المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

السلطات البحرينية تعتدي على المظاهر العاشورائية في مناطق مختلفة


واصلت قوات النظام البحريني استهداف مظاهر عاشوراء في مناطق مختلفة من البحرين. وشهدت مناطق بحرينية اعتداء قوات النظام على يافطات وأعلام بالتمزيق والتخريب، وهو ما أبدى مواطنون استغرابهم منه بعد الاعتداءات المتكررة بشكل استفزازي.

وكانت قوات النظام اعتدت قبل يومين على تجمع ديني لإحياء مناسبة دخول محرم الحرام في منطقة المعامير، في حين استدعت وزارة الداخلية البحرينية مواطنين على خلية تركيبهم لمظاهر عاشوراء فوق منازلهم.

هذا وأظهر فيديو لقوات الأمن وهي تقوم بنزع أعلام حسينية كانت قد وضعت في منطقة سند لإحياء عاشوراء في ظل حملة وصفتها جمعية الوفاق بـ"شعواء" يقودها النظام ضد الشعائر الدينية منذ بداية السنة الهجرية.

وفي هذا السياق، سجلت «جمعية الوفاق الوطني» البحرينية المعارضة، أمس، تحفظها عن استدعاء مواطنين على خلفية تعليقهم رايات خاصة بذكرى عاشوراء فوق منازلهم، معتبرة أن ذلك يشكل «استهدافاً طائفياً خطيراً وتجاوزاً صارخاً للقانون، واستعداءً لشريحة واسعة من المجتمع على خلفية مذهبية، وإعلانا صريحا من قبل السلطة بتجاوزها لكل الحريات الدينية والشخصية والعقائدية من أجل الانتقام من شعبها الذي يطالب بحريته وبديموقراطيته وبإنهاء الاستبداد».

واعتبرت «الوفاق» أن ذلك «يؤشر بشكل واضح إلى توجه السلطة نحو قمع الحريات الدينية واستهداف عقائد المواطنين ومصادرة حرياتهم الشخصية، فمحتويات هذه اللافتات لا يوجد فيها ما يسيء لأي مذهب أو طائفة أو دين، بل على العكس تدعو إلى الوحدة وإلى التآلف بين فئات المجتمع كافة».



بدورها، ذكرت «المنظمة الأوروبية ــ البحرينية لحقوق الإنسان»، في بيان أصدرته أمس، ان السلطات الأمنية تحاول استفزاز المواطنين عبر التعدي على حرياتهم الدينية المعهودة منذ سنين، من خلال إزالة اللافتات السوداء الخاصة بعاشوراء وتخريبها، «الأمر الذي يعبر عن ركائز السلطات الأمنية في التعاطي الانتقامي والمُنظّم مع المواطنين الذين يريدون ممارسة حرياتهم الدينية وكل ما يتعلق بتلك الشعائر».

وأكدت المنظمة أن الحرية الدينية أو حرية المعتقد أو حرية التعبد تمثل مبادئ تدعم حرية الفرد أو المجموعة أو الطائفة أو الجماعة أو الفصيل ــ في الحياة الخاصة أو العامة ــ في إظهار المُعتقدات والشعائر الدينية سواء بالتعليم أم بالممارسة أم بالاحتفال ما دامت هذه الشعائر لا تؤثر سلباً في السلم الأهلي وفي النسيج الاجتماعي.

وطالبت المنظمة باحترام إرادة المواطنين في ممارستهم للشعائر الدينية وعدم استخدام القوة لإيقاف الشعائر الدينية وعدم استخدام الوسائل الإعلامية والرسمية لتجييش الأطراف الأخرى على الشعائر الدينية مهما كانت، داعية ايضاً إلى إيقاف استهداف القيادات الدينية.
وفي تصريح لـصحيفة «السفير»، قال العضو الإداري في «الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان» محمد الصميخ إن هناك «تناقضاً بين تصريحات المسؤولين في السلطة وأفعالهم، فهم يتشدقون بحرية الأديان وبممارسة الشعائر، ويدّعون أن البحرين هي بلد التسامح الديني، بينما الواقع عكس ذلك تماماً، حيث عمدت السلطة، وتحديداً بعد انطلاق الاحتجاجات في شهر شباط العام 2011 إلى التضييق والمنع في بعض الأحيان على الطائفة الشيعية من ممارسة الحق الدستوري بإقامة الشعائر، وهذا فعل استفزازي يناقض الدستور والقوانين الدولية التي تكفل حق ممارسة الشعائر الدينية وحرية الأديان».

ودعا الصميخ السلطة إلى احترام الدستور والالتزام بمواده الداعية إلى حرية إقامة الشعائر الدينية والتوقف عن الاستفزازات والإهانات التي تقوم بها قوات مكافحة الشغب في بعض المناطق وعدم التعرض للأهالي خلال إقامة «المواكب الحسينية».

وبموازاة ذلك، رأى الصميخ أنه في ما يخص تعليق اليافطات السوداء ورفع أصوات مكبرات الصوت «يجب أن لا تكون هناك مبالغات كي لا يشكل ذلك استفزازا أو إزعاجا خاصة في بعض المناطق المختلطة. لذلك تجب مراعاة مشاعر الآخرين وحقوقهم».

من جهته، قال مسؤول قسم الحريات الدينية في «مرصد البحرين لحقوق الإنسان» الشيخ ميثم السلمان لـ«السفير» إن «السلطة مدانة منذ شهر شباط العام 2011 بممارسة أقبح أساليب البطش والتنكيل والسلوكيات التي تحط من كرامة المواطنين المسالمين المطالبين بحقوقهم»، موضحاً أنه «كان للتعدي على الحريات الدينية نصيب من الاستهداف الجماعي الذي طال المواطنين، إذ شملت الاعتداءات والجرائم هدم 38 مسجدا واستخدام اللغة التي تحط من كرامة أتباع المذهب الجعفري في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي واستهدافا لمناطق سكنية بأكملها على خلفية الانتماء المذهبي وممارسة العنف اللفظي والسلوكي في نقاط التفتيش والمؤسسات الرسمية تجاه أبناء المذهب الجعفري».

ورأى السلمان أن «البحرين كانت دائما تمثل النموذج الأرقى في الخليج لروحية التسامح والألفة بين مختلف مكونات الشعب بعيدا عن الطائفية والتشدد والغلو والتطرف بفضل الطبيعة المتسامحة لهذا الشعب الطيب، إلا أن بعض الجهات المكشوفة سعت إلى إضفاء الطابع الطائفي على الأزمة السياسية في البلد حتى توهم العالم أن الخلاف ليس بين المطالبين بالديموقراطية والمتمسكين بالاستئثار وبالاستبداد، بل هو بين الشيعة والسنة ورغبة منها في جر الساحة إلى العنف الطائفي».

واعتبر السلمان كذلك أن الاستهداف الذي يطال شعائرَ عاشوراء «ما هو إلا امتداد لهذه الأجندة التشطيرية للوطن لكون شعائر عاشوراء لها قدسية خاصة ومكانة متجذرة في نفوس أبناء البحرين وهي مناسبةٌ يحترمها الجميع من أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم الأيديولوجية والسياسية والاجتماعية».
 
08-تشرين الثاني-2013

تعليقات الزوار

استبيان