النائب الحاج حسن
وتحدث النائب الحاج حسن خلال اللقاء، فقال: "إن المناسبة هي اليوم مناسبة استقلال لبنان، ونهنئ فخامتكم بالاستقلال الثاني الذي تحقق العام 2000 وهو تحرير القسم الأكبر من أرض الجنوب". وأضاف: "وتتزامن الزيارة مع الايام الأخيرة لعهدك الذي نفتخر باننا ساهمنا فيه ونوجه اليوم تحية من حزب الله ومن المقاومة ومن كل رؤساء البلديات وممثليهم وأعضاء المجالس السياسية في المعارضة الوطنية، هذه التحية عنوانها الوفاء لتسع سنوات واجهت فيها كل الضغوط والأعاصير وانتصر لبنان في حربين كبيرتين، وبعودة الأسرى في العام 2004، وبالنضال الدائم لرفض التوطين وتأكيد حق العودة ناهيك عن إنجازات قومية كثيرة، فضلا عن محاربة الفساد والمفسدين في الداخل. وستبقى يا فخامة الرئيس في قلب الشعب اللبناني وضميره وعنوانا مضيئا من عناوين الشرف والتضحية والوفاء، كما الجيش الوطني الذي أعدت بناءه على عقيدة دفاعية".
كما تحدث رئيس بلدية الهرمل مصطفى طه منوها بمواقف رئيس الجمهورية الوطنية والقومية.
رد الرئيس لحود
ورد الرئيس لحود مرحبا بالوفد، وقال: "يكبر قلبنا بالمقاومة الوطنية، وأعتقد أن كل شريف في العالم يشعر بما أشعر به. فلم يحصل في التاريخ أن قلة من الرجال تمكنت من الوقوف بوجه إسرائيل المدعومة من دول كبرى زودتها بجميع أنواع الأسلحة والتقنيات الحديثة والأقمار الاصطناعية والقنابل الذكية والانشطارية، والمعلومات الاستخباراتية. التاريخ سيكتب أن قلة من الرجال في لبنان واجهت إسرائيل ومن وراءها وتغلبت عليها مرتين. وهذا لا يتقبله الكثيرون، لذلك كل من يدعم المقاومة، تسقط عليه الويلات، ويحاولون إلغاءه بأي طريقة.
عند اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اعتقدوا أنهم تمكنوا من قلب الأمور رأسا على عقب. وحاولوا استعمال هذه الجريمة حجة للاستفادة سياسيا، وبدأوا ينادون برحيلي. ولكن نحن مقتنعون أنه عندما يكون ضميرنا مرتاحا، ونكون على حق، ولم نفعل إلا الخير، فالله يوفقنا، ولذلك صمدنا إلى اليوم الأخير من العهد. وهذا ما أزعج الكثير من الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل، والتي تظن أن الأمور ستكون أسهل بعد رحيلي، وستتمكن من إلغاء المقاومة الوطنية. ولكنني اؤكد لهم، أن لا أحد بإمكانه إلغاء المقاومة. فالعزيمة والقوة تنبعان من القلب والقناعات، وعندما تواجه المقاومة بعزم قلبها وقناعاتها من دون حساب للحياة، لا أحد بإمكانه التغلب عليها".
واضاف: "نحن نتمنى أن ينتخبوا رئيسا للجمهورية في أسرع وقت، ولكن الصفة الأهم التي يجب أن يتمتع بها هي أن يكون مؤمنا بالجيش الوطني والمقاومة الوطنية، أي بقوة لبنان. ويجب ألا يسعى من خلال موقعه إلى الاسترزاق، بل إلى العطاء. بإمكانهم أن يقولوا ما يشاؤون، ولديهم إعلام قوي، ولكن ليس بإمكانهم تزوير التاريخ. والأمور ستظهر على حقيقتها في النهاية".
ولفت الرئيس لحود إلى أن ما قام به هو من صلب واجبات رئيس الجمهورية في لبنان، خصوصا بعد انتصار المقاومة مرتين على إسرائيل. وقال: "قبل التحرير، وعندما كنت قائدا للجيش لامني بعض المسؤولين على دعمي للمقاومة، وقالوا إن هذا الدعم يورط لبنان، وإن إصراري على عدم نزع سلاح المقاومة يعطي ذريعة لإسرائيل للدخول إلى لبنان ساعة تشاء. فأجبتهم: هل يعقل لمسؤول أن يرضى بعدم تمتع بلده بالسيادة؟ فإذا غابت السيادة، غابت الكرامة معها. فهناك أشخاص مستعدون للموت من اجل أرضهم، وأنتم تطلبون مني نزع سلاحهم. بعد هذه الفترة، بدأوا يزايدون بدعمهم للمقاومة. ولكن بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اعتقدوا أن الأمور ستنقلب رأسا على عقب، وحاولوا العودة إلى الوراء، والتمسك بمبدأ أن قوة لبنان في ضعفه، وبالتالي يجب مسايرة الأعداء. لكنهم لن ينجحوا في ذلك. هناك غيمة عابرة فوق لبنان، وكل ما يحصل الآن في الشرق الأوسط هو نتيجة أحداث 11 أيلول، ولكن إلى متى ستستمر الأمور على هذا النحو؟ ما زال هناك سنة واحدة على ولاية الرئيس الأميركي، وبعدها ستتغير وجهة الأمور".
وحدتنا قوة
واضاف الرئيس لحود: "طالما لدينا شباب كالذين واجهوا إسرائيل، فليس بإمكان أحد ان يتغلب على لبنان. وكل ما ندعو إليه اليوم، هو أن يجلس اللبنانيون مع بعضهم، ويتعلموا من الماضي بأن وحدتنا قوة. وبوجود شباب كشبابنا، فليس هناك أقوى من لبنان، ليس فقط عسكريا، بل ايضا إقتصاديا، شرط أن نجلس معا، ونفكر بمصلحة البلد، وليس بمصالحنا الشخصية. فإذا أرادوا الاستمرار على هذا النحو، وتمسك كل واحد بمصالحه الخاصة، فسيخسر الجميع، وأولهم المتآمرون على لبنان، والذين لا يعيشون غالبا في بلدهم.
نسمع كلاما من بعضهم، في صحفهم التي يملكونها، وعبر الأقلام المأجورة التي يدفعون لها شهريا، ينطوي على تهجمات لا تنتهي. لماذا؟ لأنهم خائفون، وسلاحهم الوحيد هو الشتائم، لذلك، من لديه الاستعداد لبذل حياته في سبيل أرضه، لا يستطيعون النيل منه بسهامهم. بالعكس، فهذا يؤكد أن الحقيقة التي ندلي بها تصيبهم.
في الهجوم الإسرائيلي الأخير على لبنان، وفي الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بدأ البعض يوجه اللوم للمقاومة، ويتساءل عن المصير الذي ينتظر لبنان من جراء عملية خطف الجنود الإسرائيليين. فأجبتهم بأنه ليس بإمكانهم أن يفعلوا شيئا معنا، واقول ذلك بخبرتي العسكرية. فالمقاومون مستعدون للموت من أجل أرضهم، وبإمكان إسرائيل أن تقصف قدر ما تشاء، ولكنها لن تتمكن من الدخول إلى أرضنا. فأجابوني أنني على خطأ، لأن الأمر لا يشبه ما حصل عند التحرير، لأنهم يضغطون علينا بكل قوتهم وكل الدعم الخارجي الذي يتمتعون به. فقلت لهم: ستتذكرون ما اقوله لكم. فإسرائيل لا تعرف كيف تعثر على المقاومين، وإذا دخلت إلى لبنان ستتخبط في الحرب. وبعد ثلاثة وثلاثين يوما تبين اننا على حق. هؤلاء الأشخاص الذين شككوا بالمقاومة، هم أنفسهم يتكلمون اليوم عن السيادة والحرية والاستقلال، ويشتموننا. كل ما قاموا به هو أنهم قدموا الشاي للعدو. ألا يخجلون بعد ذلك من الكلام؟"
وقال الرئيس لحود: "يقولون أنهم الأكثرية، ويختبئون مع ذلك في أحد الفنادق. فإذا كان الشعب معهم، لماذا هم خائفون؟ هل يريدون إقناعنا أن المؤامرة هي عليهم فقط. هذا غير صحيح، لأن المؤامرة هي على كل اللبنانيين. وقد تعرضت شخصيا للتهديدات مرات عدة. المهم أن الإنسان عندما يكون على حق يجب أن يقف إلى جانب حقه، ولا أحد بإمكانه أن يركعه. بإمكانهم أن يقتلوه، ولكنني شخصيا لا أخاف من الموت. يحاولون الإيحاء للخارج بأنهم مهددون ومسجونون قسرا في الفندق، ويقولون في الوقت نفسه أن الناس معهم، الحقيقة هي أنهم يجدون الآن فرصة، كما حصل في العام 1982، للاستيلاء على البلد متكلين على أطماع الخارج ومصالحه.
ماذا سيفعلون غدا عندما يرحل من يدعمهم؟ هل سيختبئون مجددا في الفندق؟ لا مكان لهم في بلدهم إلا إذا سايروا رغبات الشعب. الشعب اللبناني بأجمعه مع المقاومة. وكل ما يسعون إليه اليوم هو رئيس للجمهورية ينهب خيرات البلد ويعرضها للخارج ويضمنون هم حصتهم الصغيرة. وذكرت مؤخرا في أحد الأحاديث الإعلامية، ما باح به أحد المسؤولين في البنك الدولي حول كيفية استهداف بعض الدول عبر ارسال موفد من البنك إليها لدفعها إلى انتهاج سياسات إقتصادية تغرقها في الديون، بحيث تعمد لاحقا الى بيع قطاعاتها الحيوية كالماء والكهرباء والهاتف، وعندها تفرض القوى العظمى عليها إملاءاتها".
الحفاظ على مال الشعب
وقال الرئيس لحود :"على الرئيس العتيد أن يكون مقتنعا بأن مال الشعب يجب أن يكون للشعب، وبأن القضايا الاجتماعية والحياتية كضمان الشيخوخة والبطاقة الصحية ووسيط الجمهورية يجب أن تكون أولوية لديه، وهي أمور صدرت فيها قوانين لكنها بقيت من دون تنفيذ. كما يجب على الرئيس العتيد أن يكون مقتنعا بأن قوة لبنان تنبع من جيشه الوطني ومقاومته الوطنية. أي مرشح مقتنع بذلك، هو لصالح لبنان وازدهاره. وإذا لم يتوافر واحد من هذه الشروط في المرشح، فالأمر سيكون سيئا للبلاد".
واضاف: "منذ صغري، والدي كان يذكرني دوما بأن لدي واجبات علي القيام بها. وما فعلته من خلال مسؤولياتي كان أقل ما يمكن أن أفعله. ومنذ صغري أيضا، علمني والدي أن اهم شيء في الحياة هو أن يكون ضميري مرتاحا. والحمد لله بقي ضميري دائما حيا في داخلي، ولم أفعل إلا ما هو لصالح بلدي وشعبي".
وقال: "بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، هناك أمل بانتخاب رئيس يتمتع بالميزات التي ذكرتها. ولكن إذا لم نصل إلى ذلك، لا سمح الله، ما زلت عند موقفي بأن الحكومة الحالية غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية، وإذا اعتقدت بأن بامكانها الاستمرار بدون انتخاب رئيس للجمهورية مستندة على الدعم الخارجي، فإنها ستجر الويلات على البلد عاجلا أم آجلا. لذلك حتى لو بقيت وحيدا، هناك واجبات علي القيام بها، وأنا مرتاح الضمير، وآمل أن تعود بالخير على لبنان. ولكنني ساغادر وضميري مرتاح. أملنا أن ينتخبوا رئيسا، فتنتهي كل هذه الأزمة، ويتوحد كل اللبنانيين لمصلحة لبنان. فلا خلاص لنا إلا بتكاتفنا مع بعضنا البعض. الخارج لا يأتي إلينا بحل، بل هو يفعل مصلحته.
بالنسبة إليهم، لبنان هو نقطة على الخريطة، يستعملونها لمصالحهم. فهل الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا ستفضل مصلحة لبنان على مصلحة إسرائيل؟ ربما بعض الدول الأوروبية تسعى فعلا لمصلحة لبنان، وهي مشكورة على ذلك. لذلك علينا أن نمسك قرارنا بيدنا ونختار الرئيس الذي يتمتع بالمواصفات التي ذكرتها. انا واحد منكم ولكم. وسنظل على تواصل. ولا تعتقدوا بأن رحيلي هو اعتزال للسياسة. أنا لا أعمل في السياسة منذ زمن بعيد، بل في العمل الوطني، وسأستمر في ذلك. وسأظل دوما إلى جانب المقاومة حتى آخر نفس في حياتي".