شهدت مختلف المناطق البحرينية أمس مسيرات منددة بمنتدى حوار المنامة احتجاجا على عدم التطرق الى قضايا الشعب الذي يتعرض لأقسى أنواع الانتهاكات.
وشهدت منطقة السنابس غرب المنامة سلسلة بشرية في شارع الشهداء، أكد المتظاهرون فيها استعدادهم للمشاركة الواسعة في التظاهرة المركزية وسط العاصمة.
وخرجت في الديه مسيرة احتجاجية على ما يجري داخل اروقة المنتدى من تآمر على قضية الشعب.
وفي سترة، خرج الاهالي في مسيرة تطالب بصيانة حقوق الشعب، معاهدين الشهداء الاستمرار على طريق الثورة حتى تحقيق المطالب.
وفي سياق متصل، اختتمت أمس أعمال مؤتمر الامن الإقليمي "حوار المنامة " في دورته التاسعة، والذي نظمته وزارة الخارجية البحرينية، والمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على مدى ثلاثة أيام.
وشارك في المؤتمر أكثر من 50 وزير خارجية ووزير دفاع ورئيس هيئة أركان، بالإضافة إلى عدد من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والدبلوماسيين والسياسيين والأكاديميين.
وشهد افتتاح أعمال المؤتمر مساء الجمعة الماضي بث حلقة تلفزيونية مباشرة عبر قناة " سكاي نيوز العربية "، والتي تم فيها التطرق إلى الموضوعات الرئيسية المدرجة في جدول أعمال جلسات حوار المنامة، وتأثيراتها على الأمن الإقليمي.
وفي اليوم التالي من أعمال المنتدى، عقدت أربع جلسات نقاشية، تناولت الجلسة الأولى أولويات الأمن العالمي بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية شارك فيها وزير الحربالامريكي تشاك هيجل، فيما ناقشت الجلسة الثانية موضوعات تطور البنية الأمنية الإقليمية والنزاعات والقوى الخارجية. وركزت الجلسة الثالثة على الأوضاع في سورية وتأثيرها الإقليمي، فيما عقدت الجلسة الرابعة بعنوان "استقرار الشرق الأوسط: التدخل والوساطة والتنسيق الأمني" .
وكان لافتاً للانتباه، غياب الأزمة البحرينية عن المحادثات.
على صعيد الانتهاكات، اعتدت قوات الأمن البحرينية مساء أمس على مصلين لدى توجههم للصلاة في "جامع عالي الكبير"، في منطقة عالي، جنوب المنامة.
وكانت مسيرة قد جابت المنطقة تلبية لدعوة الى التظاهر أطلقها ائتلاف 14 فبراير/شباط، قبل أن تتصدى لها قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع إضافة إلى الرصاص المطاطي.
ورفع المتظاهرون شعارات نددت بالتعدي على المقدسات الدينية والمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
وتحدث شهود عيان عن مشاهدتهم آليات الأمن وهي تلاحق المتظاهرين في محاولات متكررة لدهسهم.
وسجلت اختناقات عديدة في أوساط القاطنين في المنطقة، بينهم نساء وبعض الآسيويين العاملين في المحال التجارية.
قضائياً، وبينما أصدرت محكمة بحرينية أحكاما بالسجن على 12 ناشطاً، من بينهم 3 قاصرين، تصل إلى خمس سنوات لمهاجمتهم دورية للشرطة بقنابل حارقة، أعلن رئيس النيابة العامة نواف عبدالله حمزة، ان الوحدة أحالت 11 من أعضاء قوات الأمن العام إلى المحكمة، التي ستنعقد في 30 الشهر الحالي بتهمة الاعتداء على 13 سجيناً.
من جهة ثانية، أعلن حمزة في تصريح نقله موقع صحيفة الوسط الالكتروني، أن الوحدة طعنت أمام محكمة الاستئناف في الحكم الصادر من المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، ببراءة أحد أفراد الشرطة في واقعة وفاة صلاح عباس حبيب موسى.
سياسياً، أكد القيادي في تيار الوفاء الاسلامي المعارض السيد مرتضى السندي رفض التيار أي تسوية مع النظام، مشيراً إلى أن كل التسويات مع العائلة الخليفية كان مصيرها النقض والخيانة.
وقال السيد مرتضى السندي في تصريح له "نحن لا نثق في وعود هذه السلطة ونحن نعتقد انهم يخادعون وانهم غير جادين في اي تسوية، وها نحن نرى اخوتنا الذين يعولون على الحوار مع هذه السلطة ويشاركون في جلسات الحوار لا يصلون إلى أية نتيجة".
وشدد على أن تيار الوفاء الإسلامي الذي يترأسه الناشط المعتقل، عبد الوهاب حسين، سيبذل كل الجهد الكبير من أجل إبقاء شعلة الثورة متقدة لحصول الفرصة المؤاتية لإسقاط هذه السلطة، مؤكداً ضرورة الوحدة بين أطياف الشعب والفصائل السياسية والثورية في البحرين.
ولفت القيادي في تيار الوفاء الإسلامي إلى أن الوحدة والتنسيق يجب أن تنصب في مقاومة الاحتلال السعودي والتأكيد على مطلب حق تقرير المصير.
من جهة ثانية، قال مسؤول ملف التعليم في جمعية "الوفاق" النائب المستقيل سلمان سالم إن وزارة التربية والتعليم لا زالت تصر على ممارسة منهجية طائفية إقصائية إنتقامية بحق الكوادر الوطنية التعليمية المؤهلة تربويا وتعليميا، وإنها تتعاطى بنفس طائفي بغيض وليس بنفس مهني معهم، مما تسبب مؤخراً في سلسلة انتكاسات للملفين التربوي التعليمي في البحرين.
وأشار سالم إلى أن "اليوم العالمي لحقوق الإنسان يمر في حين أن ملف التعليم يشهد واحدة من أسوأ فتراته، فجمعية المعلمين حلتها السلطة لأسباب سياسية وانتقامية، وقيادييها يحاكمون، ورئيسها يقبع في السجن للعام الثالث على التوالي وهو الأستاذ مهدي أبوديب، ونائبته الأستاذة جليلة السيد مازالت مفصولة عملها ومنتهك حقها المهني والمادي في الوقت نفسه يتعرض عدد كبير من المعلمين والمعلمات لإجراءات انتقامية وتعسفية واقتطاع من رواتبهم وفصلهم واتخاذ إجراءات تنم عن عقلية طائفية حاقدة ولا تنم بأي حال من الأحوال عن عقلية مهنية أو تربوية أو إدارية".
سلمان لفت إلى الإجراء الذي اتخذته الوزارة مؤخراً بتحويل اختصاصيين إلى معلمين أوائل لأسباب سياسية، مؤكداً أنه يأتي ضمن سلسلة إنتهاكات واجراءات تزخر بها الوزارة في سياق التعاطي الإنتقامي والتعسفي، والقيام بتسييس التعليم وفصل وتوقيف المئات من التربويين عن العمل والاستهداف المذهبي لموظفي معهد البحرين للتدريب ولطلبة كلية البحرين للمعلمين وغيرها من الإجراءات.
وفي مواقف النظام، تحدث ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة عن انهيار علاقة الولايات المتحدة بالبلدان الخليجية إثر الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الست ومنها الولايات المتحدة مع ايران، مشيراً الى ـن بلدان الخليج العربية قد تتجه لعلاقات مع روسيا التي وصفها بـ"الصديقة الوفية".
وصرّح سلمان بن حمد لصحيفة "ديلي تلغراف" اللندنية إن "علاقة أميركا مع الدول العربية التي يمكن وصفها بـ "الشيزوفرينيا" أو بانفصام الشخصية قد تؤدي إلى دفع العديد من الدول العربية الكبرى للتقرب إلى روسيا"، مضيفاً أن "حكومة باراك أوباما ستخسر نفوذها في الشرق الأوسط إذا أصرت على اتباع سياستها الخارجية الحالية".