أحرزت القوات السورية تقدما إستراتيجيا مهمّا في ريف حلب، قد يؤدي الى تأمين طريق إستراتيجي لإمداداتها العسكرية الى حلب، فيما كانت دمشق تتعرض الى قصف بالهاون، أسقط عددا من القتلى والجرحى.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، إن القوات السورية حققت تقدما على الأرض في مدينة السفيرة الإستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع.
وأوضح المرصد، أن «اشتباكات عنيفة تدور بين المسلحين والقوات السورية في الجهة الشرقية من مدينة السفيرة وسط تقدم للأخيرة وسيطرتها على مناطق جديدة في المدينة». وأشار إلى أن القوات السورية «تحاول استعادة السيطرة على كامل المدينة الإستراتيجية القريبة من معامل الدفاع وطريق سلمية - حلب».ويسيطر المسلحون على السفيرة منذ أكثر من سنة.
وأوضح مدير "المرصد السوري" رامي عبد الرحمن أن القوات السورية سيطرت على القسم الجنوبي من المدينة، وكانت تتقدم باتجاه وسطها. كما تقع السفيرة إلى جانب طريق سلمية في محافظة حماه ـ حلب التي تعتبر طريق الإمداد الرئيسي للقوات السورية إلى مدينة حلب.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والمسلحين في حي القدم الذي يشهد تعزيزات عسكرية، كما في حي القابون. وذكر «المرصد» ووكالة الانباء السورية (سانا) أن عدة قذائف سقطت على مناطق جرمانا والكباس والدويلعة ومحيط ساحة العباسيين في دمشق ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 بجروح.
في المقابل، تستمر العمليات العسكرية في مداخل العاصمة، وخاصة في الجبهتين الشرقية والجنوبية، حيث تدور في الأخيرة معارك عنيفة في بلدة سبينة على طريق دمشق ـ درعا الدولي المتصل بأحد فروعه بطريق مطار دمشق، والذي يشهد هو الأخر عمليات عسكرية بهدف تأمين اكبر مساحة ممكنة وخاصة لمنطقة السيدة زينب وما حولها من بلدات الحجيرة والحجر الأسود وببيلا ويلدا وصولاً إلى مخيم اليرموك، والذي يشهد تقدماً نسبياً لقوات الجيش، من اجل محاصرة المسلحين في المنطقة، بحيث يتم منع وصول أي إمدادات أو أسلحة عبر الغوطتين وإليهما.
أما القلمون فما زالت تعيش حالة الهدوء الذي يسبق العاصفة مع زيادة الحديث عن اقتراب معارك الجبال التي تفصل سوريا عن سهل البقاع.
وكان لافتاً إعلان جامعة القلمون في بلدة دير عطية إغلاق كافة مباني الحرم الجامعي لمدة 10 أيام بحجة صيانة شبكات المياه في المنطقة، وهو ما اعتبره نشطاء في المعارضة بمثابة تمهيد للمعركة خصوصاً أنها تعتبر الصرح التعليمي الوحيد في الريف الذي ما زال يستقبل الطلاب في مقراته بينما عمدت كل الجامعات الخاصة الأخرى إلى نقل مواقعها إلى قلب العاصمة اثر الاشتباكات على الطرق الدولية.