واشنطن تتراجع عن وعدها بالذهاب الى "جنيف2" بعد تقدم الجيش السوري في حلب
باريس ـ نضال حمادة
لم تكن الولايات المتحدة على الموعد مع روسيا في التزامها إجبار "المعارضة" السورية على الذهاب الى حلقة مفاوضات جديدة في جنيف سميت بـ"جنيف 2 " قبل أن تعقد.
وكان المؤتمر الذي عقد يوم امس في سويسرا قد أظهر عدم اتفاق المعارضة على الحد الأدنى من الرؤية السياسية وعلى إصرار الحلفاء الإقليميين لهذه المعارضة على الخوض بالدم السوري حتى آخر مدينة في سوريا وآخر مواطن سوري في الداخل وفي مخيمات الشتات .
مصادر في المعارضة السورية قالت ان" الهاجس الإيراني هو الذي حكم المواقف السعودية والأمريكية خلال هذا المؤتمر وهو الذي حدّد الوجهة السياسية للموقف الأميركي المستجد بعد زيارة جون كيري الى السعودية".
وتشير مصادر "العهد" الى أن" الموقف الأمريكي الجديد أتى بعد التقدم الذي أحرزه الجيش السوري في جنوبي وشرقي حلب خلال الأسبوعين الماضيين ما حوّل ميزان القوى على الأرض لصالح الحكومة السورية وبالتالي فقدت تركيا والسعودية وقطر والمعارضة أوراق قوة في يدها كانت تريد استخدامها في أية جولة مفاوضات جديدة لإجبار الحكومة السورية على التنازلات المطلوبة".
ويبدو من مسار الأمور أنّ" المعركة سوف تشتد في منطقتين سوريتين خلال الأشهر القادمة شمالاً عند محيط حلب وداخل المدينة وجنوباً عند الحدود الأردنية والطريق الواصل بين دمشق ودرعا حيث تحشد المعارضة لاسترجاع خربة غزالة لاستعاد الإمكانية في فتح الطريق نحو العاصمة السورية دمشق".
ولايعرف الآن أرضية التوافق الروسي الأميركي حول السلاح الكيماوي السوري الذي حصل في 13 أيلول الماضي في جنيف أثناء اجتماع (كيري -لافروف) خصوصاً بعد الذي حصل أمس الثلاثاء في جنيف، وإن كانت بعض المصادر تقلل من أهمية ما يظهر من خلافات وتعتبر أنها من ماكينة الإخراج الروسية -الأمريكية للحل المتفق عليه.
يبدو في المحصلة أن هناك موقفا ايرانيا في مكان ما أغضب الأميركي، فيما لا يستطيع الروسي حله بانتظار انجلاء الغبار في حلب وجنوبها وشمالها.