أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني في ساعات الفجر الاولى عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين ما قبل اتفاقية أوسلو، حيث توجّه 21 منهم إلى الضفة الغربية، وخمسة فقط إلى قطاع غزة. ويأتي الإفراج عن الأسرى في إطار اتفاق مع السلطة الفلسطينية، ينص على تحرير 104 أسرى على أربع دفعات طوال مدة المفاوضات المحددة بتسعة أشهر.
وفي هذا الاطار، تجمّع المئات وسط مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله في انتظار وصول المحرّرين. حيث استقبلوا 21 أسيراً من الضفة الغربية هم: عيسى عبد ربه المعتقل منذ العام 1984، ورافع كراجة ومصطفى غنيمات وهزاع سعدي وعثمان حسين (1985)، وعفو شقير ومحمد عاشور (1986)، وناجح مقبل (1990)، ومحمد الصباغ وخالد ازرق (1991)، بالإضافة إلى ريف ابودحيلة، ومؤيد حجة وعبدالرحمن الحاج، وموسى قرعان، واسامه ابو حناني، ومحمد تركمان، واسرار سمرين (1992)، فضلاً عن رزق صلاح واحمد عبد العزيز (1993).
أما أهالي قطاع غزة فاستقبلوا عند معبر بيت حانون في شمال قطاع غزة كلاً من احمد الداموني المعتقل منذ العام 1990، ويوسف مصالحة، وعمر مسعود (1993)، بالإضافة إلى حلمي العماوي وحازم شبير (1994).
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت التماساً تقدمت به لجنة "المجور" الاسرائيلية، التي تمثل عائلات القتلى الإسرائيليين، تعترض فيه على الإفراج عن الأسرى. وعادة ما تعتبر المحكمة هذا القرار من اختصاص الحكومة.
ووفقاً للقناة الثانية الإسرائيلية، فإن الإفراج عن الدفعتين الثالثة والرابعة من الأسرى سيحصل في شهري كانون الأول وآذار المقبلين.
وبدوره، أكد وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون أن عملية الإفراج عن الأسرى تأتي ضمن حسابات سياسية لها تأثير استراتيجي، مؤكداً أن اللجنة الوزارية الخاصة التي قررت قائمة أسماء المفرج عنهم، قد "اجتمعت بقلب وشعور مثقل".
من جهته قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لدى استقباله أسرى الضفة الغربية الـ21 المحررين، فجر اليوم الأربعاء، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، "إنه لن يكون هناك اتفاق وهناك أسير واحد وراء القضبان".
وقال مخاطباً الأسرى المحررين والحشود "اطمئنوا ونحن أمامكم بإذن الله من أجل هذا الهدف النبيل الذي كرسنا حياتنا من أجله حتى آخر لحظة".
وأضاف الرئيس "نبارك ونحيي إخوتنا الأبطال القادمين من وراء القضبان إلى دنيا الحرية، نرحب ونهنئ أنفسنا ونهنئكم جميعا بهذه الفرحة العظيمة التي تلم الشمل وتعيد أبناءنا إلينا، ونؤكد أننا قلنا فليعودوا لبيوتهم وليس إلى مكان آخر"، معتبراً أنه "لن تتم الفرحة إلا بإخراج الجميع من السجون".
وأشار الى "أننا تعهدنا أن نستمر في جهودنا لإطلاق كل الأسرى مهما كانت مدتهم أو أطيافهم أو أماكنهم، شرط أن يعودوا إلى بيوتهم وليس إلى مكان آخر".
ولفت عباس إلى أن هناك "بعض غير الوطنيين الذين يشيعون أننا عقدنا هذه الصفقة مقابل عدم وقف الاستيطان، خسئوا فالاستيطان باطل وباطل"، مضيفاً إنه "قد توجه لنا انتقادات هنا وهناك لن نسأل بها، عندنا أسير واحد أهم من كل التفاهات التي يطلقونها عبر الأقمار الاصطناعية".
بدوره، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، "حتى لو عادت قافلة الأسرى بعد منتصف الليل فإنكم شموس تضيء سماء فلسطين وفجر فلسطين الآن، شكرا يا سيدي الرئيس على هذا الإنجاز الوطني الكبير، شكرا لك لأنك جعلت هذا اليوم وطنيا فلسطينيا مميزا، نبارك لك ولشعبنا وللأسرى ولعائلاتهم ونبارك للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، لنقول لهم إن فلسطين ستبقى ناقصة وإن الفرح لن يكتمل ما دام هناك أسرى داخل السجون".