الموسوي: المقاومة هي في صلب ميثاق الوفاق الوطني
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن "مشكلتنا اليوم مع فريق 14 آذار لا علاقة لها بالتوافق الوطني لأنهم هم من انقلبوا عليه، والسبب بذلك ليس أن حزب الله يقاتل في سوريا بل سببه هو انقلاب الفريق الآخر على الثوابت الوطنية المكرّسة في اتفاق الطائف وفي البيانات الوزارية للحكومات جميعاً التي تشكلت على أساسه".
كلام الموسوي جاء خلال احتفال تكريمي لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الشهيد المجاهد ذو الفقار عز الدين في نادي الإمام الصادق (ع) في مدينة صور بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، إلى جانب عدد من علماء الدين والشخصيات والفعاليات، وحشد من الأهالي.
وأضاف النائب الموسوي "سمعنا من قيادات الفريق الآخر أنها لن تسمح بتحويل المقاومة إلى أمرٍ ميثاقي، وهذا الكلام يكشف عن نيتهم حيال المقاومة، ولم نعد بحاجة لمعرفة النوايا في هذا السبيل، لكنهم لن يستطيعوا مغادرة حقيقة أن المقاومة هي في صلب ميثاق الوفاق الوطني في البند الرابع من الفقرة الرابعة المتعلقة بإزالة الإحتلال الإسرائيلي، وذريعتهم أن المقاومة لم ينص عليها في الإسم في ميثاق الوفاق الوطني، فهذه الذريعة ساقطة لأن البيان الوزاري الأول لحكومة الإتحاد الوطني التي تشكلت بعد اتفاق الطائف (وتمثل فيها آنذاك حزب الكتائب بشخص رئيسه وكذلك القوات اللبنانية بشخص رئيسها الذي استقال ثم عيّن بدلا منه في تلك الحكومة) مثّل تفسيراً لاتفاق الطائف، جاء فيها النص واضحاً على وجوب دعم المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي".
وأكد الموسوي أن "من يقاتل في سوريا ضد الدولة السورية أعلن منذ اليوم الأول للأزمة عن هدفه، وأن لبنان سيكون التالي بعد سوريا، ولم يتورع من كان يتحدث باسمهم عن التصريح بالإستعداد لارتكاب أنواع القتل بحق اللبنانين، ولذلك لم يكن بوسعنا أن ننتظر توافقاً وطنياً لكي نواجه هذا الخطر لاعتقادنا بأنه لا يمكن أن ينعقد حول سُبل مواجهة الخطر القادم من سوريا، لأن جزءًا من اللبنانيين وضعوا قرارهم بيد دولة إقليمية، وهذه الدولة هي المسؤولة عن رعاية الخطر القادم من سوريا".
وسأل الموسوي "كيف يمكن أن يتحقق التوافق الوطني مع فريقٍ هو جزء من الحرب القائمة على سوريا، وجزء من الحرب التي يهدد فيها لبنان؟ فلبنان بدأ يواجه خطر المجموعات التكفيرية التي تقوم بتفجير سياراتٍ مفخخة والتي انتقلت إلى أسلوب جديد قديم هو العمليات الانتحارية"، وقال "ألا يجب في هذه الحالة أن يتحقق توافق وطني على وجوب مكافحة الخطر التكفيري، فلو كان للتوافق الوطني أن يحصل لوجب أن يحصل الآن على استئصال الخطر التكفيري".
في سياق متصل، رأى الموسوي أن "التوافق الوطني لا يكون مجرد إعلانٍ للموقف بل يكون بسلسلة من الإجراءات، ومنها منع الخطاب التكفيري الذي يبيح دم الآخر وماله وعرضه، وإيجاد شبكة من الحد الأدنى من التوافق السياسي الذي يحول دون تشكيل بيئة حاضنة للتكفيريين القتلة، ومن ذلك أيضا توجيه الأجهزة الأمنية جميعاً للعمل على تفكيك البنى التحتية للجماعات التكفيرية التي تمكنت من اقامتها في بعض المناطق اللبنانية، ولكن لم نشهد توافقاً حتى الآن على مواجهة الخطر التكفيري فضلاً عن التوافق على سُبل مواجهه، بل أكثر من ذلك قرأنا في ردود فعل وتصريحات صدرت على إثر التفجيرين الإنتحاريين الذين حصلا ضد سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبريراً لما حصل وتعطي ذريعة للإرهابيين بأن ما قاموا به من عمل مستنكر ومدان وهو مبَرر تحت هذا العنوان أو ذاك، وهذا يعني أن الفريق الآخر حتى في مسألة واضحة تستوجب التضامن لم يذهب إلى تحقيق التوافق الوطني بل أصر على خطاب تبريري للعمليات الإنتحارية التي وقعت والتي نأمل أن لا تتكرر مع العلم أننا دخلنا في مرحلة جديدة من المواجهة".
وشدد الموسوي على أن "ما يحول دون تحقيق التوافق الوطني هو غياب الإرادة المستقلة لدى الطرف الآخر، لأن إرادته مستتبعة من إرادة إقليمية، والتوافق الوطني يحتاج إلى إرادة التوافق التي يفتقر إليها الطرف الآخر لأنه لا زال يراهن على تطورات تخدم مصالحه".
واعتبر أنه "منذ أن انطلقنا وواجهنا ما واجهناه من تحديات، كُتب لنا النصر في كل مواجهة خضناها، ففي مواجهة العدو الإسرائيلي دحرناه في عام 2000 ومرّغنا وجهه في الوحل عام 2006، واليوم حين نواجه الخطر الإسرائيلي التكفيري فإننا نحقق انتصارات، وأما إذا كان هناك من يراهن على تطورات سياسية فهي ليست في صالحه، ولذلك فإننا ندعوهم إلى قراءة جديدة للتطورات ومعرفة أن آفاق هذه التطورات هي ليست في صالحهم ولا نقول ذلك من موقع الرهان على التطورات، بل إننا نعمل لتغيير وجه التاريخ".
الموسوي لفت الى أن "الاتفاق النووي ما كان ليحصل لولا القدرة القوية للذين قاوموا وصمدوا وواجهوا، وبالتالي فإن الإنتصار الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو نموذج من لا يستسلم للإرادة الدولية أو الأميركية بل يعمل على تنمية قدراته ويثبت في ساحة المواجهة حتى يتمكن من إلزام القوى المسماة بالكبرى للإعتراف بحقه في الحصول على ما يصبو إليه من تنمية وتطوير وتحديث، فإن هذا الإنتصار يعني انتصاراً لنموذج المقاومة والمواجهة، وسيترجم تغييرا للتوازنات التي لن يكون ناتجها لمصلحة الفريق الآخر في لبنان".
وختم بالقول "إن أمامنا فرصة للتوافق الآن على صيغة تحفظ توازناً لجميع الأطراف، وهي ما عُبّر عنه بصيغة الحكومة الجامعة التي تعكس حجم التوازنات في المجلس النيابي، ولكن رفض الفريق الآخر للتسوية السياسية سوف يصل إلى مرحلة يخسر معها إمكانية تحقيق التوازن وسيصاب بخيبة أمل تنعكس عليه وعلى طموحاته، ولذلك وجهنا الدعوة ونوجهها الآن إلى الاستفادة من الفرصة للذهاب إلى توافق سياسي قريب".