مقتل أحمد النعمة بدرعا بعد عبد القادر الصالح
باريس ـ نضال حمادة
بعد أيام على مقتل القائد العسكري للواء التوحيد في الشمال السوري عبد القادر الصالح مع اثنين من أشهر مساعديه العسكريين ابو الفرات وأبو الطيب في غارة جويّة سورية قرب حلب وإصابة المسؤول الفعلي للواء التوحيد وممثل فاروق طيفور فيه عبد العزيز سلامة أصابات خطيرة، انتقل العمل على تصفية القادة الميدانيين للمعارضات السورية المسلحة الى الجنوب السوري مع مقتل العقيد أحمد النعمة يوم امس في محافظة درعا. ويأتي اغتيال النعمة المثير للجدل في المحافظة في وقت لم تستفق فيه الفصائل المسلحة في درعا من عملية اغتيال المقدم ياسر العبود منذ شهر تقريبا!.
وتكمن دلالات اغتيال النعمة في هذا الوقت تحديدا بأنها تشير الى أن الغطاء قد رفع عن الجماعات المسلحة في سوريا خصوصا في عمليتي اغتيال الصالح والنعمة، والأخير يعتبر من الضباط المقربين من الأمريكيين وكان ضابط الارتباط في الجنوب السوري طيلة العامين الماضيين.
وقد وصلت الثقة الأمريكية بأحمد النعمة إلى أقصاها خلال شهر شباط /فبراير الماضي عندما نجح النعمة في اصطحاب أبو محمد الجولاني قائد "جبهة النصرة" في سوريا الى الأردن وجمعه مع ضباط أمريكيين في عمان لتنسيق الجهود من أجل السيطرة على محافظة درعا ومن ثم التقدم من هناك نحو العاصمة السورية دمشق.
وكان النعمة مثار جدل كبير في أوساط الجماعات المسلحة التي اختلفت بين مؤيد له ومعارض لقيادته وبين من يشكك في امانته وقد اتهمه البعض بتدبير مقتل المقدم الفار ياسر العبود من دون تقديم أي دليل على ذلك.
وتنقسم الجماعات السورية المسلحة في محافظة درعا الى اربعة اقسام:
1ـ الجيش الحر المؤيد لأحمد النعمة
2ـ الجيش الحر المعارض لأحمد النعمة
3ـ جبهة النصرة
4ـ الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).
ويمكن اعتبار "جبهة النصرة" الطرف الأقوى عسكريا في المحافظة التي لجأ اليها قائد الجبهة بعد اقتتاله مع "جيش الاسلام" في ريف دمشق حيث اتخذ الجولاني من بلدة معربة الواقعة على تماس مع بلدة بصرى الشام مقر اقامة له منذ شباط/فبراير 2013 حتى بداية الصيف قبل ان يتنقل من الحدود مع الأردن ويعود الى ريف دمشق ومنطقة القلمون.
ونجح احمد النعمة في اقناع المخابرات الأمريكية والفرنسية بتسليح المعارضات في الجنوب السوري وضمن لهم عدم وصول اي سلاح متطور يحصل عليه من الدولتين الى ايدي "النصرة"، وكان رجال النعمة يقومون بنقل السلاح من الأردن بمساعدة امريكية مباشرة وتحت اشراف طائرات أمريكية من دون طيار تراقب مسار الحمولات التي تستخدم معابر غير شرعية عبر الحدود الاردنية السورية، وهو بإقناعه الامريكيين ساهم في دخول السلاح بكثافة كبيرة الى المعارضين السوريين في الجنوب السوري كما انه الموكل سعوديا بتمويل الجماعات المعارضة في محافظة درعا.
وقد وقع النعمة اتفاقا مع المخابرات الاردنية والأمريكية تعهد فيه بمحاصرة "جبهة النصرة" في درعا في حال سلحته الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما حصل طيلة السنتين الماضيتين قبل ان يقتله الجيش السوري يوم الأربعاء على مقربة من بلدة عتمان وهو يحاول الالتحاق بمعركة (عتمان) بوابة درعا التي تشنها الفصائل المعارضة منذ عدة اسابيع، وبمقتله يُقطع خط مهم من خطوط التسليح والتمويل الخارجي للجماعات السورية المسلحة في محافظة درعا والجنوب السوري.
وكان العقيد الفار من الجيش السوري قد اعلن انشقاقه بتاريخ 22 نيسان/ابريل 2012 وتم تعيينه قائدا للمجلس العسكري في محافظة درعا بعد زيارة قام بها الى الاردن.