"السلاح في طرابلس سيكون محميّاً وعليه كل الغطاء، ولن تنجح لا خطة أمنية ولا ما يحزنون"، كلامٌ لرئيس حزب "المستقبل" سعد الحريري يختصر مصير أزمة العاصمة الشمالية. خلاصةٌ تفيد أنه لم يعد هناك ما هو مستور، جبل محسن في المرصاد والمطلوب تطهير المنطقة من "العلويين" وكلّ معارض للنهج الآذاري - السعودي. زعيم التيار "الازرق" منح المسلّحين المنتشرين في أزقة وشوارع المدينة مباركته السياسية، فهو لن يسمح بملاحقتهم أو الاقتصاص منهم، وعليه سيستمرّون في اعتداءاتهم المذهبية على أبناء جبل محسن الى أن "ينزع حزب الله سلاحه"، كما قال الحريري لرئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال استقبال الملك السعودي للأخير في الرياض.
تنطلق مصادر الحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن مما سرّب عن اجتماع الرياض هذا لتجزم بأن "هناك مخططاً لتصفية العلويين من الشمال"، ولتؤكد لـ"العهد" أن "المجرمين الطُلقاء يُدارون من مجموعة اللواء أشرف ريفي والمسؤول العسكري في "المستقبل" عميد حمود والنائب محمد كبارة".
الغاية من الهجوم المستمرّ لهذه المجموعات على أبناء الجبل، برأي المصادر، هو "فتح معركة شاملة على هذه المنطقة، لا الاكتفاء بالاعتداءات الفردية وذلك بالاستناد الى دراسة أمنية مُعدّة مسبقاً تلحظ إمكانية توقيف المسلّحين، فيصار الى تخفيف العقوبة المتوقع صدورها بحقهم".
تعتبر المصادر أن "اعتراض كلّ مواطن من الجبل وإطلاق النار عليه وتعمّد إصابته في الشوارع وصولاً الى التنكيل بالجرحى هو بمثابة القتل"، ولا تشكّ أبداً في أن "الهدف من هكذا أعمال هو إفراغ المنطقة من كلّ اختلاف سياسي لـ"المستقبل"".
الغطاء الرسمي لهكذا ممارسات عدائية من قبل "زعران" طرابلس وباب التبانة متوفّر، باعتقاد المصادر، "عبر تبريرها من قبل الأجهزة الامنية والمسارعة الى نفي تبنّي "اللجنة العسكرية لأولياء الدم في تفجيرات مساجد طرابلس" للعمليات، خاصة أن الدولة تعلم أسماء المتورطين ولا تحرك ساكناً، كما أن رئيس الجمهورية غائب تماماً عن أحوال الجبل وما يتعرّض له، فيما الجيش مكبّل بالقرارات السياسية".
الوضع في جبل محسن "متأزم وهو محاصر"، بحسب المصدر، و"من يخرج من المنطقة يضع دمه على كفه، غير أن ترك الأمور على حالها الى ما لا نهاية لن يدوم طويلاً، ويبقى خيار المعركة أفضل من القبول بالحصار الخانق".
المصدر مقتنع بأن "هؤلاء "الزعران" يمهّدون لتحويل طرابلس الى طرابلستان لتصبح مدينة معزولة عن محيطها تفتك فيها المجموعات المتشدّدة".