استشهد فلسطيني برصاص جنود الإحتلال علی حاجز شمال شرق مدينة القدس المحتلة، في الساعات الأولی من صباح اليوم الجمعة، وذلك في أعقاب ساعات معدودة على استشهاد شاب فلسطيني آخر علی حاجز بالقرب من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أنه "استشهد الليلة الشاب أنس فؤاد الأطرش (23 عاما) من سكان مدينة الخليل، جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، علی حاجز الكونتينر شمال شرق القدس المحتلة، بعد ساعات من استشهاد شاب آخر علی حاجز زعترة".
وأوضحت الوكالة أن "جنود الاحتلال المتواجدين علی الحاجز أطلقوا النار صوب الشاب الأطرش من مسافة قريبة، ما أدی لإصابته بجروح بالغة الخطورة استشهد على إثرها".
وكان شهود عيان أفادوا عن أن "قوة من جيش الإحتلال كانت تمشط محطة للحافلات بحثاً عن متفجرات أو أجسام مشبوهة عندما أطلقت النار علی فلسطيني كان يقف في المحطة فأردته قتيلا"، ولفت الشهود إلی أن جيش العدو قام عقب الحادث بإغلاق حاجز زعترة، الذي يصل بين محافظتي نابلس ورام الله، وفرض طوقا أمنياً كبيراً علی المكان واستدعی قوات كبيرة.
وعن سبب إطلاق الجنود الصهاينة النار علی الفلسطيني، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الشاب أطلق ألعاباً نارية فأرداه الجنود الإسرائيليون على الفور".
وتعتبر الحواجز الصهيونية المنتشرة في الضفة الغربية أماكن لتصفية واعتقال الشبان الفلسطينيين وأحيانا الفتيات، بحجج ومزاعم يختلقها الجنود.
الاحتلال يعتقل 30 مقدسياً بتهمة التحريض عبر "فيسبوك"
وفي سياق ممارساته القمعية، قالت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة، إن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واسعة استهدفت نشطاء فلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت هذه المصادر، إن حملة الاعتقالات طالت نحو 30 مقدسيا بينهم عدد من الفتيات.
وقالت مصادر إعلامية على موقع "فيسبوك" إن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، يرافقها عدد كبير من جنود الاحتلال قاموا باقتحام عدد كبير من المنازل، واعتقال عدد كبير من النشطاء، كما قامت قوات الاحتلال أيضا باعتقال عدد من الشبان من خلال نصب كمائن لهم كما حدث مع الشاب سعيد قرّش والذي تم اعتقاله أثناء قيادته لسيارته في منطقة الشيخ جراح، وكما حدث أيضا مع الشاب أمجد الصافي من مخيم شعفاط والذي حاول الهروب من منزله إلا أنّ قوات من المستعربين نصبت له كمينا وقامت باعتقاله.
وأكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحملة التي نفذها الجيش ووحدات من المستعربين، جاءت كما يبدو بدعوى قيام نشطاء بالتحريض ضد الاحتلال في منطقة القدس المحتلة والضفة الغربية.
واشاروا إلى أن هذه الحملة شملت شبانا وفتيات من مناطق صور باهر، والطور، وسلوان، والشيخ جراح، وشعفاط، ومخيم شعفاط، وضاحية السلام - عناتا، والعيزرية، وكفر عقب، موضحين أن معظم من تم اعتقالهم يعملون في إدارة عدد كبير من الصفحات الفاعلة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبعضهم يعمل في "مقاهي إنترنت" أو يختص في مجال التكنولوجيا كحالة الشابة انشراح جرادات من مخيم شعفاط.
وبحسب ذات الموقع، فقد عرف من بين المعتقلين كل من: أحمد النابلسي، ورياض النابلسي من بلدة كفر عقب، وأحمد أبو صبيح وأحمد أبو الهوا من حي الطور، وأمجد الصافي وسلامة الطويل من مخيم شعفاط، وسعيد قرّش من الشيخ جراح، ومحمد الهشلمون، ومحمد هيكل من ضاحية السلام – عناتا، ومحمود أبو ترك من بلدة العيزرية.
كما عرف من بين الفتيات المعتقلات: رؤية عبد الرحيم جاد الله من صور باهر، وهنادي فروخ من سلوان، وعبير سلامه وعهود أبو خضير من شعفاط، وأحلام الزلباني وانشراح جرادات من مخيم شعفاط، وزينب أبو الهوا وخلود الصياد من حي الطور.
"الضمير" ترصد شهادات لأسرى مجدو حول معاناة الترابي قبيل استشهاده
وفي سياق ذي صلة، رصدت مؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان شهادات لأسرى سجن مجدو حيث كان يقبع الشهيد حسن الترابي قبل الإفراج عنه بعد وصول حالته الصحية إلى "وضع ميؤوس منه".
ونقل محامي المؤسسة سامر سمعان شهادات حية عن الأيام الأخيرة لمعاناة الترابي؛ حيث نقل عن الأسير بسام ذياب قوله: "إن الأسير الترابي كان معنا في قسم 5 في سجن مجدو، وكان يعاني ألما شديدا في رأسه وكان يقوم بمراجعة الدم من فمه منذ وصوله للقسم، ووعدتنا إدارة السجن بنقله إلى مستشفى سجن الرملة لإجراء فحوصات له نتيجة تدهور صحته، ولكن الإدارة لم تقم بنقله وقتذاك فقامت عيادة السجن بإعطائه حبة دواء فقط".
وأضاف ذياب، أنه "في عيد الأضحى تحديداً في تاريخ 15-10، أغمي على حسن فجأة وكان يراجع الدم بكميات كبيرة مثل قطع اللحم، وحينها تم إخراجه ونقله إلى مستشفى العفولة واكتشف أن لديه سرطانا في الدم. فقامت إدارة السجن بإبلاغ الأسرى بأنه تم إطلاق سراح الترابي، ولكنه كان في مستشفى العفولة، فقد كانت إدارة السجن على علم بصعوبة حالة الترابي وأنه لن يبقى حياً".
وكان الأسير الترابي قد اعتقل بتاريخ (17-1-2013) من منزله في بلدة صرة غرب مدينة نابلس، ووجهت له النيابة العسكرية تهمة الانتماء لحركة "الجهاد الإسلامي"، وانضمامه لمجموعة عسكرية تابعة لها. وأصيب خلال اعتقاله في سجن مجدو بنزيف داخلي نتيجة انفجار في الأوعية الدموية، نقل على إثره من داخل السجن إلى مستشفى العفولة.
وقالت مؤسسة الضمير في بيانها إن "مصلحة السجون" حاولت تبرير موقفها أمام الأسرى بأنها قامت بما يجب عليه فعله من العناية الصحية به، وهو ما رفضه الأسرى واعتبروه تبريرا للجريمة.