روان أحمد
خلال عملية إعتقالهم، لم يتورع جنود الإحتلال الصهيوني عن إطلاق النار بإتجاههم من مسافة قريبة... لم يشفع لهم جسدهم النحيل الصغير ولا بكائهم فكانت الرصاصة التي استقرت في رجل أحدهم والهلع الذي ترك ما ترك في نفس الأخر...أكثر من ذلك إعتقال وتحقيق دام أيام طوال ... تبعه حرمان أهاليهم من زيارتهم.
هذا ما كان مع الطفلين يزيد وأبراهيم أبو الرب،وهما أبناء عم من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، حينما اعتقلا بالقرب من الشبك العازل ما بين مدينة جنين والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948. كانا يحاولان قص الشبك حينما فاجأتهما دورية صهيونية وقامت بإطلاق النار عليهما وملاحقتهما.
الطفل الجريح المعتقل
أكثر من ذلك، تتهمهما قوات الإحتلال، وهما لم يتجاوزا من العمر 15 عاما، بالتخطيط للقتل، وهو ما تتذرع به لعدم قبولها الحكم بقضيتهما منذ نيسان/ابريل الفائت وحتى الآن، ومنعهما من الزيارة أو العلاج.
يقول والد الطفل يزيد وهو الذي تعرض لإصابة في رجله أثناء إعتقاله:" لم نتمكن من زيارته منذ إعتقاله وحتى الآن، كل مرة نقوم بتقديم طلب تصريح لدى الصليب الأحمر ونواجه بالرفض من قبل المخابرات الصهيونية التي تدعي "أن أسباب" أمنية وراء هذا الرفض!.
وتابع الوالد الذي لا يرى ابنه الا خلال جلسات المحكمة التي تعقد كل شهرين، ولا يعلم عنه إلا ما يحمله له أهالي المعتقلين في سجن مجدو حيث يُحتجز، من تطمنيات عن صحته أثناء زياراتهم لأبنائهم:" الله أعلم بحاله، وخصوصاً أنه مصاب وتعرض لتحقيق قاسي جدا، وترفض سلطات الاحتلال تقديم العلاج له بحجة أنه غير محكوم حتى الآن. حاولنا إدخال طبيب لفحصه والإطمئنان عليه، إلا أنهم رفضوا ذلك، و توجهنا إلى منظمة أطباء بلا حدود لإدخال طبيب من جهتها إلا أنهم رفضوا أيضا".
ظروف إحتجاز قاسية
يزيد هو واحد من 200 طفل فلسطيني محتجزون في ظروف صحية سيئة للغاية في سجون الإحتلال الصهيوني، ويبدو الحديث عنهم في يوم الطفل العالمي وحقوقه البسيطة بالعيش والتعليم واللعب ترفا أمام ما يحتاجه هؤلاء الأطفال في سجون الإحتلال.
تقول الباحثة أماني سراحنه من نادي الأسير الفلسطيني،"إن إعتقال الأطفال القصر هي النقطة الأضعف في عملنا، حيث تتعامل سلطات الاحتلال
معهم كالراشدين من المعتقلين ولا تراعي أعمارهم ولا تخضعهم لأي معاملة خاصة يمكن أن تخفف عنهم أعتقالهم".
وتابعت في تصريح خاص لـ"العهد الاخباري" :" الأطفال المعتقلين وبحسب التقارير التي تصلنا من المحاميين الذين يقومون بزيارتهم، محتجزون في ظروف صعبة للغاية، حيث يتعرضون لتحقيق قاسٍ جدا".كما يُحتجز الأطفال في أقسام خاصة بهم في سجون عوفر ومجدو وهشارون، ويعتبر الأخير أسوء المعتقلات، حيث يفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة للكبار وللأطفال على حد سواء.
وتتركز مناطق اعتقال الأطفال على مناطق التماس مع الاحتلال الصهيوني في مدن الخليل وجنين وقرى مدينة القدس المحتلة ومنطقة عزون شمال الضفة.
وقالت سراحنه أن التهم الموجهة للأطفال في أغلبها تهم بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة، إلا أن التطور الأخير يتمثل في تقديم لوائح إتهام ضد بعضهم تتضمن تهما بمحاولات القتل! وتبدأ معاناة الأطفال منذ اللحظة الأولى للإعتقال، حيث يتم إقتحام المنزل بعد منتصف الليل وترويعهم وإقتيادهم وحيدين من دون السماح لذويهم بمرافقتهم، وهو ما يكفله لهم القانون!.
و تابعت سراحنه:" يتم أعتقال الأطفال وإقتيادهم إلى مراكز تحقيق لأيام حيث يحرمون من الأكل والنوم وكثير منهم يعترفون على قضايا لا تدخل ضمن قضيتهم لينهوا التحقيق سريعا".