ملف اغتيال ياسر عرفات يعود إلى الواجهة..نفي صهيوني للمسؤولية وإصرار فلسطيني على ملاحقة القتلة
فلسطين المحتلة - العهد
تسعة أعوام مرت على رحيل الزعيم ياسر عرفات، أول رئيس للسلطة الفلسطينية، بعد محاصرته لفترة طويلة داخل مقر المقاطعة في رام الله من جانب عشرات الدبابات الصهيونية المدعومة بغطاء جوي؛ فترة شهدت مراحلها الأخيرة تراجعاً في صحة السبعيني "أبو عمار" على نحو مفاجئ، علماً بأن جيش الاحتلال كان يتحكم في كل ما يتم إدخاله إلى هذا المقر من طعام وشراب وحتى دواء.
وبعد وساطات دولية، سمحت "تل أبيب" بسفر عرفات للعلاج في أحد المشافي العسكرية الفرنسية؛ إلا أنه فارق الحياة، ووضع ملفه في الأدراج بداعي السرية، حتى أعيد فتحه بطلب من أرملته سها التي مهدت الطريق قبل ما يزيد على العام أمام إجراء تحقيق خاص بعد الحصول على عينات من رفاته، وقد جاءت النتائج الطبية وفقاً للمؤشرات والتوقعات، حيث أثبت معهد "لوزان" في سويسرا أن عرفات قضى مسموماً بمادة "البولونيوم المشع".
حشود في وداع عرفات قبل سفره للعلاج
ما خلصت إليه التحاليل؛ دفع سها عرفات للقول " إنها وابنتها ستطرقان أبواب المحاكم الدولية لملاحقة المسؤولين عن اغتيال زوجها، فيما قال المستشار السابق للشهيد أبو عمار بسام أبو شريف" إن كيان الاحتلال هو المسؤول عن اغتياله بعدما عجز عن دفعه للتنازل".
كيان العدو، سارع كما فعل في مرات سابقة إلى نفي هذه المعطيات، وقال المتحدث باسم الخارجية الصهيونية "يغال بالمور" " إن النتائج المذكورة أشبه ما تكون بمسلسل تلفزيوني أكثر من كونها نتائج علمية بحتة (..) وكانت هذه الحلقة الأخيرة من مسلسل الأوبرا التلفزيوني، والتي عبرت فيها سها عرفات عن معارضتها لورثة زوجها" على حد تعبيره .
دبابات إسرائيلة أثناء محاصرة المقاطعة
"عنان غيسين" -الناطق الإعلامي باسم رئيس حكومة الاحتلال آنذاك "أرييل شارون" ، من جهته رأى أنه وفي حال صحت رواية التسميم، فمن الممكن أن يكون أحد المقربين منه فعل ذلك.
وتعقيباً على ذلك، قال المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي لـ "العهد الإخباري" " إن" النفي "الإسرائيلي" أمر ليس جديداً؛ لكنه لن يغير من حقيقة أن الاحتلال توعد الراحل أبو عمار بالتصفية وبالفعل نفذ ما خطط له، بغض النظر عن الشخص الذي ساعده".
وأكّد أنّ" السلطة الفلسطينية ستتحرك في أكثر من اتجاه كي ينال القتلة عقابهم، على الرغم من علمها بأن ذلك ليس سهلاً، وهناك الكثير من العقبات قد تعترض طريقها.
لحظة وصول جثمان عرفات الى رام الله
وعاش الشارع الفلسطيني طوال السنوات الماضية بانتظار أن تنجلي الحقيقة عن ظروف رحيل أبو عمار الذي مثل رمزاً لقضيتهم الوطنية؛ بغض النظر عن السجالات التي كانت تحصل بينه وبين القوى المختلفة في منظمة التحرير، أو حتى في خارجها بشأن مسيرة التسوية مع الاحتلال.