجهة نتائج اتفاق جنيف النووي بعد ستة اشهر، ونتائج جنيف 2 بعد عقد مؤتمر المصالحة والقضاء على الارهاب معا، وموعد الانتخابات الرئاسية في لبنان، ومآل المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية لتلمس طريق الدولة الفلسطينية المستقلة وحدودها، وانسحاب الجيش الاميركي من افغانستان بعين ساهرة من الجمهورية الاسلامية الايرانية، وما شابه من استحقاقات محورية في المنطقة، سواء في مصر او العراق او الخليج العربي الذي اصبح معلقا في الهواء بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد، كي ندرك جميعا انه علينا في لبنان ان نحافظ على جميع اوراقنا القوية وعلى مكامن قوتنا وروافدها، بدءا من وحدة شعبنا والتفافنا حول جيشنا الوطني الباسل ومقاومتنا الرائدة والارتقاء فوق حساباتنا وطموحاتنا السلطوية الضيقة، التي يتغلب فيها الشبق السلطوي على العقل والمصلحة اللبنانية العليا".
من ناحية اخرى، أسف الرئيس لحود على "حال الفراغ المستمرة في لبنان وعدم تفعيل العمل الحكومي بما فيه مصلحة الشعب وتأمين حقوقه البديهية في حياة لائقة بفعل التجاذب السياسي القائم بين أهل الشأن، كأنهم يغضون الطرف من ابراجهم العالية عن المآسي والازمات الخانقة والفرص الضائعة والفضائح المالية والاوضاع المعيشية القاسية التي يعاني منها الشعب اللبناني الأبي الذي اتسعت الهوة بينه وبين حكامه، كأنهم من كوكب آخر، وهم افلسوا فرادى وجماعة على اعتاب مصالح الشعب الحيوية".
وختم الرئيس لحود بالقول "ان الشعب هو مصدر السلطات، والمطلوب ان يعي دوره، وان يتخلص، عند اول فرصة سانحة، وقد حصلت في ميادين اخرى، ممن اساء اليه وآثر السلطة والمال على خدمة الشعب الذي اوصله الى حيث هو. ان المسؤولية جامعة، ولكنها في آن واحد تحمل كل اسباب المحاسبة الفردية والجماعية لمن اثر على حساب شعبه عقد الصفقات السياسية وسواها مع الخارج الذي يسعى دوما الى جعل لبنان ساحة لتنفيس الاحتقانات الاقليمية. ان فرص اعادة بناء الدولة على اسس سليمة وثوابت ومسلمات وطنية جامعة تصبح متوفرة على اطلال دولة تداعت بفعل كبار اهل شأنها".