تحت عنوان "واشنطن مستاءة من بندر .. وأنقرة تضيّق على جهادييه"، كتبت صحيفة "السفير" تقول "إن الاستياء يسيطر في أوساط الاستخبارات الأميركية من الاستراتيجية المستقلة التي بات يتبعها الأمير بندر في سورية والاتجاه إلى تكتيل الجماعات "الجهادية" في إطار عسكري واحد". هذا الاستياء يبدو أنه كان السبب في "رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاء الأمير بندر بن سلطان خلال زيارته الرياض الأحد الماضي" بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر سورية مطلعة.
وبحسب المصدر السوري فإن "الأوساط الأمنية الأميركية المعنية بتنسيق المساعدات العسكرية للمعارضة السورية تشن حملة على الأمير السعودي، وتصف استراتيجيته في سورية بالغبية والخطرة، لأنها تهدد المصالح الأميركية عبر تشجيع الجماعات "الجهادية"، التي تشكل، برأي الأجهزة الأميركية، امتداداً لتنظيم "القاعدة"، لا سيما "جبهة النصرة"". ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية شاركت في اجتماع جنيف الثلاثاء الماضي "أن بندر بات يشكل حجر عثرة في العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية".
كما نقل عن مسؤول أمني أميركي قوله "إن الملف السوري سيكون حصرياً من الآن فصاعداً في يد الملك عبدالله والفيصل". وقال أحد الخبراء الغربيين العاملين في ملف تسليح المعارضة السورية، لـ"السفير"، إنه من المنتظر أن يقوم السعوديون، تحت ضغط أميركي، بتخفيض عمليات تسليح وتمويل الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة حليفاً لـ"القاعدة".
وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة إلى "تعاون الأجهزة التركية مع الأميركيين في اعتراض بعض عمليات الاستخبارات السعودية، بعد ظهور التباين في العمل ضد سورية بين الاستخبارات الأميركية والأمير بندر. وقد طلب الأتراك من السعوديين في إنطاكيا والمناطق القريبة من الحدود مع سورية إغلاق بعض غرف العمليات، التي يقومون من خلالها بتنسيق إمدادات الأسلحة نحو الشمال السوري". وبدأ الأتراك ينشطون في اعتراض بعض قوافل الأسلحة التي يطلب الأميركيون اعتراضها، فقاموا قبل عشرة أيام بمصادرة حمولة باخرة محمّلة بالأسلحة المرسلة للمعارضة السورية. وأمس أوقفوا شاحنات متجهة إلى الشمال السوري، تحمل 1200 رأس حربي، بعد أيام من إعلانهم توقيف أشخاص بحوزتهم مواد كيميائية.
أمام هذا الواقع تنقل الصحيفة عن خبير غربي قوله إن مشاورات تجري بين الاستخبارات السعودية والإماراتية حول فكرة تطوير "جيش عشائري" انطلاقاً من الأردن، قادر على مقاتلة النظام السوري بمعونة وتوجيه خليجي وحيدين. وبحسب معلومات "السفير" فإن الاقتراح يقوم على تجنيد فرقتين من أبناء العشائر في الشرق السوري، تضم 40 ألف مقاتل، يقودهم عشرات الضباط الذين يقيمون في معسكرات أردنية ويتعاونون مع الاستخبارات الأردنية والسعودية. وقد اقترح السعوديون رصد أربعة مليارات دولار لتنفيذ المشروع الجديد، على أن تستقبل السعودية المجندين من أبناء العشائر في معسكرات تقام في الطائف، وأن يشرف على تدريبهم ضباط باكستانيون.
وفي هذا الإطار وضعت الصحيفة ما نشره معهد "كارنيغي" ومجلة "فورين بوليسي" مؤخراً من تعاون بين الرياض وإسلام أباد في مجال تدريب المقاتلين في سورية وتحديداً هذا الجيش.